أكدت الصين اليوم الأربعاء أن التمسك بمبدأ "الصين الواحدة"، هو الأساس السياسي لنمو العلاقات بينها والولايات المتحدة وحجر الزاوية بالنسبة لتحقيق السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، محذرة من أن تجاهل هذا المبدأ أو خرقه سينعكس بشكل خطير على الأوضاع فى المنطقة.
جاء ذلك في تعليق المتحدث بأسم مكتب شئون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) "آن فنغ شان" ردًا على التصريحات الأخيرة للرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب بشأن سياسة "الصين الواحدة".
وحذر المتحدث من التأثير السيء لأي محاولة للمساس بتلك السياسة أو انتهاكها على استقرار العلاقات بين بكين وواشنطن.
وقال إن قضية تايوان هى قضية تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها ومصالحها الأساسية، مؤكدًا أنه لا يوجد سوى صين واحدة، وأن البر الرئيسى الصينى وتايوان ينتميان إلى تلك الصين الواحدة، مشددا على أن هذه الحقيقة لا جدال عليها ومعترف بها من قبل القانون والمجتمع الدولي وأن أى محاولة لاستقلال تايوان والوقوف فى وجه تلك الحقيقة ستنتهى إلى طريق مسدود.
وكانت وزارة الدفاع الصينية أعربت يوم الجمعة الماضية عن معارضتها الشديدة لتصديق الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكى للسنة المالية 2017، والذى يتضمن لأول مرة بنودا لتسهيل التبادلات العسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان.
وقال المتحدث بأسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يوى جون - في بيان - إن الكونجرس الأمريكي تجاهل بصورة كبيرة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بموافقته على هذا القانون الذى تسمح بنوده بالتبادلات الرسمية العسكرية رفيعة المستوى، وتمنح تايوان وضع المراقب في المناورات العسكرية والبحرية الأمريكية، كما تدعم قيام الولايات المتحدة بمبيعات أسلحة إلى تايوان.
وأكد المتحدث أن الصين تحتفظ بحقها في اتخاذ التدابير التي تراها مناسبه حيال هذا القانون الأمريكي، وشدد على أن قضية تايوان هي قضية تتعلق بسيادة البلاد وسلامة أراضيها، أى انها مرتبطة بمصالح الصين الجوهرية.
وأضاف أن موقف الصين كان ولايزال دوما واضحا وثابتا فهى تعارض تماما قيام الولايات المتحدة بأى نوع من التبادلات الرسمية أو التفاعلات العسكرية مع تايوان كما أنها ترفض أي مبيعات للسلاح إلى تايوان.
وقال" يانغ" إن الكونجرس بموافقته على مشروع القانون حاد عن مسار التاريخ، محذرا من أن هذه الخطوة من الجانب الأمريكي تعد تدخلا في الشئون الداخلية للصين، وتضر بالاستقرار في مضيق تايوان، وتتعدى على سيادة الصين وأمنها ومصالحها.
وحذر كذلك من أن الولايات المتحدة ستضر في نهاية المطاف بمصالحها الخاصة، وقال إن الخطوة التى اتخذتها تثبت عودتها الى عقلية الحرب الباردة، مطالبا إياها بالاعتراف بخطأها واتخاذ تدابير فورية وفعالة لتصحيح هذا الخطأ من أجل منع المزيد من الضرر للعلاقات العسكرية الامريكية الصينية.
وأكد أن الفشل سيكون دوما مصير مخططات الانفصاليين فى تايوان لاستخدام قوى أجنبية لتقويض سيادة الصين وسلامة اراضيها، واستطرد قائلا: إن هذه المخططات ستزيد من تصميم الجيش الصينى على الوقوف فى وجه هؤلاء الانفصاليين ويزيد من عزمهم على تعزيز وحدة البلاد بكل قوة وثقة.
من جانبها حذرت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة من تأثير هذا القانون على العلاقات بين البلدين، حيث طالب المتحدث بأسم الخارجية" لو كانغ" فى تصريح صحفى الجانب الأمريكي على التعامل بحذر مع قضية تايوان وعدم العودة بعجلات الزمن الى الوراء.
كما حث "لو" واشنطن على الالتزام بسياسة "الصين الواحدة"والمبادئ الواردة بالبيانات المشتركة الثلاثة التى ترتكز عليها العلاقات بين البلدين وحذرها من الإضرار بالمصالح والعلاقات الصينية الامريكية المشتركة.