ذكرت منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقرير لها، أن الأزمة التي يواجهها القطاع الزراعي في سوريا أدت إلى انخفاض إنتاج الغذاء.
وأشار التقرير الذي أعدته منظمة الفاو بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، إلى أن القتال المتواصل يجعل من الصعب لكثير من المزارعين الوصول إلى حقولهم وموارد المياه، محذرًا من تبعات خطيرة ليس فقط على الأمن الغذائي للأسر الزراعية، ولكن كذلك على توفر الأغذية في البلاد، وهذا سيؤدي في النهاية إلى مزيد من عمليات النزوح.
وأوضح التقرير أن ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور يضر بالمزارعين، الذين لم يكن أمامهم سوى التخلي عن إنتاج الغذاء، مضيفًا أن إنتاج القمح سجل انخفاضًا حادًا يصل بنسبة 55% بعد الحرب في سوريا.
وقال تقرير منظمة الفاو، إن العديد من المزارعين فقدوا القدرة على التحمل، حيث 80% من العائلات في أنحاء سوريا تجد صعوبة في الحصول على الطعام أو شراءه.
و أضاف التقرير أن سوريا التي كانت مصدرًا رئيسيا للماشية شهدت انخفاضًا كبيرًا في أعداد الماشية منذ بداية الأزمة حيث انخفضت أعداد الماشية بنسبة 30% والأغنام و الماعز بنسبة 40% و سجلت أعداد الدواجن انخفاضًا شديدًا وصلت نسبته إلى 60% بعد أن كانت الدواجن المصدر البروتين الحيواني الأقل سعرًا، وذلك يرجع إلى ارتفاع أسعار اعلاف الحيوانات بشكل كبير مما أضطر العديد من الأسر التي تربي المواشي إلى بيع أو ذبح الماشية و الاغنام و الدواجن.
وكانت مصادر أممية، رصدت وجود نحو 400 ألف مدني سوري محاصر، خاصة في ريف دمشق حيث يدفع الأطفال الضريبة الأقسى، فيما وصفت ممثلة اليونيسيف في سوريا – بحسب ما نقلته "الجزيرة.نت" ما شاهدته في مضايا "مدينة سورية" بأنه "منظر يوجع القلب. منظر لم أشهد مثله من قبل".
كما أكدت اليونيسيف في بيان لها، رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال بعد أن دخلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر "مضايا" لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ أكتوبر الماضي.
وعقد مجلس الأمن، جلسة طارئة لبحث الأوضاع في المناطق المحاصرة في سوريا، فيما طالبت كيونغ واكانغ مساعدة الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية، بالوقف الفوري لحصار المدن السورية من قبل أطراف النزاع في هذا البلد، منددة بما أسمته "التكتيك الوحشي"، واعتبرته "انتهاكًا خطيرا للقانون الدولي".
وأوضحت "كيونغ واكانغ" أن "مدينة مضايا السورية صدمت الضمير العالمي"، وقالت "للأسف صار استخدام الحصار والتجويع كسلاح أمرا متكررا ومنتظما في الحرب بسوريا".
وقالت واكانغ، إن "هذا الحصار الذي يمنع الناس من الوصول إلى الخدمات الأساسية يعتبر غير قانوني وغير مقبول ولا يقبله أي ضمير". وزادت أن "هذا انتهاك خطير للقانون الدولي ويجب أن يقف فورا".