مع اقتراب أعياد الميلاد التي يكون فيها الديك الرومي الضيف الرئيسي على موائد العشاء، يقول علماء أمريكيون إنهم يقومون حاليا باستزراع لحوم الديك الرومي في المختبر لخفض تكلفة المزارع وتقليل الانبعاثات الكربونية، ويبدو أنهم سيحققون بذلك ما تكهن به رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل في عام 1931 عندما قال "إنه في غضون 50 عاما سيهرب العالم من "سخافة" تربية الدجاج بأكمله في المزرعة وبدلا من ذلك سيعملون على نمو أجزاء منه في المعمل".
ويقول العلماء إن رؤيته سوف تتحقق في غضون 15 عاما المقبلة عندما يزين أول ديك رومي يتم استنباته في المعمل، موائد أعياد الميلاد "الكريسماس" بحلول عام 2030 .
وأعرب البروفيسور بول موزدزياك في مجال علوم الدواجن بجامعة نورث كارولاينا الأمريكية، عن ثقته في أن "الزراعة الخلوية" على نطاق واسع، ستحل محل المزارع الكبرى.
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أمس أن تربية الماشية تعد من أكبر مصادر انبعاثات الكربون أكثر من أي غذاء آخر، ولذا فإن انتاج لحوم البقر في المختبر يمكنه خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90 % .
وتتمثل هذه العملية في أخذ قطعة صغيرة من صدر الديك الرومي وعزل الخلايا الجذعية الخاصة التي تشكل الألياف العضلية ثم توضع هذه الخلايا في حساء من السكر والأحماض الأمينية لتكون كما لو أنها لا تزال داخل الديك الرومي وحتى يتم مواصلة الانقسام، وبعدها يمكن للحم الديك الرومي النمو والاستنبات في صفائح أو ألواح داخل قوارير من الحساء المغذي الذي يحاكي جوف الطائر.
وأشارت الصحيفة إلي أن استزراع اللحوم في الوقت الحالي غير مجد اقتصاديا ، حيث أن تطوير أنسجة أول قطعة هامبورجر معمليا في عام 2013 استغرق ثلاثة أشهر بتكلفة 220 ألف جنيه استرليني.
ويسعى العلماء حاليا إلى تقليل التكلفة، باستنبات خلايا الديك الرومي بتقنية ثلاثية الأبعاد وليس فقط في صفائح مسطحة، مما يعمل على تسريع العملية مع تقليل التكلفة.
ويتكهن فريق الباحثين بأن أول قطعة من لحم الديك الرومي ستكون متاحة على أرفف المحال التجارية بحلول عام 2030 .