من بوابة الكنيسة القبطية، تسير أقدام حاملة "الموت" في حقيبة تحتوي 12 كيلوجرامًا من المواد المتفجرة، وخلف قداس الصلوات، استقرت "المتفجرات" ليدق جرس الكنيسة في الصلوات معلنًا بدء الصلوات ولتبدأ بعدها ترانيم التمجيد للضحايا في نفس مكان القرابين، في حادث "الكنيسة البطرسية" الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم الأحد.
حادث تفجير الكنيسة، الذي استهدف قداسًا للصلاة، صباح اليوم، وصفه الخبراء الأمنيون بانه "تقصير أمني"، حيث قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني إنه في الطبيعي تعد الكنائس والكاتدرائيات من الثوابت التأمينية لدى المؤسسة الشرطية، ولهذا فإن حادث الكنيسة المرقسية "فشل أمني وكارثة سيسجلها التاريخ بنقاط سوداء".وأضاف "قطري" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" انه يتوقع إقالة وزير الداخلية - وإن كان هذا إجراءًا مهمًا - فإنه لن يكون حلًا للأزمة، فمع زيادة التفجيرات في الفترة الأخيرة، لا يمكن أن يتم اختزال الأزمة في الوزير، مؤكدًا أن الجهاز الشرطي بحاجة إلى إعادة تأهيل: "جهاز الشرطة لم يقم مرة أخرى منذ سقوطه عقب 2011، ولابد من مواجهة هذه الحقيقة لتحسين الأوضاع، وإعادة النظر في القبول بكليات الشرطة، وعقد مؤتمر لأفراد اشلرطة يحضره علماء اجتماع وعلماء نفس، وتعديل التشريعات الخاصة بالشرطة، ووضع معايير للشرطة والتي لم تحدد منذ 50 عامًا".وقال الخبير الأمني، إنه لابد أن نكون على استعداد لمزيد من العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة، لان العمليات أخذت منحنًا مختلفًا من البدائية في صنع المتفجرات وتحولت إلى عمليات مدروسة ومخططة.وخلف تفجير الكاتدرائية، عدد كبير من الضحايا حيث توفي 25 شخصًا على الأقل، فيما أصيب 49 آخرون، بالإضافة إلى عدد من التلفيات التي لحقت بمبنى الكنيسة، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية الحداد لمدة 3 أيام حدادًا على ارواح الضحايا، وتوالت التنديدات من الإحزاب السياسية ومجلي النواب، وعدد من الدول العربية والأوروبية.
وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير الأمني، إن إقالة وزير الداخلية لن تحدث فرقًا ولن تكون حلًا ، فمصر تواجه إرهاب شرس، توجه له الدولة ضربات قاسمة فيرد بعمليات تستهدف "مدنيين"، وتعتمد على تمويل وتخطيط أجنبي لضرب الدولة المصرية، غلا ان الأقباط اثبتوا وعيهم بتلك الأهداف.وأضاف "نور الدين" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إنه على المؤسسات الدينية ان تبذل مجهودًا اكبر لمنع تجنيد تلك التنظيمات الإرهابية للشباب، وأن يبتعدوا عن تصريحات الإدانة والاستنكار والعبارات الخالية والتي تأتي بنتيجة عكسية :"عليهم أن يعملوا على الارض".وكان عدد من الأقباط تظاهروا، ظهر اليوم، على خلفية تفجير الكنيسة المرقسية، مطالبين بإقالة وزير الداخلية.