في مشهد الوداع الأخير، وعلى شفا خطوات من نهاية علاقتهم بالدنيا، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه قد تم القصاص، وانه تم تحديد هوية منفذ العملية الإرهابية التي أودت بحياتهم، لكن اللقطة الأخيرة لم تكتمل كما يجب، فالعدل لم يقتص ولم تكن الدولة كذلك، كما أن تضارب الروايات وما تلاها من تفاصيل خلق بعضًا من الجدل حول منفذ حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية.
"حزام ناسف" خلال تقديمه العزاء للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعلن الرئيس السيسي، اليوم الاثنين، أنه تم تحديد هوية المنفذ لتفجير الكنيسة، وأنه نفذ التفجير مستخدمًا "حازمًا ناسفًا" وليس مواد متفجرة، وهو بعكس ما تم تداوله منذ أمس، حيث تداول تصريحات لمصادر بان سبب التفجير "قنبلة" مصنوعة من مواد متفجرة "شديدة الانفجار" وتزن 12 كيلو جرامًا، في رواية مختلفة عما اعلنه الرئيس.
"سيدة أم شاب"وبخلاف رواية الرئيس التي أعلنها اليوم، فإن مصادر أمنية أكدت أمس، أن المتسبب في تفجير الكنيسة "سيدة" استخدمت حقيبة لإدخال المتفجرات إلى داخل الكنيسة، إلا ان الامر تطرق إلى استخدام السيدة لملابسها الداخلية لإخفاء المتفجرات.
الأمر لم يتوقف عن وصف السيدة، بل وصل إلى تحديد سنها بانها سيدة ستينية دخلت الكنيسة وهي تدفع عربة وبها طفل صغير استخدمته لتخبأ المواد المتفجرة تحته، ووضعت المتفجرات في الجزء المخصص للسيدات بالكنيسة، إلا ان رواية الرئيس جاءت على النقيض تمامًا، حيث أعلن أن منفذ التفجير "شاب" وليس سيدة، وأنه لم يستخدم متفجرات ولكنه استخدم حزامًا ناسفًا.
"الإرهابي عمره 22 عامًا"في ملعومات متداولة عن منفذ العملية الإرهابية بتفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، والذي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، انه يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، وأنه يبلغ من العمر 22 عامًا، تبين أن اسمه يحمل اتهامًا في قضية، وان صحيفته الجنائية ليست بيضاء.
وتم اتهام "مصطفى" منذ عامين، في محافظة الفيوم، وهو مقيم بقرية عطيفي بمركز سنورس بالفيوم، وبحوزته فوارغ طلقات آلية، وتحرر محضر بالواقعة رقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم، وبعد إعلان الرئيس عن أنه منفذ العملية، وأنه يبلغ من العمر 22 عامًا، تبادرت الأسئلة حول عمره الحقيقي، فبحسب تاريخ القبض عليه منذ عامين كان عمره 15 عامًا (بحسب بيان الداخلية حينها في 2014) فكيف بلغ 22 عامًا في 2016.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن اليوم الاثنين، أن منفذ تفجير الكنيسة شاب يبلغ من العمر 22 عامًا ويدعى محمود شفيق محمد مصطفى ومعه 3 شباب وسيدة، مضيفًا أن الشاب دخل الكنيسة وفجر نفسه بحزام ناسف، وأن أجهزة الأمن تقوم منذ الأمس بتجميع جثة الشاب ورفقائه للوصول لكافة المعلومات متوعدًا بالوصول لكافة الجناة والقصاص منهم.