محنة حقيقية يعيشها القضاء، ولاحظت -كما لاحظ الجميع- الهجوم غير الشريف على قضاة مصر الأجلاء بشكل مبالغ فيه، ووجَدته هجوماً من أجل الهجوم فقط، وبالبحث والتدقيق لم أجد مُبرراً منطقياً واحداً لهذا الهجوم، ولا لتلك الأفعال الهمجية فى تعبير هؤلاء عن آرائهم التحريضية سوى سعيهم جاهدين لهدم الدولة، وهدم أقوى أعمدتها للنيل منها، ولم أجد وصفاً دقيقاً يليق بأفعالهم وأقوالهم سوى «الخيانة»، لكن بعد تفشى هذا الكم الكبير من «الغل» و«الكراهية» المكنونة فى نفوسهم تجاه «قضاة مصر»، وجدت أن السكوت فى حد ذاته عن الخيانة «خيانة كبرى».
صدمتنى واقعة الاعتداء على أحد أهم رموز القضاء، المستشار «محمد شيرين فهمى»، القاضى الذى حفظ للقضاء هيبته، والذى كان لحضوره على منصة «الجنايات» جزء كبير فى إثارة الأحقاد حوله، وللأسف الشديد بعد تطاول إرهابى جبان من متهمى قضية «كتائب أنصار الشريعة»، تورط إعلامنا بتناول واقعة الاعتداء بشكل غير مهنى. كانت واقعة مهينة للقضاء، وللجميع، وبنشرها عبر الصحف أصبحت فضيحة مهنية وغير أخلاقية، ومن جانبى لا أعتبرها «لقطة صحفية» مهمة، كما يصفها البعض، ولا أعتبرها حيادية فى تغطية واقعة بجلسة منعقدة بدائرة إرهاب، تضم العشرات ممن أساءوا فى حق الوطن، لكن أعتبرها خيانة، واستهانة بهيبة القاضى ووقاره، وأعتبرها «تسهيل مهمة إرهابى»، فى الوصول إلى غايته، ومحاولة دنيئة للنيل من كرامة القاضى. يجب أن يعلم الجميع أن الغرض من نشر إساءة أو تطاول هدفه إضعاف مصر، والنيل من كرامتها، وللأسف إعلامنا بكل وسائله يتبنى ويسهم بالنشر، وأصبح مجرد وسيلة يستخدمها هؤلاء الخونة للوصول إلى غايتهم، سواء بقصد أو دون قصد.
وعلى عكس المتوقع، جاء رد فعل القاضى «شيرين فهمى» بتطبيق صحيح القانون، بتحريك الدعوى الجنائية ضد المتهم وجميع المتهمين، واستكمل نظر القضية لأكثر من 3 ساعات، على عكس ما كانوا يتوقعون ويُخططون، ونجح «فهمى» فى إفشال مخطط هؤلاء المجرمين، وقرّر تأدية رسالته، بكل أمانة وشرف.
يا زملاء المهنة.. استهنتم بهيبة قضاة مصر، وتستحقون الشفقة على حالكم، وعلى كيلكم بمكيالين فى أداء عملكم، وبكل صراحة، أقولها إن «النفاق» هو المحرك الوحيد لكم فى عملكم و«المصلحة»، وللتأكيد على «نفاقكم» تذكروا معى عندما طلب منكم أحد المكلفين بتأمين القاعة على مرأى ومسمع منى، ومن الجميع، عدم كتابة خبر طرد ضابط ورقيب شرطة، بإحدى الجلسات بعد إخلالهما بنظام وآداب الجلسة، وللأسف وافقتم على عدم النشر! عفواً.. لا أريد أن يُحدّثنى أحدكم عن «قلمه الحر»، لأنه ببساطة الصحفى «الحر» يجب ألا يعمل على هوى المخطئين والمذنبين من المجرمين، وغيرهم تحت مسمى «الحيادية»، اتقوا الله فى أنفسكم وفى مهنتنا، صدق المولى عز وجل «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين».
فشل هؤلاء المجرمون فى استفزاز المستشار «شيرين فهمى»، لكنهم نجحوا فى بناء حاجز بينكم وبين «قضاة مصر» جميعاً على غرار الحاجز الذى يقع بيننا وبين «وزارة الداخلية» الآن، وأصبحنا فى ورطة، وسنظل نحن الخاسر الوحيد. يا سادة.. «شيرين فهمى» أقوى رئيس محكمة بدوائر الإرهاب دون منافس، فهو قاضٍ لم تأتِ به منصة «الجنايات» من قبل، ولم ولن تعوضه نهائياً فى ما بعد، والله على ما أقول شهيد، وما عليكم الآن سوى مراعاة ضمائركم فى الكتابة والعمل فى المحافظة على كل شريف وعادل ونزيه فى زمان عزّ فيه الشرف والعدل والأمانة. - معالى المستشار الجليل «محمد شيرين فهمى»، كنتَ وستظل «رمزاً للهيبة وميزاناً للعدل»، وفقك الله وثبت خطاك.