3 أزمات تضرب الكنيسة المصرية.. فتوى "تناول المرأة الحائض" تثير جدلًا قبطيًا.. الزواج المدني "قنبلة موقوتة".. وزيارة القدس "مبدأ كسره تواضروس"

الكنيسة المصرية.
كتب :

"على فهوة البركان الذي يكاد ينفجر ما بين الحين والآخر"، هذا هو حال البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الكاتدرائية وبطرياق الكنيسة المرقسية، في حالة الصدامات التي تشهدها الكنيسة وفي أحيان كثيرة يكون البابا طرف بها.

وتعرضت الكنيسة لعدة أزمات خلال الفترة الأخيرة، ما بين فتاوى تبيح أمور حرمها الدين المسيحي، وقرارات باباوية تناقض العهود التي يعتبرها الكثيرين بمثابة مبدأ لا يمكن التراجع عنه، ليضع الكرسي الباباوي في مأزق دائم أمام تلك الأزمات، التي يسعى خلالها كل طرف لتأكيد أنه على حق دون الآخر.

تناول المرأة وهي حائض

تسببت الفتوى التي خرج بها الأنبا "بفنوتيوس"، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس والمرشح البابوى السابق، والتي أفتى فيها بإباحة تناول المرأة أثناء الدورة الشهرية، حالة من الجدل الشديد بين أروقة الكنيسة.

وأشعلت الفتوى الأمور داخل الكنيسة لكونها تعرضت لأحد أُسس الدين المسيحى للمرأة الحائض، التى تمنع الكنيسة تناولها بحجة عدم طهارتها، ما فتح الباب أمام جبهات المتشددين داخل الكنيسة وفى أوساط الأقباط الذين اتهمو "بفنوتيوس" بمخالفة التعاليم الكنسية، مطالبين المجمع المقدس بالتحقيق معه.

بينما جاء رأي "التيار العلمانى القبطى" في صالح الأنبا بفنوتيوس، وذلك بعد أن أعلن التيار تأييده للفتوى التي حاول الأنبا إثبات صحتها في كتابه "المرأة فى المسيحية.. قضايا مثيرة للجدل"، الصادر مؤخراً عن مطرانية سمالوط، والذى أباح خلاله تناول المرأة أثناء الدورة الشهرية، باعتبارها عملية فسيولوجية طبيعية خلقها الله مثل باقى إفرازات الجسم ومنها العرق أو اللعاب أو الدموع، وأن المسيح لم "يرذل" المرأة نازفة الدم، مشيراً إلى أن النظافة الجسدية الخارجية لا تعنى أحداً، بل ما يعنيهم هو النقاوة القلبية، وهو ما أكد عليه المسيح.

الزواج المدني

كانت أزمة الزواج المدني، إحدى الأزمات التي تسببت في جدل كبير داخل الكنيسة، وفي الأوساط القبطبية ولازالت تلقي بظلالها ما تفاوت حدتها من حين لآخر، بالرغم من أنه يوجد مبدأ ثابت لدى الأقباط "من طلق امرأته وتزوج غيرها زني، ومن تزوج امرأة طلقها زوجها زني"، "الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان"؛ ثوابت دينية من "الإنجيل" تجرم الطلاق عند الأقباط فلا يمكن لمن جمعهما رباط الزواج المقدس بأن تمزقه الخلافات، ولا يسمح لأي طرف الزواج إلا بعلة مرضية بحسب ما أوضحت الكنيسة.

إلا أنه هناك البعض من الأقباط يحاولون إيجاد حلول للفكاك من الرباط المقدس، حيث قام بعضهم بإخراج وثيقة لقانون ينظم الأحوال الشخصية للأقباط ويضم حلولاً لمشكلة الطلاق بطالبون فيها بالبت في مشكلات الأقباط، ومن المقرر عرضها على مجلس النواب في الأيام المقبلة.

فيما رأى البعض الآخر رأى أن الأزمة لن تحل إلا بالتصعيد لعدم جدوى الحلول السلمية مع الكنيسة خصوصًا بعد أن قضت محكمة الأسره أمس الأول بتوثيق عقد زواج مدني لمسيحيين، لتظل الأزمة مشتعلة.

زيارة البابا للقدس

زيارة البابا تواضروس الثاني، للقدس في شهر نوفمبر من العام الماضي، الزيارة الأولى للبابا للقدس منذ 53 عامًا، أثارت جدلًا واسعا، واعتبر الكثيرين أن الكنيسة المصرية غيرت من موقفها من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية.

وكذا سماح الكنيسة لرعاياها المصريين بزيارة المدينة المقدسة، خاصة وأنه لأول مرة منذ نحو 35 عاما يزور بابا الأقباط القدس، وعبر تل أبيب، حيث اعتبرها البعض كسر لقرار المجمع المقدس، والذي كان اتخذ قرار في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً