على قلب رجل واحد يقف المصريون في مواجهة الإرهاب معتصمين بثقافة المحبة التي نبتت عبر التاريخ المديد في أرضهم الطيبة لتشكل الزاد والترياق الأقوى من كل جرائم الإرهاب وآخرها الجريمة الإرهابية النكراء صباح أمس "الأحد" في الكنيسة البطرسية بالقاهرة.
ولئن هرعت أبواق الشر لاستغلال حادث الكنيسة البطرسية في سياق محاولاتها الآثمة والمحكوم عليها تاريخيا بالفشل لتمزيق النسيج الوطني المصري فإن أحزان كل المصريين وحدادهم الرسمي والعام على ضحايا الحادث الإرهابي الذي جاء بعد ساعات معدودة من حادث ارهابي عند مسجد السلام في منطقة الهرم وتعليقات رجل الشارع كاشفة عن إدراك أصيل بأن هذا العمل الإرهابي الخسيس لن يزيد وحدتها الوطنية إلا قوة ومناعة في مواجهة فيروس الإرهاب الذي لا يفرق بين مسلمين ومسيحيين.
وهاهم المصريون مسلمين ومسيحيين قد تدفقوا للتبرع بدمائهم للمصابين في حادث الانفجار في مشهد ضمن مشاهد نبيلة تتوالى لتكشف عن حقيقة هذا الشعب العظيم وأن الدم المصري واحد ولن يلوثه الإرهاب الجبان والجماعات التكفيرية الظلامية التي أعمتها ظلماتها عن إدراك حقيقة احترام الإسلام وتشجيعه للتنوع الانساني.
وفي وقت يتساءل فيه بقلق الكثير من المثقفين في العالم ومن بينهم الكاتبة الأمريكية آنا هولمز عما إذا كان "التنوع" قد فقد معناه وأمسى في محنة جراء التعصب والأفكار المشوشة في أماكن عديدة بهذا العالم فإن مصر كانت ومازالت مكانا دالا على معنى التنوع وتجلياته الإنسانية.
ومن نافلة القول أن أعداء مصر والمصريين معنيين بإخماد هذا التنوع الإنساني الخلاق ضمن أطياف ثقافة المحبة التي تعد عنوانا مصريا أصيلا بقدر ما ينساب بسلاسة في شرايين الجسد المصري الواحد ليزيده قوة ومناعة وقدرة على الإبداع.
إنه واقع مصري قد يقدم إجابة عن تساؤلات قلقة لمثقفة أمريكية مثل آنا هولمز التي راحت تتأمل أحوال بلادها والعالم لتبدي في طرح بجريدة نيويورك تايمز شكوكا عميقة حول ما إذا كانت كلمة "التنوع" بكل ما تنطوي عليه من معنى ومفاهيم قد باتت مجرد "كليشيه" أو "تعبير مبتذل بتكرار ينكره الواقع" وربما "مجرد تعمية لفظية رقيقة لواقع إنساني معاصر ينضح بالتعصب".
ورغم أن "التنوع" كثقافة أثرى بلدا كالولايات المتحدة وأسهم في أن تكون قوة عالمية عظمى بل إن هذه الثقافة مفيدة للغاية حتى على مستوى الشركات والمشاريع الباحثة عن النجاح في الأسواق فإن هذه الكاتبة والمثقفة الأمريكية تضرب أمثلة عديدة لمحنة التنوع في بلدها وبلدان أخرى في العالم جراء عدم استعداد البعض لدفع استحقاقات المعنى الحقيقي للتنوع في الواقع الإنساني حتى وإن "تغنوا بقيمة التنوع" الأمر الذي يخلق فجوة بين الأقوال والأفعال ويلحق أضرارا فادحة "بالتكامل" المفيد للكافة .
أما "التنوع" في مصر فضارب برسوخ في جذور الشخصية المصرية وظاهر بوضوح في ملامح الهوية الواحدة للمصريين والجامعة بعبقرية ما بين التنوع والوحدة في إطار المجتمع المصري ويدخل في "المكونات العميقة للثقافة المصرية" دون أدنى افتعال أو تلفيق ليتبدى في صور عديدة بأوجه الحياة اليومية للمصريين تشكل بدورها "ثقافة المحبة" .
وإذ تقترب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية فإن لمثل هذه الاحتفالات تجلياتها في أحياء قاهرية وسكندرية حيث الأنفاس المباركة لثقافة مصرية أصيلة تحتفي بمولد الرسول الكريم والرحمة المهداة للعالمين محمد عليه الصلاة والسلام كما تحتفل بمولد المسيح عيسى ابن مريم العذراء.
إنه هواء مصري يتنفس حبا ومحبة ويمنح بركاته للمكان والبشر وهو أقوى من نار الإرهاب بقدر ما يجيب على أسئلة الصقيع ويبدد ليلا من زمهرير تريد قوى الشر أن يخيم على مصر المحروسة التي احتفلت لتوها بذكرى مولد الحبيب المصطفى وهاهي تستعد لاحتفالات مولد السيد المسيح.
وإنها لثقافة مصرية من نسغ النيل والوجوه الطيبة واتساق الزمان والمكان وتناغم عذوبة الأذان مع أجراس الكنائس في شوارع ودروب من ضياء..مساجد تعانق الكنائس وبشر كل منهم يبحث عن ذاته بين تلافيف الأمكنة والأزمنة الحاملة لثقافة المحبة.
فإذا كانت الثقافة ممارسة أي فعل يومي يمارس على نطاق واسع بطرق وأشكال لا نهائية فلعل مصرهي التجسيد الحي على الأرض لثقافة التسامح والتنوع الخلاق ومعنى الإخاء وتلاوين المحبة بين الجميع دون تفرقة ممجوجة بين مسلمين ومسيحيين.
فهنا في مصر الفضاء الأبرز للتسامح الطبيعي والحياة الطبيعية بعيدا عن الشعارات والتنظيرات..وهنا في أحياء قاهرية كحي "شبرا مصر" الواقع شمال القاهرة تنبض بالحب والاحتفال بالحياة وثقافة المحبة، حيث مسجد الخازندار قريب من كنيسة سانت تريزا التي يؤمها مسلمون الى جانب المسيحيين للتبرك بل كان يأتي لها نجوم في الحياة العامة مثل عندليب الغناء الراحل عبد الحليم حافظ فيما تشكل علاقة ابناء الحي بهذه المنطقة قصة مصرية حميمة للغاية.
وفيما أفرزت الساحة الثقافية المصرية أدباء شبان يكتبون عن عالم الأقباط مثل هدرا جرجس المولع بالكتابة عن المطارنة والمتدينين من المسيحيين ويغزل الحكايات الشعبية في سرده ضمن مشروع حكي "لابن اسوان" يستلهم من الجنوب حكايات مختلفة ومغايرة فإن عالم شبرا لا يعرف أي نوع من "الجيتو" فهو منفتح على الجميع وللجميع.
وفي شبرا عاش الموسيقار بليغ حمدي أيام الصبا والشباب كما عاش الفنان الكبير حسين رياض والنجمة العالمية داليدا والفنانة الكبيرة ماري منيب وكثير من الأسماء التي توهجت في دنيا الفن وعالم الكتابة ومازال كبار السن في منطقة "مسرة" بحي شبرا العريق يتحدثون عن أيام الشباب الأول "لبابا مصر والعرب الراحل شنودة" الذي تظهر صوره في تلك المنطقة وغيرها من ربوع شبرا مصر الزاخرة بالكنائس جنبا الى جنب مع المساجد.
ويستعيد البعض من كبار السن بشجن مقولة للبابا الراحل شنودة "ان مصر وطن يعيش فينا" كما يستعيد البعض هاتيك الأيام من اربعينيات القرن العشرين فيما كان البابا شنودة او "نظير جيد روفائيل" شابا كثير القراءة كما عرف في منطقة مسرة حيث كان يؤسس لخلفيته الثقافية الرفيعة قبل ان ينتمي لذلك الجيل الأول من الرهبان الجامعيين من أصحاب التخصصات العلمية المختلفة ليقود الكنيسة الوطنية المصرية على مدى 41 عاما.
وهكذا تحول البابا شنودة دارس التاريخ وصاحب قصائد الشعر وضابط الاحتياط لسنوات بالجيش الوطني المصري إلى مدرسة للوطنية المصرية الخالصة والرافضة بقوة وحسم لأي تدخل أجنبي في الشأن المصري الجامع للمصريين مسيحيين ومسلمين وهو الذي تولت سيدات مسلمات في قريته "السلام" بمحافظة أسيوط رضاعته بعد أن توفيت والدته لتتركه رضيعا يتيما ليكون بعد ذلك الأب الحنون لكل المصريين.
والبابا شنودة الذي عاش فترة من حياته في "شبرا مصر" تكاد حياته المديدة تعبر عن حقيقة تتجلى بوهج وألق في حي شبرا وهي ‘ن الاقباط المسيحيين مكون أساسي من مكونات البنية المجتمعية المصرية ولا يمكن تصور مصر دونهم وأنه إذا كان التاريخ حاشد بالمكائد والمخططات الخارجية فإنه حافل أيضا بالقامات الوطنية المصرية الشامخة.
وبقدر ما تؤكد الحقائق التاريحية على أن "المسيحية العربية" قدمت للأمة كوكبة مضيئة من المناضلين على مستوى الفكر القومي وحركة المقاومة ضد المشاريع الاستعمارية التقسيمية بقدر ما تشهد على أن البابا شنودة كان مناهضا للاستقواء بالخارج والمحاولات الآثمة لضرب مفاهيم الهوية الوطنية.
والكنيسة الأرثوذكسية العريقة منذ نشأتها بالأسكندرية في القرن الأول الميلادي باتت حاضنة للوطنية المصرية وقوة من القوى الفاعلة في صياغة "شخصية مصر" وهويتها الثرية والمتعددة المستويات بتراكمات حضارية غنية.
وبذلك فعندما نتحدث عن المصريين ممن يدينون بالمسيحية فالحديث يكون عن مكون مصري أصيل بكل ما تعنيه الكلمة حتى أنه لا يجوز الحديث عن ما يسمى "بعنصري الأمة المصرية لأن المصريين في الحقيقة والتاريخ والواقع عنصر واحد" ومن هنا فإن المسيحيين في مصر جزء لا يتجزأ من نسيجها العضوي وقد يكون ما قاله المفكر الراحل العظيم جمال حمدان في عمله الثقافي الخالد "شخصية مصر" حول دور مصر في نشر المسيحية أفضل تعبير عن هذه المسألة.
وهكذا لم يكن "بابا العرب الراحل شنودة" مبالغا بأي حال عندما قال ان "مصر وطن يعيش فينا" وكذلك البابا الحالي تواضروس عندما قال :"ان وطنا بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن" مؤكدا على أنه "لو احترقت الكنائس سنصلي في المساجد".
فالشعب المصري "بكل أطيافه ومكوناته نسيج واحد يستعصي على التمزق والفرقة" كما أكد الامام الأكبر الكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي أدان العمل الإرهابي الجبان ووصف جريمة الإرهاب في الكنيسة البطرسية بالقاهرة أمس بأنها "جريمة كبرى في حق المصريين جميعا", وتلك مفاهيم تنبض بالحياة على الأرض المصرية الطيبة وتشكل واقعها الحقيقي.
وغنى عن البيان أن المسلمين يشاركون المسيحيين الحب والتوقير للمسيح وأمه العذراء مريم فيما جاء الطفل ابن السيدة العذراء والذى تكلم فى المهد ليدافع عن أمه التى لم يمسها بشر، بشارة رحمة من السماء للإنسان الذى يكابد العذابات.
ويكفي تأمل الدفاع القرآنى عن المسيح والعذراء والحواريين من الفئة المؤمنة فى مواجهة الطغمة الظالمة من الذين رفضوا الايمان برسالة الرحمة والمحبة للقول بأن "المسيح حى بالفعل فى وجدان المسلم الحق".
لقد دافع القرآن عن المسيح والعذراء مريم فيما ينظر العقل المسلم للمسيح باعتباره ايقونة الزهد والنسك والتواضع تماما كما أن أمه العذراء هى أيقونة الطهر وهكذا قال الإمام ابو حامد الغزالى أحد أكبر المفكرين الإسلاميين فى القرن الحادى عشر الميلادى إن المسيح هو أمثولة التقوى وأيقونة الورع.
وامتد التوقير الإسلامى للمسيح إلى أتباعه وخاصة من النساك والرهبان كما يتجلى فى التنزيل الحكيم فى آيات مثل :"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين" والآية الكريمة التى جاء فيها:"لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون".
هكذا يحق القول بأن حب المسيح فى الواقع يجمع بين المسيحيين والمسلمين وان مايجمعنا هنا اكثر مما يفرقنا وربما تكون هناك حاجة في هذا السياق لتأمل قبة الصخرة ذلك المصلى الثمانى الأضلاع عند المسجد الأقصى وأحد أعرق انجازات العمارة الإسلامية كرمز يجمع بين محمد والمسيح كما يجمع بين الاسلام والقدس الشريف.
فمصلى قبة الصخرة بقدر اقترابه من المسجد الأقصى وحدث الاسراء والمعراج المحمدى الجليل والمهيب إمامة النبى محمد لكل الأنبياء فى الصلاة بقدر ما يقترب من كنيسة شهد موقعها لحظات حاسمة فى مسيرة السيد المسيح وتضحياته من اجل الانسان ومقاومة الطغيان كما تحوى رفات شهداء فى تاريخ المسيحية.
وهذا المصلى الواقع على صخرة المعراج أمر ببنائه الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان خلال الفترة بين عامى 688 و692 وبات رمزا معماريا للقدس.
وعلى جدران مصلى قبة الصخرة آيات من سورة مريم تفيض بها الدموع من العيون الخاشعة والقلوب المحبة وابتهالات ودعوات محبة للمسيح ابن العذراء ترمز للرغبة فى بناء أرضية مشتركة بين أبناء ابراهيم وهى ليست الأولى من نوعها كما قال الباحث الأمريكي المسلم هارون موجول في طرح بمجلة "بوسطن ريفيو" .
فهذا الباحث أشار إلى أنه بعد فتح المسلمين لمكة ودخول الكعبة أمر خاتم الأنبياء الرسول محمد اتباعه بتطهيرها من كل الأصنام إلا أنه نهاهم عن المساس بلوحتين احداهما تصور النبى ابراهيم والأخرى للمسيح وامه مريم العذراء وان كان الرسمان قد اندثرا بمضى الزمن.
ولئن كان المسيحيون في مصر لا يجوز بأي حال من الأحوال وصفهم بالأقلية فإن مخطط الشر الذي تتوالى شواهده المشئومة في المنطقة العربية تولي للأقليات دورا واضحا في عملية تفتيت الدول وتقسيم الأوطان بينما تمضي جماعات الظلام العميلة في استهداف تلك الأقليات كجزء من هذا المخطط كما هو واضح في حالة تنظيم داعش الدموي بالمشرق العربي.
وها هي التقارير والطروحات تتوالى في الصحف ووسائل الاعلام حول الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المسيحيون في مناطق تستهدفها جماعات الإرهاب الظلامي بسوريا والعراق لتكون تلك الجماعات التكفيرية رأس حربة في مخططات الشر وخرائط الدم والدمار والترحيل والتهجير بقدر ماتشكل النقيض لثقافة المحبة والتسامح التي تتجلى كأوضح مايكون في مصر..انها مصر التي باركها السيد المسيح فيما اكد سيدنا ونبينا محمد على انها "كنانة الله في ارضه من ارادها بسوء قصمه الله".
وكان المفكر الاستراتيجي الراحل جمال حمدان قد لفت الى ان الأقباط "اقرب المسيحيين في العالم الى الاسلام بمعنى أو آخر وفي هذا تفرد يضاف الى تفرد مصر بعامة, فكما ان مصر فلتة جغرافية فان الأقباط فلتة طائفية".
واوضح جمال حمدان :"قد لاتوجد بل قطعا لاتوجد اقلية دينية في العالم كالأقباط في مصر , فليس في العالم أقلية دينية عاشت في اعمق اعماق احضان الاسلام وعايشته حتى النخاع في حنايا وظلال مجتمع اسلامي وحضارة اسلامية بالكامل كالأقباط, أقلية مشبعة تماما بالجو والبيئة".
ويضيف الراحل العظيم والمثقف الكبير وعاشق مصر الذي استطاع بمهارة فائقة ان يحول علم الجغرافيا بتضاريسه وجباله ووديانه الى سيمفونية موسيقية رائعة :"ليكن اقباطنا همزة الوصل وأداة الربط ورابطة الصداقة بين المسيحية والاسلام كما بين مصر والغرب وليكن هذا ايضا دور المسيحية العربية على وجه العموم".
وفي كتاب صدر بعنوان :" صفحات من اوراقه الخاصة" اكد الدكتور جمال حمدان على ان مصر ببساطة "اقدم واعرق دولة في الجغرافيا السياسية للعالم وهي غير قابلة للقسمة على اثنين او اكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة".
واعتبر أن "مصر هي قدس اقداس السياسة العالمية والجغرافيا السياسية ومن المتصور تماما وان بدرجات متفاوتة ان تنكمش او تنقسم كل دول العالم الا مصر لأن مصر السياسية هي ببساطة من خلق الجغرافيا ونبت طبيعي بحت".
وهكذا وعلى النقيض مما تصورته القوى المعادية لمصر والإرهاب العميل فإن الحادث الإرهابي الآثم الذي تعرضت له أمس الكنيسة البطرسية وأدمى قلوب كل المصريين لن يزيدهم إلا تمسكا بثقافة المحبة وتعزيزا لوقفتهم المنتصرة على محاولات آثمة لاشعال الفتنة وتمزيق نسيجهم الوطني.
انها مصر االتي احتفت بالمسيح وآمنت بالرسالة المحمدية لتستظل بمئذنة ونخلة ومسلة وكنيسة وتخفض جناح محبتها وتمدد من راحتيها كرما لايضام..مصر التي سارت على الجراح مرنمة لحن الخلاص برؤية للحرية لاتحني الجبين كالنخل المديد ورؤيا للخلود ومدى يعانق الأبد ليكون ميلاد جديد ومتجدد في ارض المحبة.