ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن دول منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تفقد كمية كبيرة من الغذاء تقدر بنحو 250 كيلوجراما/للفرد سنويا، وهو متوسط أعلى من المستوى العالمي، رغم أنها تستورد 50% من إجمالي احتياجاتها الغذائية ولا تزال تعاني من عجز غذائي.
وذكرت الفاو - في بيان، اليوم الأحد - أن أسباب وجذور فقد وهدر الأغذية تعود عموما إلى النظم الزراعية ل الفقيرة، وعدم كفاية الأسواق ونظم التسويق، فضلا عن عدم كفاية التمويل وقصور البنية التحتية والممارسات التي تحدث أثناء المراحل المختلفة لسلسلة الإمداد.
واكد البيان على ضرورة تطوير ممارسات التداول، والنقل، وتقنيات التجفيف، والتخزين لاسيما التخزين البارد، ومقاومة كل مظاهر وانواع التلوث والإصابة بالكائنات الحية الدقيقة والقوارض والآفات الأخرى.
وأشار إلى أن الفاقد والمهدر من الغذاء يساهم في تقليل توافر الغذاء وتفاقم ندرة المياه وزيادة الواردات الغذائية، لذا وجب على الحكومات الوفاء بتعهداتها بالعمل على تخفيض الفاقد والمهدر من الغذاء بنسبة 50 في المائة على مدار السنوات العشر القادمة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، لافتا الى انه من المفترض تحقيق هذ الهدف بحلول عام 2024 وهو ما يمثل تحدياً كبيراً ولكنه هام جداً لتحقيق الأمن الغذائي في هذه المنطقة.
يذكر ان "الفاو" عقدت مؤخرا ورشة عمل تحت عنوان "الحد من فقد وإهدار الغذاء وتطوير سلسلة غذائية ذات قيمة لتحقيق الأمن الغذائي في مصر وتونس" بحضور باسكوالي ستيدوتو، نائب المدير الاقليمي وممثل الفاو في مصر، والسيد عصام عزوز نائب رئيس مركز البحوث الزراعية، والسيدة داليا عبد الحميد ياسين من برنامج التعاون الحكومي وعدد من مسؤولي وزارة الزراعة ومنظمة الفاو، وعدد من المنظمات الدولية الأخرى المعنية.
ويهدف المشروع إلى تقليل فقدان وإهدار الغذاء في جميع عميات الإنتاج الغذائي المعروفة مع التركيز على مرحلة ما بعد الحصاد، ومرحلة التجهيز التجاري، والعمل على تنظيم سلاسل التغذية، مع العمل على تقليل معدلات تلوث البيئة بحيث تكون هذه الآليات أكثر شمولا وقبولاً من أصحاب الحيازات الصغيرة، وأكثر قدرة على تحقيق القيمة المضافة، إلى جانب توفير المزيد من فرص العمل في المناطق الريفية سواء المتعلقة بالمجالات الزراعية أو الصناعات الزراعية.
واكد السيد باسكوالي ستيدوتو، ممثل الفاو في مصر على أهمية الحفاظ على ما يتم انتاجه، والتفكير جديا بالكلفة الحقيقية للمنتج الزراعي، من مياه ووقود وأيد عاملة وأسمدة، والعمل على وقف الفاقد والمهدر من الاغذية، لأن ذلك يوازي في أهميته زراعة مساحات جديدة."