تعجب الكثيرون من جلده وصبره وقوته أمام قوات الاحتلال الصهيوني فشاهدوه ملوحًا بالنصر تارة ورافعًا جبهته تارة أخرى فعلى جدران المدارس والبيوت والشوارع يبتسم ياسر عرفات دائما بكوفيته الشهيرة، وتحل اليوم ذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
حاصرته قوات الاحتلال في مقره برام الله بالضفة الغربية على مدى أكثر من عامين، ثم توفي في مستشفى كلامار العسكري في باريس، بعد صراع مع المرض.
له العديد من البطولات حتى أنه شارك في وضع المسامير على طريق عجلات الدوريات البريطانية وكان ابن السابعة من عمره حينما مسك بأول حجر للمقاومة، وعقب تلك الأحداث بعام انتقل عرفات إلى القاهرة، وعاش مع أسرته في حي السكاكيني، واقتصرت زيارته للقدس في فترة الصيف فقط، وفي المرحلة الثانوية بدأ يشارك في المظاهرات التي تخرج من مدرسته الملك فاروق الأول الثانوية، ومع مرور الوقت، توطدت علاقته بالقضية الفلسطينية.
ومن خلال "الأردن" عام 1967، اشتعل نشاط "فتح" ولكنه لم يصمد كثير فانتقل إلى لبنان ثم توجه "عرفات" إثر ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مسمعًا العالم كله مطالب الشعب الفلسطيني، وكسب تأييد الرأي العام الدولي، وأطلق المراقبون الأميركيون على ذلك اليوم اسم "يوم عرفات"؛ لأنه نجح خلال ساعات في تركيز الاهتمام على مشكلة ظل الأميركيون يجهلونها أو يتجاهلها قادتهم عقودًا عديدة.
"إقامة دولة فلسطينية" كانت أحد أهم أهداف "عرفات" وفي عام 1993 وضعت اتفاقيات سرية ثم وقعت اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي بموجبها اعترف الطرفان ببعضهما رسميًا، بعد ذلك عاد "عرفات" إلى "فلسطين" وانتخب رئيسًا للسلطة بنسبة أصوات بلغت 88%، وبدأ في بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
تم منح "عرفات" جائزة نوبل للسلام عام 1995 وفي تلك الأثناء هاجم حزب الليكود الاسرائيلي ما حدث ببيان شديد اللهجة وكان نصه:- "رابين وبيريس يلحقان الإهانة بالشعب اليهودي بتقبلهما جائزة نوبل شراكة مع قاتل شعبهما".
وخلال حياته تعرض لحصارين الأول على خلفية إصدار رئيس الوزراء الاسرائيلي "شارون" قامت من خلاله الدبابات بمحاصرة مقر عرفات.
أما المرة الثانية كانت حصار سياسي حيث طالب الرئيس الأمريكي "جورج بوش" تشكيل قيادة فلسطينية جديدة ومع بداية عام 2004.
وخلال حديث صحفي له تفاخر "عرفات" بأنه تعرض لآكثر من 40 محاولة اغتيال إلى جانب عشر مرات نجا فيها من الموت المحقق.
وعمل مهندسًا في الشركة المصرية للاسمنت بالمحلة الكبري كما انضم إلى الجيش المصري، ضابط احتياطي ثم سافر إلي الكويت للعمل بالانشطة التجارية.
وبمشاركة مجموعة من الشباب استطاع أن يؤسس حركة التحرير الوطني "فتح" لتحرير فلسطين عن طريق السلاح ومن ثم أولى خطوات العمل بإصدار مجلة "فلسطيننا"، التي وحدت المجموعات الفلسطينية الأخرى تحت لواء الحركة الجديدة التي تلقت دعمًا من الجزائر ومصر، وبدأ الكفاح المسلح عام 1965.
التحق "عرفات" بالجامعة كلية الهندسة، وفي هذا العام شهدت حياة عرفات نقطة التحول التي صقلت شخصية القائد الذي وضع نصب عينيه قضية يعيش لها وبها.
وعقب أحداث ثورة 23 يوليو تسلم الرئيس محمد نجيب منه عهد وفاء الطلاب الفلطسنين مكتوبًا عليها بدمهم "لا تنس فلسطين" وعقب اندلاع أحداث مذبحة "دير ياسين" تحرك نحو فلسطين حاملًا السلاح ومن ثم أسس رابطة الطلاب الفلسطينين.