الخيانة من أهم وأكثر المشاكل الزوجية والاسرية انتشارًا في الوقت الراهن، كما تزايدت المشاكل الاسرية الناتجة عن قهر الرجل لزوجته، بأن يتيح لنفسه ما يحرمه عليها، ولكن ما الدافع وراء ذلك ، فقد تعددت صور القهر والاستسلام من قِبل الزوجة، ولدينا مثال حي من الواقع حيث تقص سيدة حكاية صديقتها فتقول:
"إحدي صديقاتي تزوجت منذ فترة الجامعة، وكان زوجها يمثل لها كل شيئ، وكانت حياتها مستقرة، وروتينية الى ابعد الحدود، ولكنها اصبحت تمل من تلك الحياة الروتينية التي تسببت في ضياع عمرها، والذي مر على القيام بالواجبات المنزلية، ودائمًا تتقمص دور «أمينة حرم سي السيد» التي لا تشتكي، ولا تتناقش ولا تعترض على أي قرار يتخذه زوجها سواء صواب أو خطأ.
وظلت على هذا المنوال حتى أجرت لي اتصالًا وهي في حالة انهيار، وقالت لي "زوجي اتجوز عليا" بعد القيام بخدمته والتنازل عن كل ما يحق لي من شغل أو أي وسيلة لتحقيق ذاتي، وكان مانعني من عمل حساب على الفيس بوك، حتى لا اكتشف أمره . وأنا علمت باسم مستعار ودخلت على حسابه وفجأة وجدت صورة له مع واحدة وظهر لي حسابها ومنه علمت انها زوجته .
وانا شخصيًا انتابني صدمة مما سمعت، وتفاجئت بعبارتها حيث أخذت تلوم نفسها على كل ما فعلته من أجله من تحمل لعيوبه، وتنفيذ كافة أوامره بدون نقاش، وفي النهاية اخذت تسألني هل عليها مواجهته، أم تركه هكذا ، فإذا قامت بمواجهته سوف يأخذها فرصه لالحاق الغلط بها ، وطلبت منها ان تتركني فترة للتفكير في حل لمشكلتها"
أوضحت الدكتورة سهام علي شريف رئيس قسم علم النفس بجامعة حلوان لـ «أهل مصر» أن استسلام الزوجة لقهر زوجها لها عدة دوافع،. فالحياة الزوجية هي مشاركة بين الزوجين وليس قهر من طرف والتحكم في الطرف الاخر، بل وتصل إلى الخيانة وأَضافت ان هناك فرق كبير بين الخيانة والزواج مرة أخرى ومن دوافع ذلك الاستسلام ما يلي:
- علاقتها بأسرتها التي من الممكن ان ترفض شكوي ابنتها من الزوج .
- الخوف من عدم التمكن والقدرة على الاستقلال بعيدًأ عن الزوج.
- بعض السيدات تستسلم لأقاويل من حولها بأن لا تفتعلى المشاكل فذلك بمثابة نزوة وتمر.
أشارت «سهام» إلى أن الزوجة عليها البحث والمعرفة لدوافع قيام الزوج بذلك وهذا يكون بسبب عدة احتمالات ومنها :
- اذا كانت الزوجة تقوم بكل واجبتها على أكمل وجه فعليها رفض تصرف زوجها بالخيانة، والبوح بذلك ومواجهته دون افتعال المشاكل ولكن عليها معالجة الامور بكل حكمة .
- أما اذا كانت مقصرة في حق زوجها فعليها تعديل ذلك التقصير والتقرب من زوجها لإعادته لصوابه.
- اذا كان الزوج غافل عما يقوم به بدافع الاستسلام وراء شهوة أو تصرف ما فعليها البحث عن أقرب الاشخاص له، والتحدث معه من الجانب الديني .
وأضافت إلى ان المشكلة لاسابقة إذا كانت الزوجة شرعية لزوجها ففي هذه الحالة لا تستطيع تغير الواقع ولا تحريم ما حلله الله،ولكن عليها التفكير في حل بشكل عقلاني، وأكدت على ان كون الزوج حجب عن زوجته ذلك الزواج فهو مازال يحبها ويخاف على مشاعرها، وعلى يقين بأن ما يمر به مجرد نزوة عابرة يعود بعد ذلك منها إلى صوابه.