"الغرق.. الآلام.. اللجوء.. الاحتلال.. الموت والنيران" هكذا يعيش أطفال العالم العربي في اليوم العالمي للطفولة.
وفي مثل هذا اليوم وقعت 193 دولة، من بينها إسرائيل، عام 1989، على اتفاقية حقوق الطفل، وهي معاهدة دولية تعترف بالحقوق الإنسانية للأطفال، ووضعت باعتبارها أن الأشخاص دون سن الـ18 يحتاجون لرعاية خاصة على الصعيدين المحلي والدولي بسبب عدم نضجهم البدني والعقلي.
وتتضمن الاتفاقية 54 مادة من أبرزها اعتراف الدول -في المادة السادسة منها- بأن لكل طفل حقا أصيلا في الحياة وتكفل الدول الأطراف إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه.
وورد في المادة 19 من الاتفاقية أن على الدول اتخاذ كافة التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من العنف والضرر والإساءة البدنية أو العقلية.
وتعترف الدول وفق المادة ٢٨ بحق الطفل في التعليم على أساس تكافؤ الفرص، واتخاذ التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتماشى مع كرامة الطفل الإنسانية.
ووفقا للمادة ٣٧ من الاتفاقية فعلى الدول أن تتكفل بعدم تعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية المهينة، وألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية.
وفي وقت يحتفل فيه أطفال العالم بيوم الطفل العالمي تزداد جراح أطفال دول الاحتلال والحروب ففي فلسطين المحتلة ومنذ اندلاع انتفاضة الاقصي اعتقل اكثر من أكثر من 10 آلاف طفل فلسطيني دون الثامنة عشرة، 85% منهم طلاب للمدارس.
وكانت قضية الطفل أحمد مناصرة من أهم ما حدث للأطفال الفلسطينيين مؤخرًا، الطفل الذي يبلغ من العمر 14 عامًا، وحكمت المحكمة الصهيونية عليه بالسجن 12 عامًا، ليقضي ما تبقى من طفولته داخل السجن.
وتتعمد دولة الاحتلال بكل قواها ان تستهدف الأطفال الفلسطينيين خصوصًا، لما يراه فيهم من طاقة مقاومة يحاول ثنيها داخل السجون بالتعذيب بمختلف أشكاله، إضافة لعزلهم في ظروف حياتية قاهرة.
وفي هذا السياق أصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريرًا حول انتهاكات الصهاينة للأطفال الفلسطينيين، قال فيه: إن نحو 350 طفلًا دون عمر الثامنة عشرة تحتجزهم إسرائيل، من بينهم أكثر من 12 فتاة قاصرة، يتم احتجازهم أو توقيفهم دون تهمة حتى يتثنى للاحتلال الخروج بتهمة تجعلهم يقضون سنوات طفولتهم في السجن.
أما في سوريا الشقيقة لازالت الجراح ووامواج البحر ونيران القتل والخراب تحاصر الأطفال فعلى الحدود يقفون لاجئين باحثين عن حق الحياة وفي الداخل يقبعون ببيوتهم اسفل مقصلة الحرب اما عند فرارهم الي السواحل يغرقون ليتكرر مشهد الطفل ايلان يوميا دون توقف.
وعلي الجانب الاخر أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الأطفال أقل من 18 سنة فى مصر يبلغ 33.3 مليون طفل يمثل هذا العدد 36.6٪ من إجمالي السن في منتصف عام 2016.
وقال فى تقرير عرضه اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز بمناسبة اليوم العالمي للطفل إن عدد الأطفال الذكور نحو 17.2 مليون طفل بنسبة 51.7٪، وعدد الإناث حوالي 16.1 مليون طفلة بنسبة 48.3٪ من إجمالي الأطفال، مشيرًا إلى أن أعلى نسبة للأطفال كانت في الفئة العمرية من 5 إلى 9 سنوات نحو 28.7%، بينما كانت أقل نسبة للأطفال في الفئة العمرية أقل من سنة 6٪ من إجمالي الأطفال.
وأضاف أن نسبة القيد الصافي في رياض الأطفال بلغت 27.7% للذكور، و27.6% للإناث في الفئة العمرية 4-5 سنوات من إجمالي السكان، كما بلغت 90.0% للذكور، و92.2% للإناث في مرحلة التعليم الابتدائي في الفئة العمرية 6-11سنة من إجمالي السكان، وبلغت في مرحلة التعليم الإعدادي 80.8% للذكور، و87.1% للإناث في الفئة.
في حين بلغت نسبة التسرب من التعليم 0.6% في المرحلة الابتدائية، منهم 0.7% للذكور،0.5% للإناث بينما بلغت في المرحلة الإعدادية 4.5%.
وأوضح الإحصاء أن عدد دور رعاية الأطفال المعاقين التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بلغ 148 دارا، وملتحق بها 632 طفلا عام 2015.
وبلغ عدد دور الحضانة التابعة للقطاع العام والأعمال العام والهيئات العامة 27 دارا عام 2015 وسعتها 2480 طفلا والملتحقين بها 1879 طفلا، بينما بلغ عدد دور الحضانة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى 13508، كما بلغ عدد دور الحضانات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية 101 دار وملتحق بها 888 طفلا.
وعن أثر العنف ضد المرأة على الأطفال، أظهر الإحصاء أن 7.4% من النساء المعنفات من قبل الزوج تأثر أطفالهن دراسيًا، بينما 10.5% تأثر أطفالهن نفسيًا، ونحو 72% من الأسر التي تعرضت لعنف الزوج عاني أطفالها من الكوابيس والخوف، ونحو 24.7% من الأسر التي تعرضت لعنف الزوج أصبح أطفالهم أكثر، و18.6% من الأسر التي تعرضت لعنف الزوج أصبح أطفالهم ليس لديهم رغبة في اللعب.