أثار قرار منظمة الصحة العالمية الخاص برفع حالة الاستعداد لمكافحة فيروس "زيكا" على مستوى العالم ، ردود أفعال واسعة بين العلماء المعنين بدراسة هذا الفيروس القاتل – الذي ليس له علاج أو لقاح حتى الآن – خاصة فى ظل انتشار المخاوف فى البرازيل من تخفيض المساعدات المالية الموجهة لمحاربته ، فى وجود ما تعانيه من أزمة اقتصادية حادة وعجز فى الميزانية .
وأشار المدير التنفيذي لبرنامج التحكم فى المواقف يتر سالاما، والتابع لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن هذا الفيروس القاتل بحاجة إلى عدة سنوات حتى يتم القضاء عليه، والناجم عن التعرض للباعوض، حيث تؤدى الإصابة به إلى تشوهات جسيمة فى الأجنة متعلقة بالنمو الطبيعي والسليم للمخ ، والإصابة بمرض "جويلان باريه" الذي يصيب الشباب بالشلل ، مشددا على أن الجهود تركز فى الوقت الحاضر على تطوير لقاح فعال وسريع للقضاء على الفيروس.
من ناحية أخرى، أعربت لويز كلود آرايس الباحثة المشارك فى تطوير الأبحاث الخاصة بهذا الفيروس ، عن عدم فهمها لقرار منظمة الصحة العالمية، فى ظل وجود تحذيرات هامة حول خطورة الوضع فى البرازيل التي يتم حظر فيها الإجهاض وعدم وجود متابعة طبية دقيقة للحال ، على الرغم من انتشار الإصابة بالفيروس الخطير .
كما أوضح موريسيو لاسردا البروفيسور فى كلية الطب جامعة "ساو جوزيه" في البرازيل، أنه من بين 57 سيدة مصابة بفيروس "زيكا"، تضع 20 سيدة منهن أطفالا يعانون من عيوب خلقية من بينها الصمم، وعيوب فى قرنية العين والتهابات فى شرايين المخ ، وتكيسات فى المخ، كما أن هناك عيوب أخرى لهذا الفيروس ماتزال مجهولة.
يذكر أن فيروس "زيكا" - الذي ينتشر فى حوالى 71 دولة لتظل البرازيل الأكثر إصابة ، لتصل معدلات الإصابة إلى نحو ألفى مولود مصاب تشوهات فى المخ – ينتقل عن طريق الجروح والسرنجات الملوثة ، إلى جانب العلاقات الجنسية، فالفيروس له قدرة على العيش لعدة ساعات على السطح و يبقى ناقل للعدوى .