لماذا يلجأ كثير من الشباب لحمل الأسلحة؟

صورة ارشيفية

أصبحت سكين الجريمة أكثر تداولا بين الشباب في جميع أنحاء المملكة المتحدة ولاسيما في لندن، وذكرت الشرطة أن معظم حاملى الأسلحة البيضاء لا ينتمون إلى العصابات، إذا لماذا يتجه العديد من الشباب لحمل هذه الأسلحة ؟

فهناك العديد من المواقف التى يتعرض إليها الكثيرين حيث لا يفيدهم سوى حمل مثل هذه الأسلحة لإخافة الطرف الآخر، وربما يكون هذا هو السبب فى إقبال الشباب على حمل الأسلحة للدفاع عن أنفسهم.

وذكر دونتاى الذى يبلغ الخامسة عشر من العمر وهو أحد ساكنى جنوب شرق لندن أنه اعتاد على حمل السلاح فى الماضى على الرغم من عدم انتمائه إلى أى عصابة، حيث يرى أن العديد من الأولاد الذين يقبلون على حمل السلاح أنها مصدر للأمان والحماية.

وذكر أن غالبية الأولاد يفكرون فى حملها بدافع ما إذا تعرضوا لمواقف خطرة فهم سوف يخرجون هذه الأسلحة لتهديد الآخرين ثم يقومون بالتخلص منها.

وأضاف دونتاى أنه لا يمكنك أن تكون طيلة الوقت فى حماية شخص للدفاع عنك فربما ستضطر لحملها للدفاع عن نفسك.

وارتفعت نسبة حمل الأسلحة البيضاء إلى 9٪ في جميع أنحاء المملكة المتحدة وزادت بنسبة 16% عن العامين السابقين.

وذكرت الشرطة أن هناك اختلاف قد طرأ على نوع الأفراد الذين يحملون السلاح حاليا ففى الماضى كان أغلبهم يتصلون بالعصابات الإجرامية ولكن الآن 75% ممن يحملون السلاح ليست لهم صلة بالعصابات وهذا ما زاذ من صعوبة الأمر فى القبض على تلك العصابات الإجرامية.

فكثير من السياسيين والأحزاب المختلفة الذين يسعون فى الوقت الحالى لإيجاد حلول لارتفاع نسبة حمل السلاح بين الشباب فى المناطق السكنية فى بريطانيا.

وجدير بالذكر أن الجنة التى أسستها النائبة البرلمانية فيكى فوكسكروفت تحت عنوان عنف الشباب قد اجتمعت مع مصادر الشرطة والهيئات والشباب من أجل وضع لهذه المشكلة وتفشى ظاهرة حمل السلاح.

وذكرت فوكسكروفت أن المجتمع يركز جهوده فى الوقت الحالى للتخلص من هذه الظاهرة وعمد حمل الشباب للسلاح مرة أخرى كما قالت أن الأمر ليس بهذه السهولة أن يكون الناس عرضة لتلقى الطعنات فى أى وقت.

وأضافت فوكسكروفت أن الجنة ستنظر فى العقوبات والسياسات التى تعمل على حسر هذه الظاهرة مثل سياسة الإيقاف والتفتيش والنظر فى أماكن التجمع مثل الأندية الشبابية فى المدن الداخلية على أن يتم تسليم هذه النتائج فى عام 2017.

وذكرت ماليكا التى هى أحد ساكنى جنوب شرق لندن والتى تبلغ السابعة عشر من عمرها أن اثنين من أصدقائها قد تعرضوا للطعن حتى الموت. كان واحدا منهم قتل في الواقع من جانب آخر من صديقاتها، وقالت إنها أحيانا تزوره في السجن.

وقالت ماليكا إنه من الصعب جدا أن تكون على صلة بكل من الضحية والقاتل وأنت لا تعلم ما الذى أدى الى ذلك أو لا تعرف حقيقة الأمور ولكن كل ما تعلمه أن هناك خلاف أدى الى مصرع أحد أصدقائك وإلقاء القبض على آخر.

فنحو 95% ممن تم القبض عليهم فى لندن بتهمة حمل السلاح كانوا من الذكور ونحو 60% منهم تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين.

ففى لندن فى هذا العام تم طعن خمسة عشر شخصا حتى الموت ممن تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين وعشرة منهم فى سن المراهقة.

وقال أورلاندو وهو أحد ساكنى لندن ويبلغ من العمر الثمانية عشر أن مشكلة انتشار السلاح بين الشباب أعمق من ذلك بكثير ويذكر أن لا أحد يولد حامل السلاح ولكن لكان ولدنا لأجل غرض وهدف معين ولكن كثير من الناس لا يشعرون بقيمتهم وربما لا يعرفون الغرض الذى خلقوا لأجله.

وقد وافقت تيكيشا البالغة من العمر خمسة عشر سنة على كلام أورلاندو مؤكدة أن الشباب يحاولون التظاهر بالعنف والقسوة.

وذكرت تيكيشا أن عند اتخاذ صورة ما عن شخص فإنه يحاول بعد ذلك بشكل أو بآخر إثبات هذه الصورة والتوافق معها.

وأفادت تيكيشا أن كثير من الشباب الذين يعيشون فى تلك المناطق من لندن يحاولون التظاهر وإبداء عكس ما هم عليه حتى يتوافقون مع المناطق الذين يعيشون فيها.

وقد زادت العقوبات على جريمة حمل السلاح على مدى الثمانية عشر شهرا الماضيين فإذا تم القبض على الشخص مرتين حاملا للسلاح يتم إرساله الى السجن فورا وإذا كان الشخص تحت سن السادسة عشر فإنه يعاقب بطريقة أشبه بالأشغال والخدمات التى يجب تأديتها.

ويقوم مجلس إصدار الأحكام بمراجعة تلك القوانين على أن تكون جاجزة فى بداية العام المقبل.

لكن يقول دونتاى إن الناس لم يعودوا خائفين من عقوبة السجن فهم على استعداد المخاطرة بالحبس بدلا من أن يتم إصابتهم بالأسلحة بل وسيكون الذهاب الى السجن أفضل.

وذكرت ماليكا أن تلك العقوبات الصارمة قد لا تفيد بل الحل سيكون فى محاولة فهم أسباب ارتكاب الشباب لتلك الجرائم ودوافعهم إلى ذلك بل ومنحهم بعض الفرص للتغير ولكنها ذكرت أن تلك المشكلة أصبحت متفشية بشكل كبير والأمر ازداد سوءا.

وعلى النقيض تعتقد شارون فيرون أن تشديد العقوبات هي الحل الوحيد للتخلص من هذه الظاهرة وهى والدة الشاب شاكوان الذى يبلغ السابعة عشر من عمره ولقى مصرعه العم الماضى بعدما تعرض لطعنات متتالية أودت بحياته.

وعبرت شارون عن خزيها وأسفها فى عدم معاقبة المجرمين عن وفاة ابنها فبعد أن تم القبض على مراهقين ورفعت القضية إلى جلستين ولكن فى كل مرة لم يكن هناك اتفاق من هيئة المحلفين حتى تم استبعاد القضية.

وذكرت أن هذا سيحث الكثير من الشباب لحمل الأسلحة وكثير من الأمهات سيشعرون بنفس مأساتها ما لم يتم وضع عقوبات صارمة على مرتكبى هذه الجريمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً