تفاجأ الفرنسيين بفوز فرنسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي السابق أمس في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها عام 2017 متقدما على أقرب منافسيه بفارق كبير جدا.
نال فيون (62 عاما)، صاحب المشروع الاقتصادي الليبرالي نسبة تقارب الـ 70 بالمئة من الأصوات في الجولة الثانية، مقابل 30.5 بالمئة لمنافسه رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه.
وقال فيون في مؤتمر صحفي، إنه سيبدأ "حملته الانتخابية للرئاسة من يوم الاثنين 28 نوفمبر "، وأضاف أن "ولاية الرئيس فرانسوا هولاند كانت مثيرة للشفقة".
وجاءت النتائج عقب فرز الأصوات في 2121 مكتب اقتراع من أصل 10228.
من جهته، اعترف آلان جوبيه بهزيمته في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، مؤكدا دعمه للمرشح فرانسوا فيون.
يوصف فيون بمرشح "المقاولين" وأرباب العمل وهو يريد إحداث "صدمة"، على حد قوله، في الاقتصاد الفرنسي لكي ينتعش ويسمح للشركات الصغيرة أن تنمو بسرعة وتخلق فرص عمل جديدة.
كما يريد تسهيل عملية تمويل الشركات الصغيرة عبر تخفيض نسبة الضرائب التي تدفعها هذه الشركات بين 30 و50 بالمئة، كما أنه ينوي إعادة النظر في النصوص التي تقنن "الإرث العائلي" وتسهيل نقل الشركات والممتلكات العائلية من الآباء إلى الأولاد.
واقترح فيون إلغاء حوالي نصف مليون وظيفة في القطاع العمومي خلال خمس سنوات فضلا عن تمديد ساعات العمل من 35 ساعة في الأسبوع إلى 39 ساعة، إضافة إلى تمديد سن التقاعد إلى 65 سنة على الأقل، كما أعلن عن خطة تقشف تتضمن تجميد رواتب رئيس الجمهورية والوزراء في حال انتخب رئيسا.
وشكر فيون، في أول تصريح له بعد إعلان النتائج، الناخبين الذي صوتوا لصالحه، وأوضح أن "نهجه معروف"، معتبرا أن فرنسا "لا يمكن أن تتحمل تراجعها" وأنها "تريد الحقيقة والعمل." وأضاف "سأضطلع بتحد غير تقليدي لفرنسا: قول الحقيقة وتغيير برمجتها تماما." ووجه فيون انتقادات للرئيس الحالي فرانسوا هولاند.
واستقطبت الانتخابات التمهيدية الفرنسية للتيار اليميني أعدادا كبيرة من الناخبين من خارج صفوف أحزاب اليمين، إذ شارك نحو 4,3 ملايين شخص في الدورة الأولى الأحد الماضي، وتابع أكثر من ثمانية ملايين مشاهد المناظرة الأخيرة بين المرشحين مساء الخميس.
ويحذو اليمين أمل كبير في الفوز برئاسيات 2017 أمام ضعف وانقسام اليسار، ولديه فرصة كبيرة لأن يقف خلال أقل من ستة أشهر أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والفوز عليها، وفق استطلاعات الرأي.
وتتوجه الأنظار الآن إلى اليسار لمعرفة مرشحه في الرئاسيات المقبلة، حيث سينظم "الحزب الاشتراكي" الحاكم بدوره انتخابات تمهيدية في يناير المقبل، ويدعو الحزب إلى تقديم الترشيحات قبل منتصف ديسمبر.
وعزز رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الضغوط على هولاند بإعلانه في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أنه لا يستبعد ترشحه لانتخابات اليسار التمهيدية.