"الجيش يعلم المسؤولية واللي معلمهوش أهله يعلموا الجيش" كلمات أجمع عليها الكثير من الشباب الذين قضوا فترة تجنيدهم بالقوات المسلحة، وينصحوا بها المقبلين على التجنيد.
هكذا هي عقيدة المجندين في القوات المُسَلَّحَة المِصْرِيَّة، وهي القوات المسلحة النظامية لجُمهورِيةُ مِصرَ العَرَبيةِ، والتي تنقسم إلى ثلاث أفرع رئيسية، هي: "قوات الدفاع الجوي، القوات الجوية، القوات البحرية"، بالإضافة إلى القوات البرية وهي قيادة استحدثت في 25 مارس 1964، وألغيت رسميًا بعد حرب 1967، لتعود قيادة تشكيلاتها إلى رئيس أركان القوات المسلحة مباشرةً.
"أول جيش نظامي في العالم"
أنشئ أول جيش نظامي في العالم في مصر حوالي سنة 3400 ق.م. بعد توحيد الملك مينا لمصر وجلوسه على العرش، وأصبح أقوى جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، وقد كان ذلك هو العصر الذهبي للجيش المصري.
وقدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القادة العظام، وكان نقطة قوة الجيش المصري أن قوامه الرئيسي كان من المصريين وليس المرتزقة الأجانب، وذلك من خلال نظام الخدمة الإلزامية والاستدعاء للخدمة أثناء الحرب.
وقال عدد من الشباب الذين أنهوا فترة تجنيدهم بالقوات المسلحة من أبناء الشعب المصري، إن الجيش مسؤولية، مشيرين إلى أن من يدخل الجيش يتعلم الكثير.
وأضاف محمد محسن خير مهندس: "أول ما دخلت الجيش كنت حزين لفراق أهلي، ولكن بعد دخولي الجيش تعلمت الكثير من تحمل المسؤولية وكيف أعيش وأوفر لتحمل مسئولية بيتي وهو ما أفادني كثيرا وقت الزواج، تعلمت كيف أدبر حالي وأتحمل مسئولية بيتي ماديا ومعنويا".
وقال محسن سليمان - طبيب: "دخلت الجيش كضابط احتياط وحزنت كثير لأن زملائي أخذوا تأجيل، ولكن بعد دخولي الجيش اكتشفت إني في وضع أفضل من زملائي لأني تعلمت كثيرا ما افادني في الحياة وتعلمت كيف أتعامل مع الناس،الجيش بتاعنا شرف والعسكرية المصرية شرف لكل مصري".
وأوضح أحمد عبد العال موظف في أحد القطاعات الخاصة، أن الجيش علمه المسئولية، واللي معلمهوش أهله يعلموه الجيش مشيرا إلي أن الشباب الان واعي جدا وهناك شباب كثير الان يريد الإلتحاق بالجيش خاصة بعد زيادة أعداد الشهداء ومنهم من يريد التطوع للثأر لأقاربهم.
وأضاف مؤمن وحيد سائق أن شقيقه اختلف كثيرا بعد دخوله الجيش وأصبح شخص غير اللي كنت اعرفه بعد أن كان مستهتر أصبح منظم جدا ومتحمل للمسئولية وله شخصية قوية، قائلا: بجد الجيش المصري مصنع للرجال وهادخل أولادي الجيش ".
يذكر أن الأصل فى مدة الخدمة العسكرية والوطنية المقررة قانونًا هى ثلاث سنوات وذلك طبقًا لأحكام المادة (3) من القانون رقم (127) لسنة 1980،ويتم تخفيض مدة الخدمة العسكرية الإلزامية العاملة كالآتى:المجند بسنة واحدة هم:
حملة المؤهلات العليا، المفصولين من الكليات العسكرية بشرط أن يكونوا قد أمضوا بها وبنجاح سنتين على الأقل – وألا يكون إنتهاء علاقتهم بالكلية بالإستقالة أو تعمدهم إستنفاذ مرات الرسوب أو بسبب تأديبي، حفظة القران الكريم بتمامه من غير حملة المؤهلات بشرط أن يتقدم بإلتماس لإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عن طريق وحدته لإختباره وذلك خلال ثلاث أشهر من تاريخ التجنيد.
محفظوا القرأن الكريم المعينين بالأزهر الشريف (دون اختبار) من غير حملة المؤهلات، المجند بسنة ونصف وهم:
حملة المؤهلات الفوق متوسطة أو المعادلة لها.
المجند بسنتان: حملة المؤهلات المتوسطة أو المعادلة لها.
المجند بثلاث سنوات: غير ذوى المؤهلات (العادة)، كما يذكر أن مراحل التجنيد هم 4 مراحل هي: يناير وابريل ويوليو وأكتوبر ويتم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحفي قبل بدء المرحلة التجنيدية.
تصنيف جلوبال فاير
نشر موقع "جلوبال فاير باور"، المتخصص فى ترتيب الجيوش حول العالم، التصنيف النهائى لجيوش العالم، من حيث قوتها لشهر إبريل الماضي، واحتل الجيش المصرى المرتبة الـ12 متفوقاً على جيوش إسرائيل التى احتلت المركز الـ16 وإيران وباكستان، وبذلك يتربع الجيش المصرى بالمرتبة الأولى عربياً وأفريقياً كأقوى الجيوش.وأشار الموقع إلى أن هذا التصنيف لم يأخذ فى الاعتبار الإمكانات النووية، وجاء التصنيف بناءً على 50 عاملاً من العوامل التى يقيس بها الموقع قوة الجيوش، فالعوامل الجغرافية والاعتماد على الموارد الطبيعية تؤثر على التنصيف النهائى، فالتصنيف لا يعتمد فقط على إجمالى عدد للأسلحة المتاحة لأى من الدول.
"التجنيد الإلزامي"
التجنيد الإلزامي هو طريقة لاختيار الرجال، للخدمة العسكرية الإلزامية، ويسمى أيضًا التجنيد الإلزامي أو الخدمة الوطنية، وعادةً، يتم التجنيد الإجباري بمجرد انتهاء الدراسة، فيخدم المجندون لمدة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام، واستخدمت كثير من الدول التجنيد الإجباري في وقت الحرب، ولكن عددًا قليلاً من الدول استخدمته أثناء فترات السلم.
والتجنيد الإلزامي في مصر، هو دخول الذكور من سن 18 إلي 30 سنة، لقضاء فترة الخدمة العسكرية سواء في القوات المسلحة المصرية أو في قطاع الشرطة.
دور المجندين في نصر أكتوبر
واعتمد الجيش المصري بشكل كبير على المجندين من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، فترة حرب الاستنزاف مرورًا بحرب أكتوبر 1973، من أجل توفير أفراد قادرين على استيعاب المستوي التكنولوجي للأسلحة الحديثة، والمعقدة.
وأظهر هؤلاء المجندين كفاءة عالية من حيث استيعاب مختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية، خاصة أن معظمها كان يستخدم لأول مرة، في الحروب الميدانية، مثل منظومة الدفاع الجوي "سام" بمختلف أنواعها، و صواريخ أر بي جي ومالتوكا ساجر المضادة للمدرعات، واثبت هؤلاء المجندين، أن المقاتل المصري يستطيع أن يفعل المستحيل، في ظل أصعب الظروف وأقل الإمكانيات، وهو ما شهدت له جميع مراكز الدراسات الإستراتيجية والعسكرية في العالم أجمع.