شهدت أسواق حلوى المولد بالقاهرة والجيزة ارتفاعات جنونية فى الأسعار، نتيجة ارتفاع سعر السكر وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، ووصلت نسبة زيادة أسعار الحلوى إلى 100% مقارنة بالعام الماضى.
وكشفت جولة قامت بها "أهل مصر"، على محلات حلوى المولد النبوي بالقاهرة والجيزة، عن مقاطعة عدد كبير من المواطنين لشراء حلوى المولد النبوي، ويقول صاحب محل حلويات بمنطقة المعصرة بالقاهرة فكرى هاشم، إن أسعار السكر تعتبر المحرك الرئيسي والمتحكم فى أسعار حلوى المولد بشكل عام، مشيرًا إلي ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بسبب أزمة الدولار، والتي تتمثل في "السكر والدقيق والعسل والزبيب والسمسم والفول".
وأشار هاشم إلى أن أسعار عرائس الحلوى ارتفعت لأكثر من 150%، وتراوحت أسعارها من 80 إلى 200 جنيها، مقابل 30 إلى 90 جنيها العام الماضي، لافتًا إلى أن الأسعار تختلف حسب حجم وكمية ونوع الحلوى داخل العروسة، وأن العروسة تحتوى على الحلاوة "الشعبي" التى تتناسب مع محدودي الدخل والفقراء.
وأكد حلوانى بمنطقة وسط البلد يدعي أحمد أبو رقية، أن أغلب مصانع الحلويات أغلقت أبوابها لارتفاع أسعار السكر وعدم إقبال المواطنين على شراء الحلوى أسوة بكل عام، مشيرا إلى أن حالة الركود أثرت على كل العاملين بقطاع الحلويات، ووصلت نسبتها إلي 50% مقارنة بالأعوام الماضية.
وعلق موظف بالقطاع الخاص محمد عبد الحكيم على ارتفاع أسعار حلوى المولد، قائلًا: "أنا مقاطع حلوى المولد بعد الارتفاع الجنوني للأسعار، وبدعوا الناس كلها تستغنى عنها حتى تهدأ الأسعار، وأيضا لتوجيه ضربة قاسمة للمحتكرين والجشعين من كبار التجار".
واتفقت معه في الرأي ربة المنزل هند عبد العظيم، مؤكدة استغناءها عن شراء حلوى المولد هذا العام، مضيفة: "علبة الحلوى التى اشتريتها العام الماضي كانت بـ150 جنيها وتزن 5 كيلو والآن بـ400 جنيها"، وذكرت موظفة بالقطاع العام تدعى سلوى عابدين: "ارتفاع الأسعار قضى تماما على مجرد التفكير فى شراء حلوى المولد النبوى الشريف، فما يتقاضاه الموظف يكفيه بالكاد لشراء عيش وملح".
وتابعت عواطف محمد ربة منزل: "اضطررت للامتناع عن شراء حلوى المولد رغم حاجة أبنائي لها، فالأسعار حرمتنا من إحياء الاحتفال بالمولد النبوي مثل كل عام، ففي حالة شرائها ستؤثر بالسلب على ميزانية الأسرة الشهرية".
وشدد لطفي حمدي موظف بالقطاع الحكومي، على أنه سيقاطع حلوى المولد هذا العام بعد ارتفاع الأسعار لأكثر من 150%، معتبرا أنها زيادة مبالغ فيها لتحقيق مكاسب رهيبة على حساب الغلابة، واستطرد منير عاطف صاحب ورشة تصليح سيارات: "لم اشتر الحلوى حتي الآن ولن اشتريها، رغم أنها من أهم العادات التقليدية السنوية لعائلتي، لكن الأسعار حاليا يصعب على المواطن البسيط شرائها، ولذلك المقاطعة هي الحل".
وأردف سائق يدعي وائل محمد: "حلوى المولد أسعارها مرتفعة جدا وليست في متناول الجميع، وجشع التجار في بعض السلع منع المواطن البسيط من التمتع بأبسط حقوقه في شراء الحلوى"، متابعًا: "سمعنًا عن مقاطعة حلوي المولد بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن من وجهة نظري لن تتم مقاطعة جميع أنواع حلوي المولد، لأن ابنائنا من حقهم يأكلوا الحلوى حتي ولو كانت بأسعار مرتفعة، والحكومة لا تشعر بالمواطن نهائيا".