"مريض بالسكر" لا يرتبط الأمر بعمره، ولا يثير شفقة من "مرض خطير" اعتاد المصريون على سماع اسمه ومعاناته مع فرد أو أكثر من عائلاتهم الصغيرة أو الكبيرة، حتى تحول مرض السكر على المسامع كـ"نزلة برد" عادية، كما تتخلل الأحاديث اليومية، أسماء أدوية السكر- التي يشتكي كثير من المرضى من عدم توافؤها هذه الأيام- وخاصة الأنسولين.
يحل اليوم الاثنين، اليوم العالمي لمرضى السكر حول العالم، وفي مصر، يعاني أكثر من 7 ملايين من مرض السكري – مرشحين للزيادة- وهو مرشح للزيادة بشكل تصاعدي خلال الأعوام المقبلة، وفي تصريح لعميد المعهد القومي للسكر، هشام الحفناوي قال إن هناك توقعات بتزايد عدد الاصابات في مصر بحلول 2030 إلى 12.5 مليون، وبذلك سوف تحتل مصر المركز الثامن في ترتيب الدول الأكثر إصابة بالسكر بين مواطنيها، وذلك وفقًا لتقديرات الاتحاد الدولي للسكر.
وبين حالات الإصابة بالسكر في مصر، ينتشر المرض بين الأطفال، وهو ما يعود إلى أن الطفل يكون لديه استعدادًا في تركيبة جهازه المناعي لمرض السكر النوع الأول، حيث تعجز خلايا البنكرياس عن إفراز الأنسولين، وذلك ليس له علاقة بالعامل الوراثي وبالتالي لا يوجد خوف من المرض بين الأشقاء إلا في حالة وجود توءم متماثل بمشيمة واحدة وفي هذه الحالة يصاب الطفل الثاني بالسكر بنسبة 50%، أما باقي الأخوة فليس هناك خوف عليهم، كما أن الطفل مريض السكر ينجب أطفالا غير مرضي بالسكر مستقبلا، وذلك وفقًا لتصريح الحفناوي.
وقالت الدكتورة علا خير الله، مدير إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، إن هناك برنامج خاص بمشاركة وزارة الاتصالات ومنظمة الصحة العالمية يهدف لإرسال رسائل صحية لتوعية المرضى، مشيرة إلى أن هناك 18عيادة بالمستشفيات العامة على مستوى الجمهورية، للكشف المبكر عن مرض السكر وتوفير العلاج اللازم بشكل مجانى، ومن هذه المستشفيات، مستشفى شبرا العام بالقاهرة، ومستشفى أم المصريين فى الجيزة.
وتكمن خطورة مرض السكر في إهماله ليؤثر بشكل كبير على الأوعية الدموية ويحدث بها التهابات كالأوعية الموجودة في القلب والعين والكلي والأعصاب والساقين، ليشكو المريض من اعتلال الرؤية ومشاكل الشبكية التي تحدث في حوالي80% من المرضي، كذلك قد يحدث خلل في وظائف الكلي ووجود آلالام بالقدم مع عدم معرفة سببها كذلك مشكلة عدم التئام الجروح والقدم السكري التي قد تتطور الي بتر وللأسف يحدث بنسب تزيد علي50% من الحالات جراء عدم المتابعة.
كما تشير الاحصائيات الطبية حوالي 75 % من مرضى السكر يموتون بسبب تأثيره على القلب والاوعية الدموية مؤديا للإصابة بالذبحات الصدرية والأزمات القلبية.
ويمكن بالمتابعة الجيدة لمستوي السكر في الدم بالنسبة للمرضي وكذلك وجود برامج فعالة للاكتشاف المبكر خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وهم الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي للسكر مع عائلتهم وأقاربهم من الدرجة الأولي. كذلك من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم أو السمنة.
وبصفة عامة من هم فوق 45 عامًا لابد أن يجروا تحليلا للسكر، وأن جاءت النتائج طبيعية يعاد التحليل كل 3 سنوات للاطمئنان.الاكتشاف المبكر لمرض السكر يسهل العلاج والتعايش السليم في كل نواحي الحياة وعلي العكس اهمال المتابعة انتظارا لعدم ظهور مضاعفات يضاعف من حدتها خاصة لأنها تكون مفاجئة وتأتي بتأثير كبير وكما هو متعارف بين الناس بأن مرض السكر حرامي.
وقالت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم أن مرض السكر من النوع الثاني أعراضه قليلة ويمكن أن تكون موجودة لسنوات طويلة ولا يتم اكتشافه مبكرًا مؤكدة أنها تتمثل في الجوع المستمر، وفقدان الوزن وكثرة الالتهابات الجلدية والتبول المستمر، مشيرة إلى أنه قد يهمل المريض هذه الأعراض.
وأضافت أن هناك أرقامًا تشخص مرض السكر فالفحص الدورى مهم فى هذه الحالة لتحديد الإصابة مؤكدة أنه عندما تصل نسبة السكر فى الدم إلى 126 وهو صائم أو أكثر وإذا وصل بعد تناول الطعام إلى 200 أو أكثر فهذا معناه أنه مصاب بالسكر، وهناك مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر وعندها تكون نسبة السكر فى الدم 125 وهو صائم، مؤكدة أن هذا الشخص اذا لم يتبع نظاما غذائيا سليما ويمارس الرياضة ويتجنب السمنة سيتطور إلى حدوث سكر سريع جدًا.
وأكدت الدكتورة إيناس شلتوت أن هناك علاقة بين السكر والاكتئاب موضحة أن الاكتئاب مرض خطير قد يؤدى أحيانًا إلى الانتحار ويصيب حوالى 20% من السيدات 10% من الرجال فى الأشخاص العاديين، أما فى الأشخاص المصابين بمرض السكر فنجد أن النسبة تتضاعف وتزيد نسبة حدوث الاكتئاب بتزايد درجة الاصابة بمضاعفات السكر، وبالذات على العينين أو الأعصاب أو الكليتين أو الأوعية الدموية، كما نجد أن مرض السكر يؤدى إلى زيادة فرص الإصابة بمرض الاكتئاب والعكس صحيح فالإصابة بالاكتئاب تؤدى إلى الإصابة بمرض السكر، كما أن مرضى السكر المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية للقلب وجلطات القلب فتحدث بينهم بنسبة 40%.
وقال الدكتور محمد خطاب أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العيني إن هناك أدوية جديدة تم طرحها في مصر قادرة على ضبط مستوى السكر بالدم وهي آمنة على مرضى السكر الذين يعانون من قصور بوظائف الكلى والكبد.