يبدو أن الإعلامي والباحث إسلام البحيري لم يستوعب الدرس، فلم يمر وقتا طويلا على خروجه من السجن بعفو من الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عاود الظهور الإعلامي المثير للجدل مرة أخرى مهاجما الإمامين الشافعي والبخاري.
وخلال حواره مع الإعلامي معتز الدمرداش ببرنامج "90 دقيقة" قال إسلام بحيري، إن من يقتنع أن الإمامين الشافعى والبخارى جزء من الإسلام فهو مصاب بخلل فى عقله، مشيرا إلى أن الإسلام لم توجد به عقوبة الرجم فهى ليست إسلامية لأن القرآن خلا من أى آية بشأنها، مدللا على ذلك بفتوى الشيخ الراحل محمد أبو زهرة.
وأضاف "بحيرى"، أن كلمة "غزوة" ليس لها علاقة بالإسلام، لأن القرآن الكريم لا يوجد به هذه الكلمة على الإطلاق، مستشهدا بالآية الكريمة "ويوم حُنين"، ولكن تم اختراع كلمة غزوة وإلصاقها بالآية، مضيفًا "ربنا قال يوم حنين، وعمره ما قال غزوة بدر وغزوة حنين، ومغنى الغزة هو السير ليلا، لكن أنت وصلت بده الإسلام الدموى وآية السيف ولغيت آيات التسامح، طيب انت زعلان ليه من داعش؟".
وقال الباحث إن رجل الدين تطور دوره وتضخم وتغول فى القرون الوسطى أو ما يسمى "عصر النهضة الأوروبى" حتى أصبح كل شئ، لدرجة أنه تحول لـ"بيزنس" لمدة 300 عام، ويتدخل فى كل شئ فى حياة الإنسان.
كما شدد على أنه سيتقدم ببلاغات ضد كل من أساء لشخصه، مضيفًا "أى حد هيقول كلمة تسيء إلى شخصى هسجنه وسأتقدم ببلاغات ضد كل شخص سبنى"، متابعًا "لم أشتم أنبياء وأدافع عن الإسلام الحقيقى"، كاشفًا عن تلقيه 4 عروض داخلية وملثها خارجيا لإعادة بث برنامجه، قائلا "برنامجى راجع راجع ولن أتنازل عنه".
وفي أول رد على حديثه اعترض عبد الله رشدى، ممثل الأزهر فى مناظرات إسلام بحيرى، وإمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، على ما ذكره البحيري قائلا إن من يقتنع أن الإمامين الشافعى والبخارى جزء من الإسلام فهو مصاب بخلل فى عقله.
وقال رشدى، في تصريحات صحفية: "من ظن أن الإمامين الشافعى والبخارى خارجان عن فكر الإسلام فقد ضل فى عقله ودينه، ولربما أدى تسممه بأفكار المستشرقين للقول بذلك، فالإمام الشافعى يمثل عقلية فذة استطاعت أن تدرس نصوص الشرع دراسة مستفيضة لتنتج لنا قانون الترابط بين الجزئيات والكليات فى الإسلام مبلورة فى علم أصول الفقه الذى ينسب تقعيده وترتيبه واستنباطه للإمام الشافعى، وهو القائل: "إذا وجدتم كلامى يخالف كلام رسول الله فاضربوا به عرض الحائط".
وأضاف رشدى، أن الإمام البخارى لم يخترع دينًا بل تحرى الدقة فى نقل سنة سيدنا رسول الله وغربلتها، والبعد عن السقيم والاكتفاء بما كان فى أعلى درجات الصحة، ولشدة حرصه على ذلك فقد قال عن كتابه صحيح البخارى: "ما أدخلت فى الصحيح حديثًا إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته"، مضيفًا "ولقد تتابع النقاد والخبراء من هذه الأمة طيلة اثنى عشر قرنًا على تمحيص البخارى ووقفوا أمام عظمة البخارى ودقة صنعته وصحة أحاديثه معترفين بذلك الفضل".