لم تنس إسرائيل أنها عدو لمصر، كما لم ينس المصريون ذلك، وبرغم انتهاء الحرب مازالت إسرائيل تبحث عن طريقة يدخل بها الإرهابيين إلى مصر، وخاصة من تلك الجبهة التي تؤرقها، والتي تشهد نشاط القوات المسلحة المصرية، بسيناء.
وفي حيلة جديدة للمعتدي الإسرائيلي – واستغلالًا للعاطفة – وقع العالم في فخ حرائق إسرائيل، والتي اندلعت في منطقة حيفا لمدة أربعة أيام، لتستغل تل أبيب "سقوط ضحايا" – بحسب ادعائها - لتمرير غطاء جوي، يسمح بنقل إرهابيين من تنظيم داعش إلى سيناء.
وخلال متابعة حرائق إسرائيل، ربما توقعت أن تجد آلاف الضحايا، وفقًا للصور التي انتشرت للحرائق الهائلة، والتي توغلت في منطقة حيفا، إلا أن صحيفة "هاآرتس" العبرية قالت إن حصيلة المصابين الإسرائيليين بسبب الحرائق وصلت إلى أكثر من 30 مصابًا نتيجة استنشاق الدخان، وهو ما يدعو للتساؤل، كيف لكل هذه الحرائق التي اجتاحت حيفا، والتي تنتج كميات كبيرة من الدخان و الغازات الخانقة، مما سيسبب اختناقات ووفيات على الأقل بسبب الدخان، أن تكون ضحاياها 30 مصابًا فقط!.
وخلال عمليات الإطفاء، أعلنت سلطات الاحتلال إجلاء 60 ألفًا من منازلهم بـ 11 حيًا سكنيًا واستدعت 200 جنديًا مدربًا على الإطفاء، مع طائرات للإخماد ساعدتها بها 5 دول، و بالرغم من ذلك فإن نسبة الإصابات أو الوفيات لا تذكر بالنسبة لكم الحرائق، وهذا يؤكد أحد أمرين إما أن اسرائيل لم تحاول إطفاء الحرائق منذ البداية فتحول الدخان إلى ألسنة نار، أو أن المنطقة ليست مأهولة بشكل كبير، أي أنه لا يوجد بها سكان كثيرين.
وفي تصريح للدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، تساءل "لماذا لم يتدخل الجيش الإسرائيلي مباشرةً ويحسم الأمر وهو جيش يستخدم بالفعل أحدث التقنيات الاستراتيجية في التعامل مع الأزمات؟، ولماذا لم تعلن الحكومة الإسرائيلية حالة الطوارئ رسميًا؟، كما أن إسرائيل امتنعت عن الاستعانة بالدول الكبرى، ولا سيما أمريكا، لإعلان حالة الإغاثة العامة، والتي طالبت بها من دول الجوار التي لا تمت لها بصلة.
فإسرائيل طلبت المساعدة من 5 دول هي: روسيا وتركيا اليونان وإيطاليا وكرواتيا وقبرص، وفي هذا "توجه" نحو دول معينة، فإسرائيل لا تلجأ عادة لطلب المساعدة سوى من الدول الداعمة لها وعلى رأسهم أمريكا وإنجلترا وألمانيا، وهو ما يجعل طلب المساعدة من قبرص واليونان وتركيا وإيطاليا، أمرًا غريبًا، وربما يهدف لوضع بحرياتهم وقواتهم الجوية، بل والإمداد والتموين لديهم في وضع الطوارئ للمساعدة في مقاومة كارثة طبيعية.
كما أن طلب إسرائيل المساعدة من تركيا – بعد تطبيع العلاقات بين البلدين - يعطي الغطاء لتحركات عسكرية تركية بالطيران والبحرية في اتجاه شرق البحر المتوسط، ليبدو الأمر وكأنه في نفس السياق المزعوم.
وفي طلب إسرائيل المساعدة من إيطاليا، هدف لإنشاء جسر جوي للطائرات الإيطالية حتى إسرائيل، بحجة نقل المساعدات ووسائل الإطفاء، وقد يكون الغرض من هذا الجسر تحريك الطائرات بين ليبيا وشرق المتوسط، و قد يكون ذلك لنقل مقاتلي داعش بكثافة للحدود المصرية الغربية، كما يمكن الاستفادة من سحابة الدخان المتكونة في سماء إسرائيل، داخل إسرائيل نفسها، ومن حالة الارتباك المصاحبة للحرائق في إعادة تمركز قوات عسكرية بين شمال إسرائيل و جنوبها.
الحرائق التي ضربت إسرائيل، تعد لغزًا لكنه لا يصعب حله أو فهمه، فتبدأ الأحجية من أماكن الاحتراق والتي تقع ضمن خريطة مجلس المستوطنات القومي والمخطط لها لتشمل حزام المستوطنات ٢٠٢٠، وحتى الهدف من ترك النار تشتعل، ونهاية بعلاقة الكيان الصهيوني بالتنظيمات الإرهابية، فربما تكون العملية بالكامل، للتمويه على نقل مقاتلي داعش بواسطة القطع البحرية التركية و الطيران التركي لإسرائيل، وإعادة النظر نقلهم بواسطة الطيران الإيطالي لليبيا، بعد تصريحات ترامب عن إيقاف الدعم عن داعش و نيته لمحاربتهم، حيث كان لابد من استخدام هذا ليساعد في الخطوة النهائية، وهي الامتداد الجنوبي لإسرائيل، فإسرائيل و تركيا و إيطاليا ينفذون خطة خداع استراتيجي، تضع سيناء والحدود الغربية لمصر في خطر.
يذكر أن إسرائيل شهدت منذ 6 أعوام حريقًا يعد الأكبر في الشرق الأوسط، والذي ضرب إسرائيل في 2010، خاصة في شهر يناير 2010 في غابات جبل الكرمل، قرب حيفا أيضًا، حيث افتعلها فتى إسرائيلي عمره 14 سنة، فقتل 44 شخصًا، معظمهم عسكريون، من سجّاني وحراس سجن "الدامون" الإسرائيلي، وساهمت الأمطار حينها في إطفاء البؤر وإخماد الحريق.