من قال إن الوعود قد تقتل الحنين؟! من أيقن أن العاشق لا يصمد في وجه الشوق؟! ومن إدعي أن الإنتظار هو السوط الذي يجلد ارواح المشجعين المشتاقة للمدرجات فيقتل بداخلهم الرغبة؟! كل هذه أوهام.. فالشوق جنين ينضج في بطن الذكريات، يكبر ويتحمل ويصمد ويجادل وينتصر وينهزم ولكنه أبدا لا يرضخ لليأس.
تأخر حلم عودة الجماهير للمدرجات، تأخر بقسوة، حتي راودتهم شكوك بأن حلمهم هذا "شمس لن تشرق"، منذ كسوفها في مذبحة بورسعيد، وهو الحلم الذي قتل صاحبه، والأمل الذي جفا منتظريه، نعم فما زالت عودة الجماهير للمدرجات مجرد أماني.
- الصدمة الأخيرة:
في صدمة جديدة لجماهير الكرة المصرية، أكد مصدر مسئول في اتحاد الكرة، اليوم السبت، أن عودة الجماهير للمدرجات هذا الموسم مستحيلة في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها مصر وعدم تنفيذ مطالب واشتراطات النيابة العامة في معظم الاستادات وهذا رغم التأكيدات بعودة تدريجية للجماهير في الدور الثاني من الدوري.
المصدر قال: "علينا ان نكون واقعيين، لا عودة الجماهير هذا الموسم، من المستحيل المخاطرة بحياة الجماهير وانتظار ةوارث جديدة تعيد ملف الجماهير والرياضة المصرية الي نقطة الصفر ورسالتي للجمهور انسوا المدرجات هذا الموسم.. بالتاكيد الجماهير قدمت نموذجا مبهرا في لقاء المنتخب وغانا، وكذلك الزمالك وصن داونز، ولكن يجب مراعاة ان التحضر الذي ظهر عليه الجمهور لا يمكن الاطمئنان اليه عتدما يكون المنافسان في اللقاء مصريان وهو ما ينذر بكوارث فمن الممكن ارجاع الالتزام في المبارتين الي وجود طرف اجنبي في المباراة، كاشفا أن أغلبية المجلس ترفض فكرة العودة التدريجية للجماهير إلي ملاعب الكرة هذا الموسم لا سيما أنه الموسم الأول للمجلس الجديد ويخشي كوارث منتظرة في هذا الملف".
- الحصار الكبير:
كان حصار أعضاء رابطة أولتراس أهلاوي الموسم الماضي للاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، قبل مباراته أمام سموحة التي انتهت بفوز السكندري بثلاثية دون رد، صدمة من قبل الجماهير العاشقة والمحبة لفريقها التي ترغب في العودة للمدرجات مرة أخرى لممارسة هوايتها المفضلة وتشجيعها المتواصل، بعد أن ملت من وعود وزارتي الشباب والرياضة والداخلية وبالتالي اعادت الملف لنقطة الصفر.
- البرلمان يؤجل الحلم:
كما تأجل حلم عودة الجماهير للمدرجات قبل أكثر من عام بسبب انشغال الداخلية بتأمين انتخابات البرلمان، وبعد انتهاء الانتخابات، عقد خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة اجتماعا مع رؤساء الأندية لبحث عودة الجماهير، وأعلن الوزير عودة الجماهير منتصف ديسمبر ولكنه ربط الموافقة بالعمل على إقناع وزارة الداخلية، والتي بدورها واصلت رفض إقامة المباريات بحضور الجماهير.
- الدفاع الجوي يقتل الأمل:
في أول حضور جماهيري لمباريات الدوري شهدت مباراة الزمالك وانبي بالدفاع الجوي مجزرة جديدة مازال الجاني فيها حرا طليق.
وشهدت المباراة استشهاد 20 مشجعا من روابط وايت نايتس مما قضي علي الامل الذي راود الجمهور للمدرجات خاصة انها كانت المباراة الاولي بحضور جماهيري منذ حادثة بورسعيد الشهيرة وبالتالي اصبح عودة الجمهور أمر مستحيلا، رغم أن كل الشواهد اكدت ان سبب المجزرة ارتباك امني وخطأ تنظيمي من الجهات الأمنية قبل وأثناء المباراة.
فهل يستمر عناد الداخلية وتواطئ اتحاد الكرة وأخطاء الجماهير في تعليق الصراع علي عودة الروح للجسد وانتعاش المدرجات بزئير الجماهير؟!