لم تكن الفنانة شيرين عبد الوهاب تتوقع يومًا عند غنائها "مشربتش من نيلها"، أن يصبح شريان الحياة مصدر زعر للمصريين، بعد أن اختلط ببعض المواد السامة بداية من البقع الزيتية نهاية بالفوسفات، والتى هددت بوقوع العديد من الضحايا، ليرفع نهر النيل شعار "مش حارم المصريين من اى حاجة".
عبارة مبارك
مع الساعات الأولي من نهار اليوم، أعلنت شركة مياه محافة سوهاج حالة الطوارئ عقب إكتشاف بقعة زيتيه بناحية الشورانية دائرة المركز، نتيجة أعمال الصيانة التي أجرتها الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة للعَبارة النهرية "مبارك" باستخدام المواد البترولية ما أدى لتسريب كمية منه بنهر النيل، الأمر الذي دفع الشركة إلى تشكيل لجنة معاينة سريعة بالإشتراك مع الوحدة المحلية وإدارة حماية النيل، لكشف حقيقة الواقعة.
أتربة رملية
الواقعة السابقة لم تكن الأولي التى تهدد شريان الحياة للمصريين، ففى الأول من شهر نوفمبر الجاري تغير لون مياة النزيل إلى لون رمادى، بعد أن إختلطت مياة النيل بالسيول المحلمة بالأتربية الرملية، والتى ضربت بعض محافظات الجمهورية، ما دفع شركة مياة الشرب إلى إغلاق بعض المحطات وإعلان حالة الطوارئ.
بقع زيت
استمرارًا لمقولة "نهر النيل محرمناش من أى حاجة"، تقدم أهالى أهالي قريتى أولاد يحيى وأولاد خليفة التابعتين لمركز دار السلام شرق محافظة سوهاج العام الماضي، بشكوى إلى شركة المياة هناك، نصت الشكوى على تغير لون مياة الشرب التى تضخها صنبور المياة داخل المنزل وأصبح لها لون وطعم ورائحة، مع اختلاطها بمادة تشبة زيت الطعام.
500 طن فوسفات
نهر النيل لم يتوقف دوره على استيعاب المواد البترولية فقط، ففي 22 ابريل 2015 غرقت ناقلة "سيناء" المحملة بـ 500 طن فوسفات فى نهر النيل، عقب انقطاع الجنزير الموجه للدفة واصطدامها بأحد الأعمدة الخرسانية بكوبري دندرة التابع لمحافظة قنا.
وسارعت الجهات المسئولة هناك إلى أخذت عينات لتحليلها والإطلاع على نتائح التحليل حفًاا على سلامة المواطنين، بالإضافة إلى إغلاق 8 محطات لمنع وقوع حالات تسمم.
حالات تسمم
وعلى الرغم من سرعة الإحتياطات الأمنية التى تقوم بها السلطات لاأمنية حيال إكتشاف تلوث مياة الشرب بنهر النيل إلا أن ذلك لم يشفع لهم، وفى العام الماضي كشف الدكتور الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الأسبق باسم وزارة الصحة، عن تلقي تقارير تشير إلى إرتفارع عدد حالات الاشتباه بالتسمم إلى 379 مواطنًا بقرى ومدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في التسمم يعود إلى ارتفاع نسبة الكلور، مع إختلاط مياة الشرب بالصرف الصحي.
أمر سيئ
تعليقًا على ذلك يقول الكميائي إسلام عبد الحميد، المتخصص في معالجة المياه، أن إختلاط نهر النيل بمواد رملية كما حدث وقت أن السيول التى ضربت بعض المحافظات أمر طبيعى لا يستحق القلق، أما عن البقع الزيتيه والمواد البترولية فهو أمر سيئ، مشيرًا إلى خطورة تلك المواد على صحة الفرد.
وأضاف "عبد الحميد" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن تلك البقع قد تتسبب في وقوع العديد من حالات التسمم، مع حدوث بعض المضاعفات التى تؤدي في النهاية إلى الوفاة.