توفى مساء أمس عميد الأغنية الشعبية الجزائرية المطرب عمر الزاهي، عن عمر ناهز الـ75 عامًا، وذلك داخل منزله بالجزائر العاصمة، وكان الزاهي، قد دخل المستشفى في شهر سبتمبر الماضي بالعاصمة بعد إصابته بوعكة صحية، وكان من المقرر تحويله إلى مستشفى بالخارج لتلقي العلاج، ولكن القدر كان أسرع.
هذه الوفاة فتحت لنا بابًا للسؤال عن فناني الجزائر الذين لا يعرف المصريون منهم قديمًا غير النجمة الجزائرية وردة، بحكم أنها من فناني الزمن الجميل والتي واكبت عصر نجاة وعبد الحليم حافظ وغيرهم من النجوم، ولكنها رحلت ولم يتبق من فناني الجزائر المعروفين سوى الشاب خالد، الذي يعتبر أشهر مغني راي عربي على مستوى العالم، وهذا له شقين الأول قلة الثقافة والثانية ربما يكون فناني الجزائر قليلين وأنهم على مستوى الموهبة يعدون الأقل، وفي هذا التقرير نرصد بعض المعلومات عن الشاب خالد.
الشاب خالد، اسمه الحقيقي خالد حاجّ إبراهيم، مغني جزائري من وهران وشاعر وملحن وعازف متعدد لموسيقى الراي، ولد في حي سيدي الهواري بوهران في الجزائر يوم 29 فبراير 1960، ويحمل الشاب خالد، الجنسية الفرنسية أيضًا، وبدأ تسجيل أغانيه في سنّ المراهقة.
ويأتي أصل تسمية الشاب، أنها تطلق على كل مغني الراي ويعود تاريخ التسمية إلى بداية الثمانينيات حيث أطلقت مسابقة "ألحان وشباب" للمغنين الشباب في التلفزيون الجزائري وأطلق على الفائز وقتها اسم "شاب".
وحصل الشاب خالد، على الجنسية المغربية أيضا بفضل إتساع نطاق شعبيته على المستوى المغاربي، وعلى الجنسية الفرنسية كذلك حيث مكان إقامته وتسجيل معظم أغانيه، التي بدأ تسجيلها في سن مبكرة أكسبته شعبيته لقبا غير رسمي "ملك الراي".
وفي سن الرابعة عشرة شكّل خالد، أول فرقة تحت اسم "Cinq étoiles" أي "الخمسة نجوم" إقتباسا لجاكسن فايف، وبدأ في تقديم عروضه مع اوزا بويز الذي علمه الراي من خلال إقامتهم لحفلات الزفاف وغنائهم في الملاهي الليلية في الوهراني. سجل أول أغنية منفردة له تحت اسم "طريڤ الليسي"، "طريق الثانوية"، وسرعان ما تأثر في بداية الثمانينات بالآلات الإلكترونية فكان أول من أدخل الأورج على موسيقى الراى والتي شجعت إضافة الآلات أخرى عصرية واستعمال تقنيات الاستوديو الحديثة.
في عام 1992 بعد أن اسقط اللقب "شاب"، من اسمه أصدر خالد، ألبومًا بإسمه وكان هذا الألبوم السبب قي ذياع شهرته كنجم قي فرنسا وبين المهاجرين المغاربة في مختلف أنحاء العالم. تزايد قي التسعنيات عدد معجبيه قي جميع أنحاء العالم، وتعاون مع العديد من فناني الهيب هوب.
حاز الشاب خالد على العديد من الجوائز الدولية، حيث حقق النجومية قي فرنسا، ووطنه الأم الجزائر والعالم العربي، وتعد أغنيته الشهيرة "ديدي" أغنية ذات شعبية كبيرة في البلدان الناطقة بالعربية، وكذلك في العديد من البلدان الأخرى، بما فيها الهند وباكستان لأغنية استخدمت أيضا في بوليوود قي فيلم بعنوان "شيرمان عاشق"، وباع الألبوم ملايين النسخ منها أكثر من مليون ونصف في أوروبا فقط.
وفي عام 1999، انضم لـ خالد رشيد طه، وفوضيل، وإبراهيم العيوطي، في حفل موسيقي في قصر أومنسبور دي باريس بيرسي بعنوان الشموس 1 و2 و3 والذي صدر لاحقا كألبوم يصور الحفل تصويرا حياوقد حقق الألبوم مبيعات كبيره في فرنسا وامريكا والوطن العربي حيث باع اكثر من خمسة ملايين نسخة.
وفي الثاني عشر من يوليو 2008، ظهر خالد في قاعة اوركسترا ليفربول للمشاركة في مهرجان الفنون العربية بليفربول، كجزء من احتفالية "ليفربول عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2008".
وفي عام 2009 أصدر ألبوم "الحرية"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في أوربا وقد حقق الالبوم مبيعات تجاوزة الثلاث ملايين نسخه في أقل من شهر ويعد الشاب خالد، المطرب العربي الأكثر مبيعًا في فرنسا وامريكا وأوروبا والهند إلى أن وصلت مبيعاته إلى البرازيل حيث باع اكثر من ربع مليون نسخه فيهاوقد قام الشاب خالد بحفله تاريخيه مع النجم محمد منير حيث تجاوز الحضور المائة والثلاثون ألف متفرج وهو نجاح ساحق حيث سجلة بأنها أعلى حضور لهذه السنه وبتاريخ المطربي العرب.
وتعتبر كلمات أغاني خالد، لها سمة سياسية تدعم تحرير المرأة والمطالبة بمزيد من الديموقراطية.