تبادلت ألمانيا وتركيا الانتقادات، اليوم الثلاثاء، خلال زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى أنقرة، واتهم الأتراك ألمانيا بعدم دعم حليفتها، تركيا، خلال محاولة الانقلاب التي وقعت هذا العام، في حين ردت برلين بانتقاد حملة القمع التركية ما بعد الانقلاب واعتبرت أنها ذهبت بعيدا جدا وبصورة تفوق الحد.
وكان وزير الخارجية الالماني يعتزم الاجتماع بنظيره مولود تشاوش أوغلو، خلال الزيارة، لكنه شعر بالدهشة عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلديريم في اللحظة الأخيرة أنهما يريدان مقابلته.
ولكن لا يبدو أن استقبال شتاينماير، الذي لم يقم بزيارة تركيا منذ أكثر من عام، كان وديا، حيث قابله اردوغان وصافحه بوجه عابس، واتهم تشاويش أوغلو ألمانيا بإيواء المسلحين الاكراد الذين يقاتلون الجيش التركي.
لكن شتاينماير رد على الاتهامات بشكل جاد وأشار إلى أن الغرب لا يزال يشعر بالقلق من حملة القمع فيما بعد الانقلاب الذي شهد سجن وإقالة الآلاف من وظائفهم، وتقييد الحريات المدنية.
وقال "من فضلكم، لا تعتبروا في تركيا أن هذا نوع من الغطرسة.. أو إلقاء محاضرة بصورة تتسم بالتعالى "، وفي إيماءة أخرى تعبر عن التحدى، اختتم شتاينماير اجتماعاته الرسمية بلقاء سياسيين معارضين ونشطاء حقوقيين.
ومع ذلك، فقد اعتبر وزير الخارجية الألماني أن زيارته لتركيا كانت إيجابية.
وذكر شتاينماير في ختام زيارته: "كان من الواضح أنه لا يمكن إزالة الاختلافات في وجهات النظر من خلال زيارة أو بضع محادثات".
وتابع "ولكن سفري إلى تركيا جيد في حد ذاته، وذلك على الأقل لتكوين صورة شخصية للوضع في تركيا".
واعتبر أن الاتصال المباشر أفضل من تبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام.
وقال شتاينماير في ختام زيارته إن محادثاته كانت صعبة حسبما كان متوقعا لها.
وأكد شتاينماير أن الطريقة التي تعامل بها تركيا المعارضين "لا تتوافق مع معاييرنا الخاصة بدولة القانون" وأن هذه الطريقة لم تعد تقتصر على ملاحقة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموزيوليو الماضي.
وأشار شتاينماير إلى أنه أوضح ذلك خلال محادثاته وأعلن في الوقت ذاته استعداد ألمانيا للعودة للتعاون مع تركيا بشكل وثيق وتشاركي على أساس القيم الأوروبية.
كما التقى وزير الخارجية الألماني في العاصمة التركية أنقرة بعدد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.
وعقد اللقاء الذي جمع شتاينماير بالنواب عثمان بيدمير ومدحت سانجار وزيا بير في مقر البرلمان التركي.
وعاش النائب بير فترة من حياته في مدينة ديوسبورج الألمانية واعتقل قبل بضعة أيام قبل أن يطلق سراحه مرة أخرى.
ولا يزال رئيسا الحزب صلاح الدين دميرطاش وفيجين يوكسيكداج رهن الاعتقال بتهمة دعم تنظيم إرهابي.
وطالبت منظمات حقوقية شتاينماير قبل توجهه إلى تركيا بالعمل على الإفراج عن رئيسي الحزب.
كما طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان شتاينماير بحث تركيا على العودة إلى دولة القانون والإصرار على تخلي الحكومة التركية عن كافة خطط إعادة تطبيق عقوبة الإعدام.