يبدو أن "كوبا" أصبحت حديث الساعة اليوم عقب اعلان التليفزيون الكوبي عن رحيل قائدها فيدل كاسترو عن عمر يناهز 90 عاما، ففي عام 1952 حكم بفولغينسو باتيستا كوبا، وتمت الإطاحة به عام 1959 علي خلفية انقلاب عسكري علي يد مجموعة من "باربودوس" "أصحاب اللحى" بقيادة فيدل كاسترو وأقام كاسترو جمهورية اشتراكية بقيادة الحزب الشيوعي الكوبي وتكون أول دستور لكوبا عام 1976.
ومن عام 1961 قطعت الولايات المتحدة العلاقات مع النظام الكوبي الجديد ودعمت محاولة فاشلة لإنزال قوات معادية لكاسترو في خليج الخنازير، ثم اندلعت الحرب الباردة مع اكتشاف وجود صواريخ سوفياتية في كوبا.
وفي عام 1962 وبسبب الحظر الأمريكي وانقطاع الإمدادات السوفياتية مع انهيار الاتحاد السوفياتي في 1990، أصبحت كوبا مرتهنة بشكل كبير لفنزويلا أبرز شريك تجاري ومزود بالنفط بشروط تفضيلية جدا، أثرت الازمة الحادة التي تمر بها فنزويلا وتراجع أسعار المواد الأولية، بشدة على الاقتصاد الكوبي.
وتعد كوبا التي تبلغ مساحتها 110860 كلم مربعًا مع سواحل بطول 6073 كلم (11،27 مليون نسمة)، أكبر جزر الأنتيل وتقع على بعد 77 كلم غربي هايتي و180 كلم جنوبي الولايات المتحدة.
واكتشف جزيرة كوبا كريستوف كولومبوس في عام 1492، كما ألغي الرق في 1886، وألحقت كوبا بالملكية الإسبانية حتى حرب الاستقلال "1895-1898" التي تدخلت خلالها الولايات المتحدة دعمًا للمتمردين.
وأنهت معاهدة باريس في ديسمبر 1898، الهيمنة الإسبانية لكن الاستقلال النهائي لم يحصل إلا في 1901، وفي عام 2006 عمل كاسترو على إصلاح تدريجي للنموذج الاقتصادي الكوبي بإعطاء موقع أكبر فيه للمبادرة الخاصة والاستثمار الأجنبي مع الحفاظ على "مكاسب الاشتراكية" في اقتصاد لا يزال تحت هيمنة الدولة بنسبة 80 %، وفي نفس العام.
طلب فيدل كاسترو بسبب المرض، من شقيقه راؤول أن يحل محله على رأس الدولة، وفي عام 2008 أصبح راؤول كاسترو رسميًا رئيسًا لكوبا، وفي أبريل 2011 أصبح أيضًا رئيسًا للحزب الشيوعي الكوبي بعد تخلي فيدل كاسترو عن هذا المنصب.
وفي عام 2014 أعلنت كوبا والولايات المتحدة تقاربًا تاريخيًا طوى صفحة نصف قرن من عزل واشنطن دبلوماسيًا لكوبا، وفي عام 2015 أعاد البلدين علاقاتهما الدبلوماسية وفتحا السفارتين، وفي 2016 قام باراك أوباما بزيارة لهافانا هي الأولى لرئيس أمريكي مباشر منذ ثورة كاسترو.
وفي سياق التقارب وعد أوباما برفع الحظر في الكونغرس، لكن مجلسي الكونغرس، النواب والشيوخ، يهيمن عليهما الجمهوريون الذين يعارض أغلبيتهم حاليًا مثل هذا الإجراء.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
