تختلف المباني وتظل الأرواح عالقة بها، وتجف الدماء وتبقى رائحتها زكية تحرس الأسوار وتدق الأجراس وتضيئ الشموع، وترفع تكبيرات الصلاة، بين حوائط وأعمدة الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية، بعد حادث تفجيرها اليوم الأحد.
"الكنيسة البطرسية" هي أشهر كنيسة كرست على اسم الرسولين "بطرس" و"بولس"، تم إنشاؤها فوق ضريح "بطرس غالي باشا" عام 1911، في شارع رمسيس بالعباسية، وتولت عائلة بطرس باشا بناءها على نفقتها الخاصة، تخليدًا لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
بُنيت الكنيسة البطرسية على الطراز "البازيليكى" ويبلغ طولها (28) متراً وعرضها ( 17 ) متراً، ويتوسطها صحن الكنيسة والذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب، وتولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية "أنطون لاشك بك "، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي " بريمو بابتشيرولى" وقد أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.
تضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التي قام بصناعتها " الكافاليري انجيلو جيانيزى" من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن ، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة عمدان، كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح العرش وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار "مارمرقس الرسول".
"العائلة البطرسية" هي عائلة مصرية قبطية، شاركت في توقيع إتفاقية السودان، وثورة 1919 ، وإتفاقية 1936، ووصولاً إلي توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول أحد أبنائها إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلي تلك المكانة المرموق.