رسائل تحمل بين جنباتها الكثير من المآسي والحزن، كلمات تسيطر على حروفها رائحة الدم، حروف يغلب على طابعها الوجع، لسان حالها يقول "أعطونا حقنا في الحياة، أعطونا مهلة كي نحتفل برأس العام معكم".
على الرغم من أن الجريمة كانت تحصل في وضح النهار وتنقلها جميع الشاشات، الا أن جميع المشاهد حملت شعار "لم يحضر أحد"، لا أحد يريد أن يستمع لنداءات الاستغاثة التي لم تتوقف.. لذا فلن يسامح السوريون أحداً طالما أن العالم لم يفعل شيئاً من أجلهم.
لم تكن نوافذهم متاحة لفتحها والصراخ في وجه قاتليهم، وأصبحت النافذة الوحيدة المتاحة لديهم هي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن ما يمرون به من خلالها.. لذا نرصد في السطور التالية أبرز هذه التدوينات التي حملت بين جنباتها الكثير من الآهات.
يقول أمين الحلبي المحاصر داخل حلب: "أنا بانتظار الموت أو الأسر، من قبل نظام الأسد، ولكن يشرفني أن أموت منتصراً على تراب أرضي خيراً من أن يأسروني أو أن أكون من صفوف ميلشياتهم التي لا دين لها".
وتابع امين "سامحوني وادعوا لي بالمغفرة واذكروني بالخير، لعله آخر منشور أقوم بنشره بسبب تقدم قوات النظام علينا، حقاً ما يحصل في حلب الآن شبيه بيوم القيامة".
لم يكن أمين وحده الذي أتاه هذا الشعور حيث قال أحمد مكية المحاصر أيضا في حلب "حلب المحاصرة الآن، تشبه يوم القيامة، ما حدا سائل على حدا، وما حدا لحدا، والكل ما بيعرف شو رح يعمل، ووين رح يروح، الله يلطف بس".
شاركتهم هناء قصاب في التعبير عن رأيها قائلة: "حلب تمتلئ بالجثث والجرحى وفرق الدفاع المدني غير قادرة على الحركة، وقصف عنيف بكل أنواع الأسلحة يدمر البشر والحجر، شوارع حلب مكتظة بقتلى المسلمين، حسبنا الله ونعم الوكيل".