قال إيهاب درياس رئيس المجلس التصديري للأثاث أن شراكة جديدة تجمع بين مصر وإيطاليا تهدف إلى تطوير قطاع الأثاث المصري والاستفادة من خبرات كبار المصممين الإيطاليين لصقل مهارات الصناعة المصرية ومضاعفة حجم صادراتها والأهم جذب استثمارات إيطالية وأوروبية للسوق المصرية الواعدة والمؤهلة لتصبح عاصمة التصميم والابتكار في العالم.
وأضاف أن الشراكة تأتي في وقت فارق في تاريخ الصناعة المصرية فبفضل قرار تحرير أسعار الصرف أصبح المنتج المصري أكثر تنافسية في السوق المحلية وبأسواق التصدير أيضا لافتا إلى أن القرار كان بمثابة الرسالة والمحفز للصناعة المصرية كي تحقق طفرات في صادراتها لتخفيض عجز الميزان التجاري إلى أدنى مستوى ممكن.
وقال إن المجلس التصديري للأثاث بالتعاون مع غرفة صناعة الأخشاب وجمعية المصدرين المصريين عقدوا اجتماعا مع أهم خبيرين إيطاليين بمجال الأثاث عالميا وهما "جوليو كابيليني" الذي يرأس مجموعة من كبري الشركات الإيطالية العاملة بصناعات الأثاث و"لوكا فويس" لاستعراض أفكارهما حول تطوير معرض فيرنكس الدولي للأثاث باعتباره أصبح رمزا عالميا للصناعة المصرية وما تحققه من تطور ونمو كبيرين.
وأشار إلى أن الخبيرين اقترحا عددا من الآليات التي ستزيد من الاهتمام العالمي والمحلي بالمعرض المصري مثل تخصيص قاعة لعرض نماذج لأشهر قطع الأثاث عالميا والتي تزين قصور الملوك والحكام مثل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، كما سنخصص قاعة أخرى لعرض النماذج الأصلية لأشهر قطع الأثاث المودرن التي ظهرت مطلع القرن العشرون.
وأضاف أن المجلس التصديري بالتعاون مع غرفة صناعة الأخشاب سيواصلان مسابقتهما للتصميم المنتظر والإعلان عن جوائزها الثلاث الأولي خلال الدورة الجديدة لمعرض فيرنكس الدولي والمقرر إقامتها مطلع فبراير المقبل حيث تقدم للمسابقة 74 من شباب المصممين تم اختيار 16 تصميم منها لتحويلها إلى نماذج لقطاع أثاث لعرضها في القاعة المخصصة للمسابقة بالمعرض، لافتا إلى أن لجنة من كبار الخبراء من مصر والخارج سيختارون 3 نماذج منها للفوز بجوائز المسابقة التي تشمل تحمل تكلفة الاشتراك في معرض ميلانو الدولي للأثاث والمسابقة الأشهر عالميا في مجال التصميم التي تقام على هامش ميلانو.
من جانبه قال شريف عبد الهادي رئيس غرفة صناعة الأخشاب إن الشراكة مع إيطاليا أمر مهم في هذا التوقيت الذي تمر به مصر في ظل سياسات ترشيد الواردات وأثر تحرير أسعار صرف الدولار على سعر المنتجات المستوردة مما أدى بدوره لتراجع حجم الاستيراد ولذا يجب أن نسارع في جهود تطوير قطاع الأثاث المصري للاستفادة من فرص تعزيز الطلب محليا على منتجاتنا.
وأضاف أن هذه الشراكة مع إيطاليا فرصة ذهبية في ظل اتجاه كثير من الشركات الإيطالية للاستثمار بالخارج وكثير منها يرى أن السوق المصرية هي الوجهة المثالية لها خاصة أننا نمتلك ثقافة وغنى فني وحضاري ضخم يضرب بجذوره لسبعة آلاف عام وبالتالي فشراكتنا مع إيطاليا ستصنع منتجا يعكس حضارتنا العريقة والتكنولوجيا الأوروبية الحديثة.
من جانبه قال عمرو حلمي عضو المجلس التصديري للأثاث ان اللحظة الراهنة بتاريخ الصناعة المصرية تعد لحظة انتقالية وتحدي كبير أمام الصناع المصريون كي يستفيدوا من سياسات ترشيد الاستيراد وتغيرات سعر الصرف لصالح الصناعة وزيادة تنافسيتها وهو ما يتطلب العمل على تطوير صناعتنا وزيادة جودتها لملء الفراغ الذي سيتركه المنتج المستورد بالأسواق المحلية.
وأضاف أن المجلس التصديري للأثاث يعمل على إيجاد تحالفات جديدة بين المصنعين المحليين الذين تتوافر لهم طاقات إنتاجية فائضة ومجموعة المستوردين الذين بسبب تغيرات أسعار الصرف أصبح المنتج المحلي أكثر تنافسية وجذبا لهم لافتا إلى أ المجلس التصديري يريد بناء هذا التحالف في جو دولي يتمثل في الخبرات الإيطالية لتطوير الصناعة المحلية وتوفير سلع منافسة سعريا وأكثر جودة خاصة أن المستوردين بالسوق المصرية يمتلكون قدرات تسويقية كبيرة تتمثل في قنوات توزيع تمتد لجميع المحافظات.
من جانبه قال أحمد حلمي عضو المجلس التصديري إن السوق الأوروبية مازالت من أهم شركاء مصر التجاريين رغم ما تمر به من صعوبات اقتصادية، ولكن مضاعفة حجم صادراتنا لأسواقها يتطلب ان نخاطب السوق بلغته ممثلة في التصميم والجودة العالية.
وأضاف أن المجلس التصديري بشراكته مع إيطاليا يبني على ما تحقق من خطوات في السنوات الأخيرة حيث نظمنا العديد من ورش العمل والمسابقات المخصصة للتصميم حتي أصبح لدينا بالفعل جيل من شباب المصممين الذين فرضوا أسماءهم ليس فقط في قطاع الأثاث وإنما في قطاعات صناعية أخرى تستفيد حاليا من ابتكاراتهم وتصميماتهم الجديدة لمضاعفة القيمة الاقتصادية لمنتجاتها.
وأشار إلى أن مصر تتنافس الآن على جذب الاستثمارات الأوروبية ومضاعفة صادراتها مع اسواق لم تكن على الخريطة من قبل مثل البرازيل وتركيا، وأكبر ميزة لدينا هي التصميم فلم تعد تنافسية مصر تتمثل فقط في توافر الأراضي الصناعية والأيدي العاملة الماهرة والسوق الضخم وإنما أيضا وجود فكر وإبداع وهو ما يبحث عنه المستثمر الإيطالي.
وقال إن مصر لديها الآن فرصة لاقتحام خريطة الإنتاج العالمي سواء على مستوي التعاملات بالسوق الأوروبية أو الأمريكية لنصبح عاصمة التصميم للعالم.
من ناحيته قال الخبير الإيطالي جوليو كابيليني" إن صناعة الأثاث المصرية تتمتع بفرص واعدة للتطور والنمو سواء بالسوق المحلية أو الدولية، لافتا إلى أن شركات إيطالية عديدة ركزت على التصميم المعاصر والابتكار كعلامة تميز وهذا ما ساعدها على النجاح عالميًا بالإضافة إلى الاهتمام بالجودة مما أوجد ماركة مسجلة باسم "صنع في إيطاليا"، وأعتقد أن الشركات المصرية تتمتع بمكانة جيدة فيما يتعلق بالأثاث الكلاسيكى، أما القطاع المتخصص في التصميم الحديث "المودرن" فيجب التركيز على التصميم الحصري للشركات مع الانتباه لجودة المنتجات.
وحول رؤيته لمدي مساهمة شباب المصممين المصريين أكد إن المصممين الشباب حصلوا على أفكار جديدة ومعاصرة تساعد الصناعة بصورة ملحوظة كما إنه من المهم جدًا أن ينظروا إلى المستقبل دون أن ينسوا تاريخبلادهم وهويتهم.
وحول معرض فيرنكس الدولي قال انه حدث مهم للترويج لمنتجات الأثاث والمفروشات المصرية لافتا الي ان المهمة الحقيقية ستكون فيإعطاء قيمة عظيمة للمعرض بمساعدة عدة مبادرات ثقافية واعطاء رؤية كبيرة وشاملة عنالصناعة المصرية لننقلها للمجتمع الدولي.
وقال إنه لمس خلال زيارته للقاهرة والالتقاء بممثلي قطاع الاثاث وجود طاقة وقدرة كبيرة على العمل فهناك الكثير من رواد الأعمال المدربين على مواجهة السوق العالمي الان ومستقبلا، وحول رؤيته لسبل تجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن أوضح أنه في مسيرة اي اقتصاد لابد من وجود بعضاللحظات الحسنة وكذلك العصيبة، ولكن أهم شئ أن يتم مواجهة الموقف بكل حسم بالرغم من كل الصعوبات حتى يستطيع الاقتصاد التعامل مع المنافسة الدولية المتزايدة.
وحول كيفية الاستفادة من الخبرات الإيطالية قال إن تبادل الأفكار وخبرات ريادة الأعمال يقدمان المنفعة المتبادلة للبلدين كما يجب الاستفادة من هذا التقارب كي تقوم الشركات المصرية التي تتمتع بأسعار تنافسية بتصنيع منتجات لحساب الشركات الإيطالية.