تقارب في وجهات النظر أو بالأدق اتفاق في القرارات، بين كل من الجانب المصري ونظيره السعودى بشأن الأزمة السورية، الجانبان توصلوا إلى أن السلم هو الحل، فالقوة العسكرية أثبتت مع مرور الوقت فشلها الزريع، في ظل وجود قوى عسكرية موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وعلى رأسها إيران وروسيا.
حل سياسي
فمع انطلاق أعمال القمة الخليجية الـ 37، أمس الثلاثاء، في العاصمة البحرينية المنامة، وفي كلمته أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على أهمية الأمن والتنمية المستدامة للحفاظ على سلامة الأوطان وحماية المنجزات.
وقال إن العديد من الدول العربية تمر بظروف صعبة بسبب الإرهاب والطائفية. وحول اليمن، أكد أن الجهود مستمرة لإنهاء الصراع.
وفي الملف السوري، أشار الملك سلمان إلى أن الشعب السوري يعاني من القتل والتشريد، موضحا أن المجتمع الدولي يجب أن يكثف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي، وذكر أن القمة الخليجية تأتي وسط ظروف غير مسبوقة، مشيرا إلى نجاح دول الخليج في مكافحة الإرهاب.
حل سلمي
موقف المملكة من القضية السورية عاد من جديد ليمشى موازيًا بجانب القرار المصري الذي استاءت منه معظم الدول العربية أنذاك، والذي نص على، حسب ما جاء على لسان الرئيس السيسي، إن أى قراءة نزيهة لتجربة المجتمع الدولى فى مواجهة الأزمة السورية حتى الآن لابد أن تفضى لنتيجة أساسية، وهى أننا أصبحنا مستغرقين فى معالجة العرض لا المرض فنحن مستنزفون فى نقاش حول التوصل لترتيبات مؤقتة لوقف إطلاق النار لتخفيف معدلات القتل والدمار أو منهمكون فى محاولة تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التى يعيشها السوريون، ولكننا لم نحقق حتى الآن أى تقدم فى مواجهة جوهر المشكلة وهو غياب الحل السياسى العادل والشامل الذى يلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق، ويحفظ فى الوقت ذاته وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، ويحافظ على مؤسساتها ويحول دون سقوطها فى هوة الفوضى التى لن يستفيد منها إلا التنظيمات الإرهابية.
وأضاف: الطريق واضح فاستئناف اتفاق وقف العدائيات وإلزام كل الأطراف بقبوله ثم تطويره لوقف شامل لإطلاق النار فى سوريا من شأنه أن يوقف نزيف الدم ويسمح بنفاذ قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمدنيين فى المناطق المنكوبة والأشد احتياجا.
حل مشاكلها
تعليقًا على ذلك يقول الدكتور محمد عبد الله، الخبير في الشئون الدولية، إن موقف السعودية يؤكد مدى صحة الجانب المصري في قراره السابق، مشيرًا إلى سعى السعودية على قدر المستطاع تخفيف مشاكلها الخارجية بإتباع نظرية "اللى ليه أعداء كتير بيخسر".
وأضاف "عبد الله" في تصريح خاص لـ "أهل مصر": "السعودية تشعر بمخاطر الشيعة التي تحيط بها من كل جانب، ما دفعها إلى فتح صفحة جديدة مع نظام بشار الأسد لمحاولة كسب صداقة الشيعة عن طريقه".
قبول الأمر الواقع
واتفق معه في الرأي الدكتور محمد عرابي، أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة القاهرة قائلًا: "السعودية تحاول أن "تمسك العصا من النصف" كما يقول المثل، لافتًا النظر إلى شعور السعودية بأن نظام الأسد لن يخرج بالقوة كما كان في تخيلها".
وأضاف "عرابي": "المملكة تعلم جيدًا مدى وجودة قوة عسكرية إيرانية على مقربة منها، تدافع عن الأسد وتمده بالسلاح والعتاد، كما توجد قوة أكبر تدعي روسيا، ما دفعها إلى قبول "الأمر الواقع".