تعيش كرة القدم في كلا من المانيا وفرنسا وتركيا والجزائر حالة من الذهول، بعدما توارت اندية القمة وتركت الصدارة لأندية مغمورة تراودها احلام التتويج في زمن أصبح فيه المستحيل سهلا، وأن كانت المنافسة في دوريات هذه البلدان لم تكشف بعد عن كامل اسرارها، الا أن منافسة فرق مغمورة على الصدارة بات شيئا يستحق الرصد والمتابعة.
في هذا التقرير نرصد حالة البلدان الأربعة والتي تقف فيه كرة القدم بانتظار معجزات جديدة، كتلك التي حققها ليستر سيتي الموسم الماضي وسبقه اليها 12 فريقًا اخر.
اولا الدوري الألماني:
في ألمانيا، يواصل لايبزيغ مسلسل مفاجآته ليتصدر “البوندسليجا”، وهو الصاعد حديثًا إلى دوري الكبار، بعد مرور 12 جولة، تاركًا العملاق بايرن ميونيخ والعريق بوروسيا دورتموند في الخلف، ولم يسبق للنادي أن حقق بطولة الدوري أو الكأس وحل ما فاز به هو كأس ساكسونيا، وهي بطولة إقليمية في الولاية التي تحمل نفس الاسم، ولماذا لا يملك الفريق أي تاريخ، وقد تأسس قبل سبعة أعوام فقط على يد شركة “رد بول”.
الدوري الفرنسي:
في فرنسا، نجد أندية مثل باريس سان جيرمان ومرسيليا وموناكو نفسها تلهث وراء غريمها نيس في الدوري، وعلى الرغم من أن نادي الريفيرا الجميلة سبق وحقق بعض الألقاب المهمة خلال مسيرته، على عكس ليستر في انجلترا، إلا أن آخر بطولة دوري فاز بها تعود إلى العام 1959. وآخر لقب حققه يرجع إلى نحو عقدين من الزمن حينما فاز بكأس فرنسا بضربات الترجيح في 1997.
الدوري التركي:
وفي الدوري التركي يتربع الفريق المغمور باشاك شهير، علي جدول الدوري برصيد 30 نقطة بعد مضى 12 جولة، واستطاع الفوز على عملاقة الكرة التركية فنار بخشة وجالطة سراى.
وأصبح الفريق التركي هو الوحيد الذى لم يخسر هذا الموسم في الدوري، مع فريق بشكتاش وصيف المسابقة برصيد 28 نقطة، بالرغم من أن مشجعيه يبلغ عددهم 2000 شخصا فقط خلال المباريات، وتأسس النادى عام 1990 ويقوده فنيا المدرب التركى عبدالله أفشى ونجح فى تحقيق طفرة هائلة معه فى الفترة الأخيرة.
الدوري الجزائري:
وما يحدث في الملاعب الاوربية ليس بعيدا عن الدوريات العربية ففي الدوري الجزائري بعد 11 جولة، يتصدر نادي سريع غيليزان المسابقة وتلقى أول هزيمة وأول هدف في الجولة 11من عمر الدوري.
وتأسس النادي من خضم الحركة الوطنية فى الجزائر، سنة 1933م تحت تسمية "سريع النادي الاسلامي لغيليزان RCMR" وشارك الفريق في موسمه الأول تحت نفس التسمية، ولكن مؤسسيه وبأمر من سلطات الاحتلال الفرنسي اضطروا إلى حذف الكلمة الاسلامية الممثلة بحرف "M" ليدشنوا سنة 1934م بالتسمية الجديدة الحالية RCR" سريع غيليزان، حسب رواية عبد القادر صافا أحد أبناء السريع مؤسس النادي..
معجزات سابقة:
ليستر سيتي
حينما فاز ليستر سيتي بالدوري الانجليزي الممتاز الموسم الماضي، قال كثيرون إنهم سعداء لكونهم عاصروا إنجازًا تاريخيًا لربما لا يتكرر إلا كل قرن، ولكن يبدو أن كرة القدم لن تضطر إلى الانتظار وقد تتكرر حكاية ليستر بنسخة عربية واوربية هذه المرة.
جنك البلجيكي
النادي البلجيكي تم إنشاؤه في 1988 وصعد لدوري الدرجة الأولى في عام 1996 ومدربهم آيمي أنتونيس وأساطير الفريق في ذلك الوقت استيفان بروكهاورس وثوردور جودينسون وبيسنيك هاسي وسوليماني أولاري وبرانكو ستروبار قادوا الفريق للفوز ببطولة الدوري البلجيكي عام 1999.
نوتينجهام فوريست الإنجليزي
صعد الفريق للدوري الممتاز في موسم 1976-1977 وكان مدرب الفريق في هذا الوقت هو برايان كلوف ومساعده بيتر تايلور تولوا قيادة النادي وأنهي الموسم بفارق 7 نقاط عن ليفربول وتفوق عليهم أيضا في نهائي كأس الرابطة.
مونبلييه الفرنسي
موناكو وسانت إيتيان وبوردو فازوا باللقب أيضا بعد صعودهم من الدرجة الثانية لكن نجاح مونبلييه في موسم 2011-2012 شكل صدمة كبيرة.
مع الأخذ في الاعتبار أن نادي باريس سان جيرمان قد أصبح ملكا لناصر الخليفي في تلك الفترة وريني جيرارد كان مدرب الفريق ونجم الهجوم كان أوليفيه جيرو مهاجم أرسنال الحالي وحققوا اللقب وصرح المدرب عقب الفوز باللقب "ما فعلناه يظهر أننا لسنا بحاجة للخوف من أي شخص والأموال لا تشتري السعادة".
كايزرسلاوترن الألماني
أن تنتصر بنتيجة 1-0 على بايرن ميونيخ في أول مباراة لك بعد تأهلك للدوري الممتاز هي بداية ملحوظة لأي نادي وهذا ما فعلته كتيبة أوتو ريهاجل في موسم 1997-1998.
وصرح المدرب بعد الفوز باللقب "هذا شيء لن يتكرر أبدا" وفيما بعد قاد منتخب اليونان للفوز بأمم أوروبا عام 2004.
لاريسا اليوناني
يعتبر النادي الأول والوحيد في اليونان من خارج منطقة أثينا وسالونيكا فاز بالدوري اليوناني، المدرب في ذلك الوقت كان ياتشيك جموش صرح فيما بعد "لقد ضم الفريق 9 لاعبين جدد والنتائج كانت جيدة، لقد كان فريقا منظما والفوز بالدوري لا غبار عليه".
فيرونا الإيطالي
فيرونا حصل على المركز الرابع والسادس في الدوري الإيطالي ووصل لنهائي الكأس في مواسمهم الأولى بعد الصعود للدرجة الأولى في عام 1982، لكن لم يتوقع أحد أن يحقق المدرب أوسفالدو بانولي مع كتيبة فيرونا الدوري في موسم 1984-1985.
آي زد ألكمار الهولندي
هيمن على الدوري الهولندي كلا من بي إس في آيندهوفن وفينوورد وأياكس منذ عام 1964 لكن حينما تولى جورج كيسلر مهمة تدريب الفريق وفاز بالثنائية الهولندي مع آي زد ألكمار في موسم 1980-1981 ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا لكنه خسر من إيبسويتش تاون، وقال كيسلر في وقت سابق: "لقد بدأت المهمة في 1978 بفريق متوسط وفي غضون ثلاثة أعوام طورتهم".
بوافيستا البرتغالي
تمكن فريق جيمي باتشيكو من تحقيق لقب الدوري البرتغالي في موسم 2000-2001، بوافيستا امتلك تشكيل يقاتل على الكرة بضراوة وذلك بتصور خاص منه وتمكن من التفوق على بورتو في الديربي بنتيجة 1-0.
روبين كازان الروسي
تحت قيادة المدرب كوربان بيردييف تمكن الفريق الروسي من الفوز بالدوري الممتاز عام 2008، وفي ذلك الموسم تصدر الفريق الدوري منذ أسابيعه الأولى وصرح كوربان فيما بعد "لقد أخذ الأمر منا الكثير من الوقت لكي نصل إلى هذا النجاح، وحمدا لله حققناه".
أتليتكو مدريد الإسباني
"اليوم سيكون أحد أهم الأيام في تاريخ النادي" قالها دييجو سيميوني مدرب الفريق بعد الفوز بلقب الدوري الإسباني وكسر هيمنة برشلونة وريال مدريد وهو لقب الدوري الأول لهم منذ عام 1996.
بورصاسبور التركي
أكبر مفاجأة في تاريخ الدوري التركي الممتاز، نجاح بورصاسبور في الفوز بلقب الدوري موسم 2009-2010 يعني أنهم الفريق الوحيد الذي نجح في إبعاد اللقب عن إسطنبول منذ 1984 وقال أرطغل ساغلام مدربهم في ذلك الوقت عن هذا اللقب "كنا ننتظر من فناربخشة دائما أن يهدروا النقاط الكل في بورصا صنع التاريخ".
تافريا سيمفيروبول الأوكراني
الدوري الأوكراني في عام 1992 كان مقسوما إلى مجموعتين، تافريا فازوا بمجموعتهم وواجهت كتيبة المدرب أناتولي زايفي فريق دينامو كييف بنهائي الدوري، وسجل سيرجي شيفشينكو الهدف الوحيد بعد 14 دقيقة من بداية المباراة ليفوز فريق تافاريا بالدوري الأوكراني.