معركة حلب تدخل مراحلها الأخيرة.. القوات الحكومية تدحر المعارضة وسط اتهامات بمجازر وإعدامات جماعية للمدنيين.. ولافروف: محادثات روسيا مع واشنطن وصلت لطريق مسدود
انتهت أحداث معركة حلب ودخلت في مراحلها الأخيرة أمس بقيام قوات النظام السوري بهجوم بري واسع على ما تبقى من أحياء حلب المحاصرة، الذي تم بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على منطقة لا تزيد مساحتها على أربعة كيلومترات في أحد أحياء حلب المحاصرة.
وقامت قوات النظام السوري، بتكثيف القصف المدفعي على أحياء سيف الدولة والمشهد والسكري وصلاح الدين وأجزاء من حي الإذاعة، وتمكنت القوات الحكومية بذلك من تحقيق مكاسب كبيرة ضد قوات المعارضة التي تقهقرت في مساحة محدودة، إلا أن القصف خلف عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى وسط عجز الدفاع المدني عن انتشال الضحايا، ما تسبب في انتشار الجثث بالشوارع أو تحت الأنقاض، وانهيار الوضع الإنساني في حلب.
ولتوضيح الرؤية من جانب الخبراء، قال مصدر عسكري رفيع المستوي، في تصريحات صحفية: إن معركة حلب في "مراحلها الأخيرة" وأن الجيش لا يزال يمشط أحياء بستان القصر والكلاسة والزبدي والعامرية وتل الزرارير، للتأكد من خلوها من مقاتلي المعارضة.
ومن جانبه، أشار اللواء بجيش النظام زيد الصالح -في تصريحات لمجموعة من الصحفيين في حي الشيخ سعيد بعد استعادته من المعارضة، إلى أن المعركة في حلب يجب أن تنتهي سريعا، وأضاف قائلا: الوقت محدود جدا، إما الاستسلام أو الموت.
بينما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من أوضاع المدنيين في حلب وسط انتشار تقارير عن تعرضهم لمجازر واسعة وحرقهم أحياء، وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية: إنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات بحق عدد كبير من المدنيين في حلب، مناشدا كافة الأطراف العمل على حماية المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض: إن 60 شخصا قتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون عندما اقتحم الجيش السوري عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب الإثنين.
وأكد يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشئون الإنسانية أن سوريا وروسيا ستخضعان للمساءلة عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون في حلب، بينما علق الكرملين الروسي على عدم ورود معلومات حول ارتكاب المسلحين جرائم وحشية في حلب في بيان لمستشار المبعوث الأممي إلى سوريا يان إيغيلان يدل على أنه لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس: إيغيلان، على ما يبدو، لا يملك معلومات حول ما يحدث في حلب، وإلا فإنه سيلفت انتباهه إلى تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين، أن امتناع المسئول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سوريا وحلب.
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس، أن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وصلت إلى طريق مسدود، متهما الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين بالوقوف وراء التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش في تدمر لتخفيف الضغط عن المعارضين في حلب.
وقال لافروف: إن بلاده على استعداد للتفاوض سريعا مع الولايات المتحدة بشأن فتح ممرات لانسحاب مسلحي المعارضة من حلب، مطالبا بضرورة الوصول لاتفاق بشأن ذلك قبل إعلان أي وقف لإطلاق النار.
وأضاف: وافق نظراؤنا الأمريكيون على ذلك وفي الثالث من ديسمبر عندما التقيت بوزير الخارجية جون كيري في روما أيدوا مثل هذا المفهوم حتى أنهم منحونا موافقتهم مكتوبة، ولكن بعد 3 أيام نقضوا هذا الاتفاق وعادوا إلى موقفهم القديم الذي يواجه طريقا مسدودا وهو أن الاتفاق على ممرات إنسانية ينبغي إعلان هدنة.. وكما أفهم هذا يعني فقط منح المتمردين فسحة".
وفي ظل الأحداث المتصاعدة في حلب، صرح مسئول تركي كبير، أمس الثلاثاء، بأن مسئولين من تركيا وروسيا سيعقدون اجتماعا، اليوم الأربعاء، في تركيا لتقييم الوضع في حلب السورية، وذلك بعد أن سيطرت القوات الحكومية وحلفاؤها بالكامل على أحياء انسحب منها مقاتلو المعارضة.
وأوضح المسئول في تصريحات صحفية، أن الاجتماع سيبحث في احتمال فتح ممر لخروج المقاتلين والمدنيين، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لافتا إلى أن تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة، وكذلك مع إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية، للعمل على إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب.
وبعد ضجيج القفص وصرخات القتلى، خيمت الآن لحظات الهدوء على مدينة حلب السورية توقفت، في وقت متأخر اليوم الثلاثاء، لأكثر من ساعة، بعد التوصل لوقف إطلاق النار، في إشارة على ما يبدو إلى انتهاء القتال.
واتفقت قوات المعارضة مع روسيا حليفة دمشق على أن يوقف الطرفان إطلاق النار قبيل إجلاء المقاتلين وبعض المدنيين من آخر أحياء خاضعة للمعارضة في المدينة، على أن يبدأ ذلك في الساعة الخامسة "03:00 بتوقيت جرينتش" صباح الأربعاء.