رغم سنوات من الألم والمشاكل المتعاقبة، ظلت الزوجة الأربعينية تحمل مشاعر الحب والاهتمام لزوجها، والذي لم يتوقف يوميا عن إيذاء مشاعرها بالقول والفعل.
احبته منذ ان كان زميلا لها في الجامعة، رضيت بالحياة معه في ظل ظروف إقتصادية صعب، ورفضت من أجله عروض أفضل في الزواج، على أمل أن تتحسن حياتهما سويًا، ويظل العاشق وفيًا حتى النهاية، إلا أن ما وجدته في منتصف العمر لم يكن إلا صدمة تعصف بأي حياة أسرية.
بعد ما يقرب من عشرين عام من الزواج، فوجئت الزوجة بإن حبيب عمرها يخبرها بمنتهى البساطة عن إستعداده للزواج من أخرى، وإن عليها ان تختار شكل حياتها الجديدة، إما أن تبقي الزوجة الأولى وأم الأبناء، أو أن تهدم منزلها الذي أسسته بولائها وتفانيها.
الموقف الصعب، والإختياران كلاهما مر، ولكن يجب اختيار الأقل مرارة.. هكذا فكرت الزوجة التي حسمت امرها في إجابة سؤال واحد، هل يمكنني العيش بدون حبيب العمر وبدء حياة جديدة؟
إجابتها كانت إحدى حلقات سلسلة خضوعها لوهم حب رجل لم يتوقف يوميًا عن التفكير في نفسه وتجاهلها، فاختارت ان تظل بجانبه كما حلمت حتى النهاية، وقبلت بوجود الزوجة الثانية، على أمل أن تكون مجرد نزوة عابرة أو اضطراب نفسي يمر به وسينتهي أثره قريبا.
وبين كل شئ ظلت قصتها لتفتح المجال أمام التساؤل هل يمكن ان تتنازل المرأة عن كرامتها وتقبل بوجود زوجة ثانية تشاركها في زوجها لمجرد أنها ترفض فكرة البعد عنه؟ وما الدافع وراء قبول الفتاة بالزواج من رجل لديه زوجة ويكبرها سنًا؟ ولماذا يلقي الرجل بكل ذكرياته بعرض الحائط ويجري وراء السراب في الزواج من فتاة من سن أبنائه تاركًا أسرته وزوجته؟
في ظل كل تلك التساؤلات أجابت الدكتورة هبة عيسوي استاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس بداية الدافع الوحيد وراء استسلام المرأة لتقبل وجود زوجة ثانية في حياة زوجها هي الحاجة المادية التي ترغمها لقبول القهر والاستسلام لفكرة الزوجة الثانية وذلك لعجزها عن تلبية احتياجتها المادية وعدم وجود دخل اضافي لذلك.
واضافت «هبة» أما الدافع وراء قبول فتاة في مقتبل العمر الزواج من رجل يكبرها بعدة سنوات، من الممكن ان يصل سنه لوالدها هو ما يلي:
- تلجاالكثير من الفتيات لذلك للتخوف من فكرة العونسة وتجنبًا لكلام القيل والقال.
-ان تريد تحقيق احلامها باعتقادها ان سترتبط برجل تخطي مرحلة لاصعاب في تكوين نفسه وبذلك لا تعاني من الاستسلام للظروف.
- او تكون من الشصيات العندية ذات الطاب المتحدي فتظل تفكر بانها تبذ كل جهدها لجذب الزوج لها.
أما عن الدافع وراء فأشارت «هبة» إلى ان الرجل يريد تجديد نمط حياته، وخاصة اثناء ازمة منتصف العمر مع عدم وجود نمط جديد في حياته.