رعب في حلب والجميع يترقب المشهد الأخير.. سوريون يودعون العالم

ابن العاشرة يئن فلا ينفطر لأنينه كبد، ولا يرق لتوجعه فؤاد، لا يكاد يفهم شيئا مما يجري حوله، نظرات شاردة في عالم المنتظرين للموت، رجال يتوجعون ونساء لا حول لها ولا قوة، مشاهد حية هناك في حلب، حيث الجثث منتشرة في كل مكان، حتى بات الموت أمنية يطمح إليها كل من يعيش تحت سقفها.

هذا صوت استغاثة وهذا صوت صرخات، وذاك عويل طفل، مشاهد مؤلمة لا توصف بكلمات ولا صور، كلمات كافية لنقل حجم المأساة التي تعيشها حلب، فكل من استطاع أن يطلق صرخة من حلب في الساعات الأخيرة أصبح من دم، وكأنهم جميعًا يعدّون لحظات حياتهم الأخيرة.

فيلم رعب

"صالة سينما عملاقة تعرض فيلم رعب والجميع يترقب المشهد الأخير للنهاية المأساوية"، بهذه الكلمات لخصت الشابة الحلبية "زين" الواقع المرير في حلب.

وتابعت "متوحدون في صمتنا ننصت لصوت شحذ السكاكين المعدّة مسبقاً لذبحنا كخلفية موسيقية تصبغ أحداث حياتنا الأخيرة، لكننا سنموت ونحن على يقين بأننا لم نخذل يوماً من خذلنا".

أيامنا الأخيرة

وبصوت حزين يظهر مدى الأسى الذي يعتريه، بدأ شاب سوري رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "الطقس ممطر الآن، والقصف هدأ بعض الشيء، ميليشيات الأسد تبعد ربما 300 متر من هنا، لا مكان آخر للجوء، هذه هي الأيام الأخيرة أتمنى التواصل معكم مرة أخر عبر "البيرسكوب"، أعتقد أننا تقاسمنا لحظات كثيرة داخل حلب، حقا أنا لا أعرف ماذا أقول، ولكن آمل، حقا آمل أن تتمكنوا من فعل شيء ما لأهالي حلب، لابنتي، ولأطفال آخرين.

يتابع الشاب وعيناه تترقرق بالدموع "لا تؤمنوا بعد الآن بالأمم المتحدة، ولا بالمجتمع الدولي، لا تعتقدوا أنهم غير راضين بما يحصل، بل هم راضون بأننا نقتل، وبأننا نمر بواحدة من أروع المجازر في التاريخ الحديث، روسيا لا ترغب أن نخرج من هنا أحياء، روسيا لا ترغب بخروجنا من هنا أحياء، تريدنا أموات، كذلك الأسد.

يكمل الشاب رسالته "بالأمس كانت هنالك احتفالات في الجانب الآخر من حلب يحتفلون على أجسادنا، ولكن على الأقل نحن نعرف أننا كنا شعبا حرا أردنا الحرية، لم نكن نريد أي شيء آخر غير الحرية".

رسالة موجعة

كما كتبت فتاة روسية رسالة أخرى يملؤها الحزن وتحمل بين طياتها رائحة الدم قالت فيها "أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات، فلم يعد هناك سلاح أو رجال يحولون بيننا وبين وحوش ما يسمي جيش الوطن".

وتابعت الفتاة "سأنتحر لأنه في حلب قامت القيامة ولا أعتقد أن هناك جحيم أكثر من هذا.. وكلي علم أنكم ستتوحدون على دخولي النار، الشئ الوحيد الذي سيوحدكم هو انتحار فتاة.

فيما لم تجد تلك الممرضة الحلبية أمامها إلا خيار الانتحار "خوفًا من أن يغتصبها الشبيحة المجرمون لا سيما بعدما رأتهم يغتصبون زميلتين لها أمامها" بحسب ما جاء في رسالة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

دفنهم أحياء

وقد تكون عبارة "إكرام الجرحى في حلب دفنهم" التي يصف فيها مدير الدفاع المدني في المدينة عمار سلمو، الوضع في المدينة، كافية لنقل حجم المأساة التي تعيشها العائلات المحاصرة.

"ضاعت الآلة الحاسبة في حلب ولم يعد لدينا القدرة على احتساب عدد القتلى بعدما تحوّل عملنا إلى جمعية لدفن الموتى نجمع القتلى والأشلاء"، وبهذه الكلمات اختصر عمار سلمو، الوضع في المدينة، مضيفا: "أصبحنا عاجزين عن مساعدة الجرحى أو حتى انتشال القتلى من تحت الأنقاض، فيما بات مصير عدد كبير منهم مجهولا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً