عند المحطة 90 توقفت دقات قلب الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو عن الحياة، ليعلن التليفزيون الكوبي وفاته، ومنذ عام 2006 يعاني كاسترو من المرض بعدما أصيب بمرض معوي كاد أن يودي بحياته وتنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو رسميًا بعد ذلك بعامين.
وأوصي "كاسترو" قبل رحيله بحرق جثته وفي نهاية حياته لم يتولى أي منصب زعامة وكان يكتفي بكتابة مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر لكنه كان يعيش في شبه عزلة.
وخلال حياته عرف عن "كاسترو" ارتداؤه للزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة، كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة.
وأثناء حكمه لكوبا أطاح كاسترو بالرأسمالية وحظي بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء، لكن هناك الكثير كانوا يعادونه فكان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو ومعظمهم من الكوبيين المنفيين في ميامي والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه طاغية "شرس".
ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر فإنه غير شكل كوبا منذ تولي السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق واتفق مع الولايات المتحدة على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة، وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى فيدل كاسترو تأييدًا فاترًا للاتفاق مما أثار تساؤلات بشأن موافقته على إنهاء العداوة مع الولايات المتحدة.
ولم تكن أمريكا ولا الكوبيين المنفيين سببا في سقوط حكم كاسترو ولكن المرض وحده أجبره عن التنازل لشقيقه الأضغر عام 2006 ثم نهائياعام 2008.
ويعود تولي "كاستور" كوبا إلي عام 1959عقب ثورة أطاحت بحكم حكومة فولغينسيو باتيستا، ومنذ توليه في اللحظة الأولي تبني الفكر الاشتراكي وأسس الحزب الشيوعي الكوبي بالإضافة إلي ذلك تولي منصب"الأمين العام".
حيث حكم "كاسترو" كوبا لمدة 49 عاما وكان حكمه يحمل مزيجًا من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد، وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة، وخلال حكمه تصدي لغزو دعمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في خليج الخنازير عام 1961، كما نجا من عدد لا نهائي من محاولات الإغتيال.
وفي عام 1962 ساعد تحالف كاسترو مع موسكو في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية وهي مواجهة مع الولايات المتحدة إستمرت 13 يومًا وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.كما سعت الولايات المتحدة الأمريكية وكل من حالفها بكل الطرق الي تصوير"كاسترو" بإعتباره شيطانا وهوما لا يراه اليساريون حول العالم فكانوا جميعا مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين في أمريكا اللاتينية وإفريقيا.
واستطاع "كاسترو" أن يقود حركة عدم الانحياز والأمية الطبية في كوبا، وحظى كزعيم باحترام كبير في العالم النامي، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، قاد كاسترو كوبا في"الفترة الخاصة"، واحتضن البيئة المناهضة للعولمة والأفكار الجديدة، وفي عام 2000 انضم إلى التحالف البوليفاري للأمريكتين.
اعتمد خلال فترة حكمه النموذج الماركسي اللينيني للتنمية، حيث حول "كوبا" دولة اشتراكية يحكمها حزب واحد تحت حكم الحزب الشيوعي، حيث يعد الحكم الأول من نوعه في نصف الكرة الغربي، وقد رافق ذلك تنفيذ إصلاحات التخطيط الاقتصادي المركزي وتوسيع الرعاية الصحية والتعليم من خلال سيطرة الدولة على الصحافة وقمع المعارضة الداخلية والخارجيه، كما دعم كاسترو الجماعات الثورية المعادية للإمبريالية، ودعم إقامة الحكومات الماركسية في شيلي ونيكاراغوا وغرينادا، وأرسل قوات لمساعدة الحلفاء في حرب يوم الغفران، الحرب الإثيوبية الصومالية، والأنغولية للحرب الأهلية.