بعد 13 عامًا على توليه رئيسًا للهيئة الأمنية والسياسية في الجيش الإسرائيلي.. "جلعاد" تخوف من ثورة يناير ورفض حكم "الإخوان" ووصف قدوم "السيسي" باالمعجزة

عاموس جلعاد هو رئيس الهيئة الأمنية بالجيش الإسرائيلي، ولد بمدينة حيفا بالقدس عام 1951م لأسرة يهودية قدمت من "تشيكوسلوفاكيا" إلى فلسطين ووالده أحد الناجين من محرقة "الهولوكوست".

نشأ "جلعاد" فى قرية كريات موتسكين، ثم عاش معظم حياته بمدينة هيرتسيليا، وحصل على شهادة البكالوريوس فى دراسات الشرق الأوسط من جامعة حيفا، كما حصل على ماجستير في العلوم السياسية ودراسات الأمن القومي في جامعة حيفا بالتعاون مع كلية الأمن القومي.

وكان عاموس "جلعاد" جنرال احتياط بالجيش الإسرائيلي، وتولى رئاسة الدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. التحق "جلعاد" بالجيش الإسرائيلي في عام ١٩٧٢م، وشغل عدة مناصب بقسم الأبحاث التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "أمان"، وشارك فى حرب لبنان بين عامي ١٩٨٢ و١٩٨٣ وأعد تقريرا عن مجزرة اللاجئين الفلسطينيين بمخيم صابرا وشاتيلا.كما حذر "جلعاد" من احتمال حدوث مجازر من الكتائب قبل حدوث مجزرة صبرا وشاتيلا، وتنبأ قبل أسبوعين من اندلاع حرب العراق عام ٢٠٠٣م، كما تنبأ بأن الأمريكيين في العراق سيقومون بعمل يهز العالم، وفقا لما نشرته جريدة "يديعوت أحرونوت". واتهمته منظمات ومواقع فلسطينية بالمشاركة في قتل عشرات الفلسطينيين خلال عمله بالاستخبارات العسكرية. وعمل الجنرال "جلعاد" متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي، في الفترة من عام ١٩٩٤م حتى عام ١٩٩٦م، والسكرتير العسكري للرئيس بالوكالة، وبعد عامين عاد للعمل بالاستخبارات الحربية حيث أصبح رئيس قسم الأبحاث بالجهاز حتى انتهاء خدمته العسكرية برتبة لواء عام 2003م، وكان مسئولًا عن تقييم المخابرات الوطنية الشاملة من ١٩٩٦ إلى ٢٠٠١.وعمل أيضا منسقًا لأعمال الحكومة الإسرائيلية بين عامى ٢٠٠٨م و٢٠٠٩م، ثم عمل "جلعاد" كرئيس للقسم الدبلوماسى والأمنى فى وزارة الدفاع.كما تولى رئاسة الدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ورئيس لجنة العلاقات الأمنية مع الشركاء الإقليميين والاستراتيجيين فى إسرائيل، وتلقى "جلعاد" جائزتين من مؤسسة الدفاع الأمريكية "فيلق مزايا"، وجائزة مدير وكالة الاستخبارات.وبفضل اتقان "جلعاد" للغة العربية وكذلك خبرته الطويلة بالمجتمعات العربية، تولى ملفات هامة تتعلق بالعلاقات مع البلدان العربية، خاصة مصر والأردن، كما شارك في مفاوضات التهدئة مع حركة حماس عدة مرات خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة.كما فوضته الحكومة الإسرائيلية، مهمة الإشراف على القضايا المتعلقة بالأسرى والمختطفين، وأسندت إليه دورًا رئيسيا في محادثات إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي أسرته حركة حماس في عام 2006م.وترأس "جلعاد" منذ عام 2006م فريق المفاوضين الإسرائيليين بكل مباحثات التهدئة، التي جرت في القاهرة مع حركة حماس. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد نقلت تصريحات "جلعاد" عن التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل التي قال فيها: "مصر صاحبة السيادة فى سيناء، وليست في حاجة للتنسيق مع "إسرائيل".كما صرح خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر "هرتسيليا" بأن السلام مع مصر يعد ثروة وإنجازا استراتيجيًا و"تل أبيب" تحاول أن تحافظ عليه بكل قوة مشيرًا إلى أنه يجب على البلدين الحفاظ على هذا السلام الاستراتيجي، لأنه إذا تغير الوضع، فإن كل ما تم بناؤه سوف ينهار.وكان "جلعاد" مؤيدًا لحكم مبارك، حيث قال: "لولا وجود القيادة المصرية برئاسة محمد حسنى مبارك لما استمر السلام بين مصر وإسرائيل"، وأكد أنه طالما مبارك يحكم مصر فلن يورط بلاده في حرب مع إسرائيل.وأثناء ثورة ٢٥ يناير، قال جلعاد:"إن السلام مع مصر هو اصطناعي للغاية"، وأعرب عن قلقه من الثورة في مصر، مؤكدا أن سيطرة مبارك لن تستمر وفقا لتقرير نشره موقعه "واللا".ووفقا لوثائق ويكيليكس التي أكدت أن "جلعاد" عقد اجتماعا سريًا مع "دان شابيرو"، مدير قسم الشرق الأوسط، كشفا فيه عن خوف شديد في إسرائيل من تغيير النظام في مصر، خاصة أنه غير متأكد من أن جمال مبارك هو من سيتولى بعد ذلك.وفى فترة حكم "مرسى"، صرح "جلعاد" لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلا: إنه "لا يوجد حوار بين كبار نخبتنا السياسية والرئيس "مرسى"، ولا أعتقد أنه سيكون هناك حوار"، وأضاف: "إنني لا أخشى سوى تهديد الإسلاميين".ووصف "عاموس جلعاد" وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم بـ"المعجزة"، كما يرى أن السيسي أنقذ مصر من الإخوان المسلمين واعتبر أن حفاظ مصر على معاهدة السلام مع تل أبيب هو "ثروة" استراتيجية لإسرائيل، وأن نظام السيسي يمنع التهريب ويقاتل حماس في غزة، ويتصدى لإرهاب داعش في سيناء".أعلن رئيس الهيئه الأمنية والسياسية في وزارة جيش الاحتلال عاموس جلعاد، استقالته من منصبه اليوم الأربعاء بعد أن شغل هذا المنصب منذ نحو ثلاثة عشر عامًا ومن المقرر أن ينهي مهامه بعد نحو شهرين ونصف الشهر، ومن المقرر أيضًا أن تشكل خلال الأيام القادمة لجنة لإيجاد بديل له.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً