لم تقف معاناتهم حد العيش في مخيمات، لكن اللاجئين المسلمين في بنجلاديش يعانون من الممارسات المتطرفة ضدهم من الجنود البوذيين.
لاجئو روهينجيون في بنجلاديش، اشتكوا من أن جنودًا ميانماريين ومتطرفين بوذيين اغتصبوا النساء والفتيات المسلمات، قبل قتلهن، خلال هجمات نفذوها على قرى بإقليم أراكان في أوائل أكتوبر 2016.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام أجنبية، فإن أحد اللاجئين ويدعى، "أبو الحسين"، قال إن "الجنود والمتطرفين البوذيين ألقوا بالناس إلى النار خلال الهجوم، وكانوا يغتصبون النساء والفتيات، حتى الصغيرات منهن، ثم يعذبوهن قبل قتلهن".
وأضاف: "حبسوا الناس في منازلهم، ثم أضرموا النار فيها، وأحرقوهم وهم أحياء بداخلها، وأطلق الجنود النار على رجل مسن في قريتي، ثم اغتصبوا ثلاث نساء من أسرته"، مضيفًا : "أحرقوا منازل قريتي البالغ عددها 400، وأيضاً أحرقوا أكثر من 2000 منزل في عموم أراكان".
وأشار أبو الحسين إلى أن لديه 5 أخوات و3 إخوة لا يعرف مصيرهم بعد، مؤكدًا أن "ظلم الدولة البوذية لم يبدأ الآن، بل هو مستمر منذ 2012، والهدف منه تطهير البلاد من المسلمين، الذين يصفونهم بالأجانب البنغاليين".
اللاجئ الروهينجي زهير أحمد، إن الأهالي "تعرَّضوا للتعذيب خلال هجوم الجيش الميانماري على قريته"، وأشار أحمد إلى أن "الروهينغيا في ميانمار يتعرضون للظلم فقط لأنهم مسلمون".
ولفت إلى سوء الأوضاع في المخيمات التي يعيشون بها في بنغلاديش، قائلاً "عبرت الحدود ليلاً إلى بنغلاديش، هرباً من الظلم الذي نتعرض له في أراكان، واليوم نعيش في هذه المخيمات بظروف معيشية صعبة".
وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان في إقليم أراكان عن تعرض أكثر من 250 امرأة للاغتصاب، من قبل جنود في جيش ميانمار، فيما تعرَّض 50 منهن للقتل بعد الحمل.
وكشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، مؤخراً، أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة أظهرت دمار 820 منزلاً، خلال نوفمبر2016، في 5 قرى يقطنها مسلمو الروهينغيا، بإقليم أراكان المضطرب، ذي الغالبية المسلمة.
وتعتبر ميانمار الروهينجيا "مهاجرين غير شرعيين، من بنجلاديش"، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم".
ومع اندلاع أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا، في يونيو2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على الأمن.
جاءت هذه التَّسمية منذ دخول الإسلام إلى أركان قبل 13 قرنًا، عن طريق التُّجَّار المسلمين من العرب الحضارمة، فبعد تحطُّم سفينتهم في إحدى جزر أراكان، وتسمَّى جزيرة "رحامبري" يعني "أرض الرَّحمة" سمَّى المسلمون النَّاجون من الغرق هذه الجزيرة أرض الرَّحمة، وقد أطلق عليهم السُّكان الأصليُّون "روهنجا" لأنَّ المسلمين العرب النَّاجين من الغرق، نادوا بعضهم البعض بـ "روح النَّجاة " فسمع السُّكَّان الأصليُّون هذه التَّسمية، ولقَّبوهم بالرُّوهانجا.
وبدأ المسلمون العرب بنشر الإسلام، وتزوَّج العرب من السُّكَّان الأصليين المقيمين في المنطقة منذ خمس آلاف سنة، وتصاهروا معهم، واندمجوا اندماجاً كاملاً، حتَّى سُمِّي السُّكَّان الأصليُّون في أراكان بالرُّوهنجيين، نسبة إلى العرب المسلمين، الَّذين لقِّبوا بهذا اللَّقب ابتداءً لكن! لمَّا اندمجوا مع السُّكَّان الأصليين، أطلق على الجميع الرُّوهنجا.
وعلى الجانب الآخر فإن البوذيُّون "الماغ" لم يكن لهم أيُّ علاقة بأراكان قبل مائتين وستين عامًا، بورما البوذيَّة ليست لها علاقة بأراكان، فأراكان كانت دولة إسلاميَّة مستقلَّة، حكمت 354 سنة، وتعاقب عليها 48 ملكًا مسلمًا، ثمَّ جاء الاحتلال البوذيُّ البورميُّ في عام 1784م، وقضى على الدَّولة الإسلاميَّة، وحكم البوذيُّون أربعين سنة.
بعد الاستعمار البريطانيُّ في عام 1820م، وحكمت بريطانيا بورما بما فيها دولة أراكان المحتلة لمدة 124 سنة, ثمَّ في عام 1942م، ارتكب البوذيُّون في أراكان مجزرة كمجزرة اليوم، وقتلوا أكثر من مائة ألف مسلم روهنجي، بمساندة من البوذيين البورمان، وبتحريض ومشاركة منهم مع البوذيين المحلِّيين, والآن أحفادهم يكملون المشوار الذي ابتدأه أجدادهم, القتل والإبادة للمسلمين الرُّوهنجيين.
وكانت 14 دولة، أعلنت عن قلقلها إزاء الوضع الإنساني في الجزء الشمالي من ولاية أراكان، سلطات ميانمار على السماح باستئناف إيصال المساعدات إلى إقليم "أراكان" (غرب) المضطرب، الذي تقطنه أغلبية مسلمة.
وتعد الدول الموقعة على البيان هي: تركيا، والنمسا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وإيرلندا، وهولندا، وبولندا، وإسبانيا، والسويد، إلى جانب الولايات المتحدة.
ودعا بيان مشترك لتلك الدول سلطات ميانمار لـ "تذليل جميع العقبات التي حالت حتى الآن دون استئناف إيصال المساعدات للمنكوبين".