تزايدت في الآونة العمليات المتكررة من الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد، والتي غالبا ما تجد رد فعل عنيف مواجها لها، من جانب العناصر المعارضة وبعض المدنيين، وبالأخص في مدينة حلب.
وبعد الفشل المتكر لاقتحام مدينة حلب في جانبها الشرقي، وغيرها من مناطق المعارضة السورية، أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش الأسد، اليوم الثلاثاء، عن تأسيس ميليشيات جديدة تم وضع اسم لها وهو "الفيلق الخامس اقتحام".
وكشف البيان الذي أعلنه المتحدث، أن هذا "الفيلق" جاء من أجل وضع حد نهائي للأعمال التي وصفها بالإرهابية، مشيراً إلى أن هذه الميليشيا ستكون مؤلفة من "طوعيين" ومحددا أماكن التقدم والانتساب إليها في محافظات دمشق وحمص وحماه وحلب وطرطوس واللاذقية ودرعا والسويداء.
وأشارت بعض العناصر الطلعة، أن نظام الأسد يحاول استمالة أنصاره للانتساب إلى تلك الميليشيات، موضحا أنه يحق للموظفين الحكوميين الانتساب إليها، مع احتفاظهم بمرتباتهم الشهرية في الدوائر التي كانوا يمارسون فيها عملهم الحكومي، إضافة إلى المرتب الذي سيتقاضونه بعد انتسابهم لميليشيا "الفيلق الخامس".
وبالرغم من الإعلان الصريح عن تلك الميليشيات، إلا أن البيان الرسمي الذي نشر، اليوم الثلاثاء، على الموقع الإلكتروني لوزارة دفاع النظام السوري، لم يكشف عن تمويل وتدريب تلك الميليشيا،
وتراودت بعض المعلومات التي كشفها أحد المواقع الإلكترونية المرخص لها في سوريا، وهو موقع "دمشق الآن" الذي يديره أحد أصدقاء عائلة الأسد، وهو الإعلامي الإلكتروني وسام الطير، في خبر مقتضب نشره منذ قليل، يقول فيه حرفياً: "مصادر خاصة لدمشق الآن أكدت أن الفيلق الخامس الذي تم الإعلان عنه قبل قليل، تمّ تجهيزه بدعم وتدريب كامل من الأصدقاء وستكون رواتبه من خزينة الأصدقاء وستتراوح رواتب المتطوعين بالفيلق من 200 دولار أميركي إلى 350 دولارا بين مجند وصف ضابط وضابط.
ولم يذكر خبر "دمشق الآن" اسم هؤلاء "الأصدقاء" الذين سيموّلون ويدرّبون تلك الميليشيا الجديدة ويدفعون لها بالدولار مرتباتٍ أعلى بكثير من مرتبات جيش الأسد. إلا أن المرجح أن تكون إيران هي المقصودة بكلمة الأصدقاء، خصوصا في جانب التمويل والإعداد. وقد يكون للروس دور معين في تلك الميليشيا لم يتضح بعد.
وكشفت بعص المعلومات أن أعلى مرتب تتقاضاه ميليشيات تابعة للأسد، هو مرتبات ما تعرف بـ"أسود الحسين" وهي مجموعة من المرتزقة الموالين للأسد ويتزعمها قريبه حسين توفيق الأسد شقيق محمد توفيق الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية في وقت سابق، وكانت تدفع لقاء القتال في صفوفها مبلغا وقدره 80 ألف ليرة سورية للمقاتل في تدمر، و50 ألف ليرة سورية للمقاتل في اللاذقية، إلا أن لائحة الأسعار هذه تعود إلى منتصف هذا العام، وقد يكون طرأ عليها تعديل هبوطاً أو صعودا.
ويأتي السبب فى إعلان النظام السوري عن تأسيس تلك الميليشيا، علناً وفي بيان رسمي، هو انهيار قوات جيشه على جميع الجبهات التي يقاتل فيها المعارضة السورية، الأمر الذي حدا بالقوات الروسية للتدخل سريعاً لإنقاذه من السقوط عام 2015 عندما أرسلت قاذفاتها العسكرية لحماية نظامه.