مشكلة تلو الأخرى تعرضت لها السيدة الثلاثينية أودت بها إلى إنهاء حياتها الزوجية بطلب الطلاق والإصرار عليه، إلا أن ما لم تتوقعه هو مواجهة نوع آخر من المشاكل النفسية المتعددة، والتي أدت إلى تغيير حياتها رأسًا على عقب.
مع مرور الوقت لم تجد أمامها متنفسًا لبث الشكوى والألم سوى بعض الصفحات النسائية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فبدأت في إدمان الحديث عليها عن مشاكلها النفسية والأسرية والمادية أيضا بحيثًا عن حلول يقدمها رواد الموقع، إلا أن ما وجدته هو دعوى صريحة لممارسة الرذيلة من قبل أدمن احدى الصفحات، والذي لم يتردد في إخبارها برغبته في إقامة علاقة غير شرعية معها مقابل حل بعض مشاكلها المادية.
قصتها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، والتي تفتح الباب للتساؤل عن أسباب لجوء المرأة إلى عرض مشاكلها النفسية وأسرارها الأسرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عن تلك القضية يؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، إن الفترة الماضية شهدت زيادة غير مسبوقة في عدد الصفحات النسائية على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، والتي باتت تجذب مئات السيدات يوميًا، لتنتلئ بالعديد من القصص الأسرية المتنوعة كنوع من أنواع "الفضفضة" والتي تصل في كثير من الأحيان إلى حد كشف أسرار البيوت والأسر، لتسبب العديد من المشاكل الغير متوقعة.
وأضاف إن الرغبة في الفضفضة وحكاية المشاكل هو أمر يسبب راحة نفسية كبيرة لأي إنسان، فالشعور بالاهتمام ومشاركة المشاكل هو أمر يشترك فيه البشر، خاصة هؤلاء الذين يعتقدون ان البوح ريما يساهم في حل المشاكل.
وتابع فرويز إن المشكلة الكبرى تكمن في إن الفضفضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكون مع غير المتخصصن، وبالتالي فإن السيدات تلجأ لطلب المشورة من غير ذوي الخبرة الأمر الذي قد يدخلهن في مشاكل أخرى، كالابتزاز بما نشرته أو الخداع للإقبال على فعل أمور غير أخلاقية.
وعن دور الرجل في لجوء زوجته إلى تلك الصفحات وكشف أسراهما عبرها، أكد استشاري الطب النفسي إن الرجال ليسوا متطابقين، فهناك الزوج المتسلط، والزوج الصامت، ومن لا يقبل بمناقشة زوجته حتي في أقرب مشاكلهما، وبالتالي تلجأ الزوجة إلى المواقع الإلكترونية للبحث عن وسيلة لعرض مشكلتها وأسرارها.