احتفلت الإعلامية الأديبة، كريمة أبو العينين، فى مكتبة الربع بالحسين، بالتوقيع على مجموعتها القصصية "ست والسلام"، فى حفل ضم كوكبة من الإعلاميين وقادة الفكر.
"ست والسلام"، هى نبض للواقع وقصص تنطق بماتعيشه المرأة المصرية وماتعانيه من مشاكل وماتقدمه من تضحيات تقابل بالغدر والخيانة، المجموعه القصصية، والتى تجاوزت العشرين قصة، تحاول فيها الكاتبة أن ترصد كل مواطن ومعانى التفاعل بين عنصرى الحياة "الرجل والمرأة"، ففى بعض قصصها رصدته خائن ناكر للجميل، محب لنفسه مفضلا مايهمه عن أى شىء آخر، واضعا رغباته وأهله فى قمة سلم حياته.
وفى قصص أخرى، هو طاووس لايرى إلا نفسه وفى قصة مغايرة رصدته محبا وفيا مخلصا مفضلا الاحتفاظ بشريكة عمره عن أى شىء آخر، وفى قصة من قصص المجموعة تحدثت الكاتبة على لسان بطلة قصتها عن معنى الوفاء الذى جسدته فى علاقة بطلة القصة بكلبها، وفى تبادل مشاعر الحب بينهما وتبلغ قمة وفاءها له عند كبره، فلاترضى أن تتركه ولاتستغنى عنه بل تصر على الاحتفاظ به رغم عجزه ووهنه حتى ينفق فتدفنه فى حديقة منزلها حتى يسهل عليها أن تتحسس مابقى من آثاره وحبه.
وتتحدث فى قصة آخرى عن كيد الأخوة، بعضهم لبعض وامتداد المكيدة لبيتها ومن أخيها الذى يسلط عليها من يوقع بينها وبين زوجها من أجل الميراث.. وهكذا تسعى وتجتهد فى رصد مشاعر ومعانى من بينها مفهوم الحب وكيف يرفضه الزوج لابنته ولكنه يحلله لنفسه، وأيضا تدق ناقوس الخطر من بث السم فى عقول الأبناء عن طريق المدرسين المتشددين وتصرخ بأعلى صوتها عندما تجد أن ابنها الهادىء تحول على يد مدرسه إلى متشدد فإرهابى فقتيل.
"ست والسلام"، ليست مجموعة قصصية ضد الرجل ولا تمثل معاداة له بل هى رغبة فى تذكيره بما قاله الرسول "رفقا بالقوارير"، وأيضا بقوله "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"، وهى أيضا مزيج من التجارب الشخصية ورصد للواقع واستماع وإخراج وتصوير لمشاكل وأزمات حقيقية يمر بها الرجال والنساء وعلى رأسها أزمة منتصف العمر، ورفض الرجل الاستمرار مع زوجته، بعد أن يتأكد له أنها لم تعد تناسب ماوصل إليه من رقي وارتفاء، وبأنه يريد أن يعيد شبابه مع من تتناسب مع كم البريق والشهرة والمجد المحيط به.
"ست والسلام"، والتى استغرق إعدادها أكثر من عام، هى حصاد ونتيجة لنبض واقع مصرى أصبحت فيه المرأة إن لم تكن قوية وواثقة فى نفسها، صريعة لظلم رجل ومجتمع ذكورى مازال يغفر للرجل كل أخطاءه ويحاسب المرأة على أصغر هفواتها، فى ست والسلام تذكير لما قاله الله سبحانه وتعالى "تسريح بالمعروف"، وهو مايرفضه الرجل ويصر على إذلال المرأة حتى ترضى بأحد الأمرين، إما الاستمرار والقهر والانصياع وإما أن تحصل على ماتبقى وإما أن تفعل مايغضب ربها.. هى إذن مرآة مجتمع هذه المجموعة بكل تفاصيله التى رصدتها إمرأة عاشت وتعايشت مع كل ماكتبته وأخرجته فى شكل مجموعة أصرت على أن تطلق عليها هذا الاسم، الذى آثار استياء الكل وخاصة النساء اللاتى يرفضن أن تسميهن الكاتبة كريمة أبو العينين، والتى تعمل كرئيس تحرير فى قطاع الأخبار بالتلفزيون المصرى، ولها أيضا مقالات فى العديد من المواقع الإخبارية، أصرت على أن يكون إسم مؤلفها الأول والذى ستتبعه بمؤلفات أخرى تسير على نفس النهج "ست والسلام".