قفز سعر العدس الأصفر أكثر من 10 جنيهات مرة واحدة خلال اليومين الماضيين، ليتراوح سعره بالأسواق والمحلات ما بين 32 إلى 36 جنيه بعدما كان يباع بـ 22 إلى 24 جنيه، حتى أطلق عليه بعض المواطنين «عدس عيار 21»، كسخرية من ارتفاع سعره بشكل مبالغ فيه.
وقال الخبير الزراعي، الدكتور نادر نور الدين، إن مصر تستورد العدس بنسبة 100%، نتيجة عزوف الفلاحين عن زراعته، بسبب تدهور الأصناف المصرية وتدني إنتاجيتها، مشيرا إلى أن محصول الفدان لا يزيد عن طنا واحدا واحيانا 900 كيلوجرام، ولذلك وصل سعره حاليا بين 32 إلى 36 جنيها، مضيفا أن الفلاح كان يبيع كامل محصوله بسعر 5 آلاف جنيها فقط للفدان في العام الماضي، وقت أن كان سعر العدس 10 جنيها الكيلوجرام، مما كان يجعله يتكبد خسائر حيث إن هذا المبلغ لايغطي تكاليف الزراعة وإيجار الأرض.
وأكد نور الدين، لـ«ـأهل مصر»، أن الأسعار الجديدة الحالية سترفع عائد الفدان إلى 20 ألف جنيه على الأقل، حيث إن سعر الطن حاليا للمستهلك يبلغ 30 ألف جنيه، وبالتالي فإن زراعته سوف تصبح عالية الربحية، مطالبًا وزارة الزراعة بأن تبذل الجهد لإقناع الفلاح بالعودة إلى الزراعة خاصة في إسنا وباقي محافظات سوهاج والصعيد، كما يجب عليها إمداد المزارعين بالتقاوي عالية الإنتاجية والتي يتجاوز محصولها 2 طن للفدان فتضاعف ربحية الفلاح إلى نحو 40 ألف جنيه.
وأشار إلى أن إقبال الفلاحين على زراعة العدس في مصر، يمكنها أن تخفض السعر إلى نحو 22-24 جنيها للكيلو جرام، وبالتالي لن يقل دخل المزارع عن 18-20 ألف جنيه للفدان، مؤكدًا أنه في حالة عودة مزارعي محافظات الصعيد لزراعة الأصناف المصرية التي تعطى طنا واحدا للفدان فإن عائد زراعة العدس لن يقل عن 20 ألف جنيه، لافتا إلى أن هذا السعر ضعف عائد القمح وأعلى من عائد البرسيم والشعير.
ومن جانبه، قال رئيس اتحاد الفلاحين، محمد فرج، إن الدستور تعهد بشراء المحاصيل الاستراتيجية من الفلاح بسعر البورصة العالمية، بالإضافة إلى نسبة ربح، لافتا إلى أنه في حالة تشجيع المزارعين على زراعة العدس في مصر، فإنه لن يقل السعر العالمي للعدس عن مستواه الحالي، بل إنه مرشح للصعود بعد ارتفاع أسعار البترول، مؤكدًا أن الاكتفاء الذاتي من العدس لا يحتاج إلى أكثر من زراعة 92 ألف فدان فقط.
وأضاف فرج، لـ«أهل مصر»، أنه في حالة التوسع في زراعة العدس بمصر، فقد نتحول إلى التصدير بالأسعار العالمية المرتفعة بدلا من الاستيراد الكامل حاليًا، بجانب أننا بذلك سنستعيد عرش تصدير العدس وقت أن كانت مصر واحدة من أكبر ثلاث دول مصدرة للعدس في العالم، خاصة بعد أن أصبح عالي الربحية، قائلا: «يابخت اللي يزرع عدس».
وأكد نقيب الفلاحين، رشدي أبو الوفا، أن زراعة العدس تُعد من أسهل الزراعات، والتي لا تحتاج إلى مستلزمات إنتاج كثيرة، حيث تتم زراعته مثل القمح والشعير وهو محصول شتوي يزرع حاليا خلال نوفمبر وديسمبر، قائلا: «لنا تاريخ في العدس الإسناوي»،
وأضاف أبو الوفا، لـ«أهل مصر»، أن وزارة الزراعة انتجت نوعين جدد من تقاوي العدس هما «سيناء 1 وسيناء 2»، لافتا إلى أن تلك التقاوي تعطي طن وربع للفدان وهي صالحة للزراعة في الأراضي الرملية والأراضي الخفيفة بخلاف الأصناف الآخري والتقاوي عالية الإنتاجية التي يمك استيرادها من إسبانيا والإرجنتين.
ولفت إلى أن العدس محصول بقولي يستمد الأسمدة «الكيماوى» الخاصة به من الهواء الجوي، من خلال تثبيت النيتروجين الجوى وتحويلة إلى سماد نيتروجيني، مؤكدًا أنه لا يحتاج إلا على جرعة منشطة لا تزيد عن شيكارتين أسمدة فقط.
ويذكر أنه قد ارتفعت أسعار العدس الأصفر، بشكل كبير حيث قفزت من 26 جنيهًا لتصل إلى ما يقرب من 35 جنيهًا، كما ارتفعت أسعار السلع والأعلاف بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إثر تطبيق قرار تعويم الجنيه إلى جانب تطبيق قانون القيمة المضافة.