شهدت أسعار السجائر زيادات دورية خلال العام الجاري 2016، بعد فرض ضريبة القيمة المضافة والقرارات الحكومية الأخيرة، حتى بلغت نسبة الزيادة بنهاية العام لبعض الأصناف الأجنبية ما يقارب الـ 100% وهو ما أدى إلى اشتعال المنافسة بين المنتجات المحلية التى تحتكرها الشركة الشرقية للدخان والتى بدأت دراسات لطرح منتجات جديدة تنافس المنتج الأجنبي وبأسعار أقل كثيرًا، وبين المنتجات الأجنبية التى تعمل وفق معايير جودة معينة، رغم أنها تصنع أيضًا بمصانع الشركة الشرقية للدخان.
وكانت الزيادات في الماضي غالبًا ما تشمل كل الأنواع المحلي والأجنبي ويسبقها غالبًا قرار حكومي بزيادة الضرائب أو الرسوم، ولكن الغريب أن إحدى الشركات الأجنبية وهي "فليب موريس"، قامت أمس برفع أسعار منتجاتها منفردة، مرجعة ذلك إلى ارتفاع أسعار الدولار وأن كافة الخامات يتم استيرادها من الخارج وبالتالي وجب عليها رفع السعر لتحقيق التوازن في الأنتاج.
وقامت بزيادة أسعار منتجاتها من أصناف سجائر"مارلبورو، ميريت، إل أم، نكست" بقيمة جنيهان لكلًا منها، لتصل نسبة الخزانة العامة للدولة من قيمة الزيادة إلى ما يقرب من مليار جنيه.
حيث كشف مصدر مسئول بالشركة أنها تنتج حوالي 20 مليار سيجارة يوميًا، بما يوازى مليار علبة سجائر وبالتالي فإن قيمة الزيادة ستصل إلى 2 مليار جنيه تذهب 50% منها للشركة، و50% للخزانة العامة للدولة.
الموقف الحكومي
كان موقف الحكومة من زيادة أسعار السجائر سلبى دائمًا، فرغم أنها مصنفة كسلعة استراتيجية، لكنها أيضًا ضارة بصحة الإنسان وبالتالى فارتفاع السعر لا يلقى اعتراض الكثيرين، كما أنها مستفيدة من أى زيادة في الأسعار حيث أنها تحصل على 50% من قيمة الزيادة بجانب الضرائب المقررة على كل علبة سجائر.
الشرقية للدخان
كان موقف الشرقية للدخان، الشركة الوطنية التى تحتكر صناعة الدخان في مصر، وتصل حصتها السوقية إلى 70.8% مقابل 29.2% للشركات الأجنبية، هو تثبيت أسعار السجائر المحلية لتحقيق التوازن السعري بالسوق.
وقال مصدر مسئول بالشركة في تصريح خاص، أن من حق الشركات الأجنبية تحريك الأسعار ولكن كل تحريك يؤثر على حصتها في السوق المصري.
وكشف أن الشركة تستعد لطرح منتجات جديدة في الشريحة السعرية المتوسطة لمنافسة المنتجات الأجنبية، ونعمل حاليًا على أنتاج نوع جديد من السجائر أطلقنا عليه أسم "جولدن وست" ستنزل السوق خلال اسبوعين في الشريحة الوسطى توازى الـ "إل أم" بسعر 14.5 جنيه.
وأوضح المصدر، أن الشركة الشرقية للدخان تستورد نحو 85% من الخامات ومستلزمات الإنتاج، وبالتالي فإن أى زيادة في سعر الصرف تؤثر على التكلفة بنفس النسبة على الأقل وتكون هذه الزيادة تدريجيًا، حيث أن الشركة تتبع طريق المتوسط في تقييم مخزوناتها، علمًا بأن الشركة لديها مخزون من الدخان يكفي لمدة 12 شهر تقريبًا، ومخزون من الخامات الأخرى والمستلزمات يكفي الاستخدام لمدة 6 أشهر، وتم فتح الاعتمادات المستندية فور تعويم الجنيه لاستكمال هذه الأرصدة إلى المعدلات السابقة.
أما الشركات المنافسة الأخرى وهي شركة النخلة، أو بريتيش أمريكان توباكو، لم يقوما برفع أسعار منتجاتهما حتى الأن، وإن كان هناك توقعات باتجاههما إلى ذلك خلال الفترة المقبلة.