لم يرحل رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو دون أن يترك بصمة في تاريخ العلاقات المصرية الكوبية.. وكان له عدد من المواقف مع المصريين آخرها ما قاله عقب ثورة 25 يناير ووصفه لشعب مصر بالذكاء.
ففي عام 2011 أشاد كاسترو بـ"مصر"، ووصف شعبها بالذكاء، كما وصفها بأنها تتمتع بتاريخ عظيم ترك بصمته على الحضارة الإنسانية التى تسجل علامة فارقة على مر الأجيال، خاصة وأن العالم بات الآن عند مفترق طرق غير عادى للحضارات.
جاء ذلك فى مقال لرئيس كوبا السابق فيدل كاسترو وصاحب الثورة التى حررت كوبا، بثته وكالة الأنباء الكوبية "، أكد خلالها ثقته فى ذكاء الشعب المصرى وبصيرته.
وفي عام 1960 استقبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، واستمر اجتماعهما لأكثر من ساعتين قدم فيها زعيم كوبا للرئيس المصري صندوق من جلد التمساح فيه منتجات كوبا المحلية، ومازحه عبد الناصر بأنه كان يريد سيجار هافانا.
وعقب رحيل الزعيم عبد الناصر رثاه "كاسترو" قائلا: "جمال عبد الناصر واحدً من أعظم شخصيات هذا العصر.. وثائر عظيم قاد نضال شعبه، لقد فقد العالم بوفاته ثورى فذ لا يتكرر"، لتكشف عن مدى التقدير والعلاقات التي كانت بين القاهرة وهافانا منذ عقود وعقود.
وخلال فترة الستينيات من القرن الماضي قدمت "كوبا" دعما لمصر خاصة في منظمة عدم الانحياز، وكانت كوبا وزعماء شيوعيين مثل كاسترو ينظر إلى عبد الناصر باعتباره باعثا لنهضة العرب ضد الغرب الاستعماري.
وكانت اول اللقاءات بينهما في عام 1956، التقى عبد الناصر بكاسترو للمرة الأولى فى نيويورك خلال حضورهم إحدى فعاليات الأمم المتحدة؛ وخلال اللقاء قال "كاسترو" لناصر انه يستمد الشجاعة من الطريقة التي صمدت بها مصر في وجه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في معركة السويس.
وخلال اللقاء حثه "عبد الناصر" علي امرين أولهما ألا يعلق اهتماما أكثر مما يجب على القاعدة البحرية الأمريكية فى جوانتانامو الكوبية، وأن لا يسمح لنفسه بأن يساق إلى نزاع عسكرى بسبب تلك القاعدة"، أما الأمر الثاني هو "أهمية وجود قاعدة للثورة، كالوحدة العربية مثلا بالنسبة للثورة المصرية.
وكان "لكاسترو" العديد من المقالات خلال ثورة 25 يناير كانت تهاجم نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قائلا "قلت مؤخرا إن مصير الرئيس المصري السابق تحدد وحسم ولا أحد في هذا العالم، بما فيهم أوباما يمكنه انقاذ مبارك".
كما وجه رسالة للرئيس الأسبق قائلا يجب أن يعيد أموال الشعب المصرى الذى قام بتهريبها إلى حسابات سرية فى شتى أنحاء العالم، حيث إن هذه الأموال ملك للشعب المصرى فقط".
وعلي الجانب الآخر وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو للعزاء في وفاة الرئيس الراحل فيديل كاسترو.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي قال في الرسالة، إن كاسترو كان رمزًا للنضال والدفاع عن قضايا الدول النامية، وإنه قام بدور بارز في سبيل تعزيز العلاقات التاريخية بين مصر وكوبا على المستويين الرسمي والشعبي.