عاد جمال وعلاء مبارك للضوء والحياة السياسية من جديد، إصرار لافت ومستفزّ على الظهور والانتشار في عزاء كبار الساسة والمشاهير في مساجد عمر مكرم ورابعة ومصطفى محمود، خطة غير واضحة المعالم للتسرب إلى المجتمع ثانية وغزو الساحة بعد فترة غياب وسجن، ساسة وصفوا الظهور بـ"الحيل" لكسب بًنط ومحاول للفوز بالمزيد من المكاسب في صفوف كبار الساسة ومشاهير المرحلة، ونفسيون رأوا أن ظهورهما في العزاءات ربما محاولة هروب من الانزواء والجلوس في الظل.
في عزاء زوجة الفنان محمد صبحى، كان الظهور واضحًا لنجليْ مبارك، وقبلها شاركا في عزاء والد الإعلامي أحمد موسى، وقبل شهور مضت شاركا فى عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكرى، ولاحقًا ظهرا فجأة في عزاء الفنان محمود عبدالعزيز بمسجد عمر مكرم بوسط البلد، واقتحما خصوصية المكان وسط دهشة الجميع.
علاء وجمال مبارك، بحسب ما يبدو يُصرّان على النزول للشارع والتجول دون حراسة، جمال تواجد قبل أيام بصحبة زوجته وابنته فى الأهرامات ليلتقط معهما صورًا فوتوغرافية تذكارية، ولاحقًا شُوهد نجلا مبارك في مطعم شعبي لتناول الأسماك بشبرا وسط المواطنين ملتقطين معهم صورًا فوتوغرافية، وسط تساؤلات واستفهامات تصب مجملها: ما الذي يسعى إليه نجلا مبارك؟ .
جنائيًّا لا يزال وضعهما معلَّقًا، محكمة الجنايات من جانبها أجّلت نظر قضية التلاعب بالبورصة المتهَم فيها نجلا مبارك لجلسة 15 يناير المقبل؛ لسماع مرافعة المدَّعِين بالحق المدني والدفاع، حيث أسندت النيابة العامة لجمال مبارك تهمة اشتراكه مع موظفين عموميين في جريمة التربح بغير حق على مبالغ مالية قدرها 493 مليونًا و628 ألف جنيه بأن اتفقوا على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية.
بالإضافة إلى أن جهاز الكسب غير المشروع ما زال يحقق فى عشرات البلاغات المقدَّمة ضدَّهما منذ عام 2011 عقب ثورة يناير، إضافة إلى أن نجليْ مبارك يواجهان تُهَم التربح والحصول على أموالٍ دون وجه حق وتضخُّم ثروتيهما، أضِفْ إلى هذا وغيره أنهما اعترفا فى التحقيقات التى أجراها معهما جهاز الكسب غير المشروع بأنهما يمتلكان 357 مليون يورو فى أحد البنوك السويسرية وتخضع للتجميد حاليًا.
هنا يقول الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، مدير مركز المصريين للدراسات القانونية والسياسية: إن نجليْ مبارك قاما بتنفيذ الحكم عليهما فى قضية القصور الرئاسية، وقاما بتقديم النقض فى هذا الحكم، وتم رفضه، وطبقًا لهذا الحكم الجنائي يترتب عليه العقوبات التابعة له، وهى عدم ممارسة الأعمال السياسية كالترشح في البرلمان ومجالس الإدارات أو أي انتخابات سياسية خلال فترة خمس سنوات.
وتابع: "بعد فترة الخمس سنوات، لو رفعوا دعوة ردّ اعتبار فيكون لهما الحق فى الترشح لأى انتخابات إن لم يصدر عليهما أحكام أخرى"، مضيفًا أنه ما زالت عليهما قضية التلاعب فى البورصة، والتي تم تأجيلها حتى يناير المقبل، وأيضًا قضية الكسب غير المشروع، موضحًا أن الشعب يتعامل معهما من باب المجاملة الاجتماعية فقط، لكنه لن يتقبلهما فهما مرفوضان شعبيًّا".
وقال على أيوب، الخبير القانوني، مدير مركز أيوب للدفاع عن الحقوق والحريات: إن أبناء مبارك مِن حقِّهما ممارسة حياتهما الطبيعية، لكن الحالة النفسية التي سبّبها نظام حكم والدهما جعلت الناس تلفظ ظهورهما الملحوظ بشكل غير طبيعي الفترات الماضية، لكن مِن حقهما وفقًا لحرية التنقل أن يسافرا ويتجولا ويظهرا فى الفضائيات، مضيفًا أن هذا يؤثر على نفسية الشعب، إضافة إلى أن نجلي مبارك كانت عليهما قضية القصور الرئاسية وقضيا مدة العقوبة وأصبح موقفهما القانوني سليمًا.
وأضاف أيوب أن بعض رجال الأعمال التي كانت تابعة لنظام مبارك يريدون عودة هذا النظام مرة أخرى، وهذا يساعد نجلي مبارك على الظهور، ولا نستبعد أن يظهرا قريبًا على شاشات الفضائيات، موضحًا أن النظام القديم يحاول أن يعيد نفسه مرة أخرى وبأي طريقة، مشددًا على ضرورة حرمان أبناء مبارك من العودة للعمل السياسي، بأمر الشعب.
ورأى النائب علاء سلام أن محاولات ظهور أبناء مبارك فى المطاعم والأماكن العامة والمناطق السياحية والأفراح والمآتم هى محاولة لإقناع المجتمع بهم مرة أخرى، وليؤكدا أنهما ما زالا موجودَين رغم أن الدولة حاكمتهما ليثبتا أنهما وطنيان ولم يغادرا البلاد، والأخطر أنهما يعلمان تمامًا أن الشعب المصري ينسى دائمًا، وبطبعه مُسامح، لكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل؛ لأن ما فعله مبارك وأبناؤه فى الشعب لا يمكن أن يتجاهله أحد، خصوصًا ما تم من تدمير للبنية التحتية وإهدار المال العام واستيلاء رجال الأعمال على الأراضي والمال العام بأرخص الأسعار؛ مجاملة لهم.
وطالب سلام بضرورة إصدار تشريع يَحرم أبناء مبارك من المشاركة فى الحياة السياسية ووضعهما تحت الإقامة الجبرية، ورفض أى دعوات قضائية منهما لردِّ الاعتبار، حتى ولو ربحوا القضايا التي ما زالت فى المحاكم كقضية البورصة والكسب غير المشروع.
فيما رأى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، أن أبناء مبارك لديهما مستشارون كبار يفكرون لهم حتى يتحركا فى ثلاثة اتجاهات، أولها الشعب، والثاني فى اتجاه القيادة السياسية، والثالث فى اتجاه أمريكا. وتابع فرويز أن نجليْ مبارك ما زالا فى عقلهما أن أمريكا هى المحرك لكل الدول، ومن ثم يتحرك أبناء مبارك فى المجتمع ليظهرا للخارج بأن لهما شعبية داخل الشعب المصري، إضافة إلى أنهما يريدان أن يظهروا للقوة السياسية أن لهما خلفية وشعبية فيضغطا حتى لا تصدر بحقهما أحكام في القضايا المطروحة الآن ضدهما، لكن هذا لن يحدث، واصفًا ظهورهما بالهروب من الانزواء والجلوس في الظل.
.