"العدو لا يتخلى عن مطامعه "، هذا هو حال بريطانيا مع مصر، فهي دومًا لا تنسى خروجها المذل من أرض المحروسة في 19 أكتوبر 1954، ولازالت تحاول العودة بأي شكل من الأشكال، وإن كانت تظهر للعالم في ثوب المدافع عن الديمقراطية والاستقرار في الدول.
تجسد السفارة البريطانية في القاهرة، الدور الخفي الذي تسعى المملكة المتحدة لتنفيذه في مصر، عن طريق إثارة القلاقل ببيانات تكون في أغلب الأحيان مغايرة لما يحدث على أرض الواقع.
خرجت السفارة البريطانية، ببيان جديد لها أمس، تتحدث فيه عن شروط صندوق النقد الدولي، الذ من المقرر أن تحصل مصر على الدفعة الأولى منه الأربعاء المقبل، والذي قالت فيه إن الصندوق اشترط التزام الحكومة بسداد مستحقات شركات البترول الأجنبية، لمنح القرض، ما أثار حالة من الجدل في الشارع المصري.
وأوضحت السفارة، أن مصر التزمت في الاتفاق بزيادة مخصصات حماية المواطنين الفقراء بنسبة 1% من الناتج المحلى الإجمالي، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة مشاركة الرجال والنساء في سوق العمل.
وقالت السفارة في بيانها اليوم إن مشاركة الممثل البريطاني في الصندوق قادت للتركيز على ضمان الحماية الاجتماعية والاحتواء، وخلق مناخ إيجابي للاستثمار كوقود أساسي للاقتصاد المصري على المدى الطويل.
وكشفت السفارة أن المملكة المتحدة لعبت دورا "حيويا" في قرار صندوق النقد الدولي كعضو مؤسس ومشارك فعال في التمويل، ما اعتبرها البعض محولة للتفضل على مصر، وإظهار أنها من منحت القرض وليس الصندوق.
"بياناتها تثير عدم الارتياح المجتمعي"، هكذا علق النائب طارق الخولى، عضو مجلس النواب، على بيان سفارة بريطانيا، واصفًا إياها بالدأب على الخروج ببيانات وتصريحات تثير حالة من عدم الارتياح والجدل الشديد في الشارع.
وواصل "الخولي" حديثه: " فى اعتقادى أنهم فى حاجه لمراجعة نهج سياستهم خلال الأعوام الماضية، فالعلاقة بين الدول لا يجوز أن تبنى بهذه الطريقة، وقد تحولت السفارة البريطانية بالقاهرة إلى عامل هدم وتوتر وليس تدعيم وتطوير للعلاقة بين الدولتين".
"تحذير 9 أكتوبر"، خرجت السفارة البريطانية ببيان في شهر أكتوبر الماضي تحذر فيه رعايا بمصر، من التواجد في أماكن التجمعات، والأماكن العامة بالقاهرة يوم التاسع من أكتوبر، وهو ما أحدث حالة من القلق والتوترات حول أسباب التحذير من هذا اليوم.
وعادت السفارة البريطانية، لتنفي وجود أي مخاطر محتملة في مصر خلال 9 أكتوبر، إنما هو مجرد بيان تحذيري تصدره لجميع رعايا على مستوى العالم، في الأعياد، وهو ما جعل الكثيرين يستنكرون الأمر بشدة، معتبرين إياه نوع من أنواع إثارة اللبلبة بشكل غير معلن.