تخللت فى ثنايا قاعة الحكمة بساقية عبد المنعم الصاوى "عطر" المؤلف الكبير باتريك زوسكيد عن روايته "العطر.. قصة قاتل" بأقدام فرقة شظايا المسرحية مساء يوم الاثنين السابق، استطاع المخرج من خلال العرض أن ينقل الجمهور إلى عقل الكاتب الروائى المبدع الذى تُرجمت روايته إلى أكثر من عشرين لغة تحت اسم "العطر" ولترتكز فى آخر تقديم لها حتى يومنا هذا بأحضان ساقية الصاوى، بين خطوط الظلام التى شهدتها القاعة تخللتها الأضواء التى توسطت خشبة المسرح لتكشف لنا عن شخصيات أبطال العرض ليعيش معهم الجمهور القصة الأساسية التى ارتسمت بمرور السنين وحياها الجمهور بالترحيب حتى لحظاتها الأخيرة.
العرض الذى دارت قصته حول "القاتل" وبطل العرض الذى لا يلتفت إليه أحد ولا يعنى شيئًا حتى للمارين بجواره والذى تمكن بكل بساطة أن يقتل 25 فتاة عذراء، يهدف صنع "العطر" الذى حول به الناس بجواره إلى عبيد وخادمين لسيطرته، وعند محاكمته بعد اعترافه بجرائمه نثر من هذا العطر على جسده وإذا بالجماهير تحتشد حوله بعد أن أصابته الرغبة فى التقرب منه، لتكون قصة العرض حول رحلته فى البحث عن ذاته فى صورة عطره الذى لم يولد به كباقى البشر بل استخلصه من ضحاياه، العرض من إخراج نور عفيفى ومن أداء فرقة "شظايا" المسرحية.