في كرة القدم قلما تجد القائد، فنشاهد فتيان تجري بالكرة على المستطيل، تعرف كيف تركلها وتداعبها، ولكن لا تعرف كيف تصنع خطة الانتصار، ولا كيف تلهب حماسة الرفاق، هذا النموذج يتوفر فقط عند حسام غالي الي جمع بين ثورة الفرعون على زملاءة وانكسار العاشق تجاه ناديه ومنتخب بلادة فدفع الثمن ازمات اعقبها ازمات، ولكن كلها لم تنل من موهبة الكابيتانو او من حب جماهيرة وفي ذكري ميلادة الـ 35 نقدم لكم هذة المسيرة الحافلة من خلال هذا التقرير للقائد حسام غالي.
ولد حسام غالي فى محافظة كفر الشيخ ولعب الكرة أولاً فى نادى بيلاً ثم انتقل إلى ناشئى النادى الأهلى وذاع صيته كثيراً أيام جيل منتخب الشباب الحاصل على برونزية العالم فى عام 2001 وبدأ بعدها رحلة احتراف فى أندية فينورد وتوتنهام والنصر السعودى ولكنه عاد ثانية إلى موطنه الأصلي النادى الأهلى ليصنع منذ ذلك الحين أمجاداً وبطولات ويصبح اللاعب الأكثر خبرة فى النادى فمجرد وجود اسم حسام غالى ضمن تشكيلة اللاعبين يشعر الجماهير بالاطمئنان على منتصف ملعب النادى الأهلى.
يتميز حسام غالي بالقوة والسرعة والمهارة فى آن واحد وهى امكانيات لا تجتمع كثيراً فى أى لاعب، خاصة إن كان يشاركه كل هذه الصفات الإخلاص والتركيز فى الملعب فهو ليس لاعب خط وسط فقط بل هو صانع ألعاب مميز ومراوغ جيد يجذب انتباه الجماهير وتصفيقهم بلمساته الفنيه وسباق دائماً إلى الكرات الصعبة التى تنال إعجاب مدربيه وجماهيره.
على الرغم من المشكلة التى حدثت بينه وبين مدربه فى نادى توتنهام مارتن يول عندما ألقى اللاعب قميصه فى وجه المدرب بعد أن أشركه الأخير فى بداية الشوط الثانى ثم سحبه بعدها بسبع دقائق إلا أن تلك الحادثة لم تكن لتنهى مشوار احترافه فقد كان أمام حسام غالي الكثير ليقدمه وبالفعل قدمت له عدة عروض وتوجه بالفعل إلى نادى النصر السعودى وفى خلال تلك الفترة عرضت عليه عدة أندية أوروبية كبيرة الانضمام لصفوفها ولكنه آثر الانتظار حتى يعود لمستواه القوى وحين عاد لمستواه وبدأ فى دراسة العروض المقدمة له تغلبت عاطفته على عقله وآثر الرجوع لوطنه ولناديه الأول النادى الأهلى نظراً لما لمسه من حب الجماهير له وبالفعل لم يخذلهم أبداً وبات يحصد البطولات والألقاب متسلحاً بحب الجماهير حتى أصبح حسام غالي أحد الأعمدة الأساسية للفريق وأصبح اسمه ليس بعيداً عن أسماء العظماء الذين سجلوا اسمهم فى تاريخ النادى بحروف من ذهب.
على الرغم من أن حسام غالي قام بارتداء شارة قيادة فريق النادى الأهلى لفترة إلا أنه عقب بعض الخلافات قام مجلس الإدارة السابق بسحب الشارة منه ويرتديها بدلا منه الآن اللاعب عماد متعب على أن يرتديها فى حال غيابه اللاعب حسام عاشور ولكن الجماهير الآن تطالب بعودة الشارة للاعب الأكثر خبرة والاكثر إخلاصاً للفريق ومن المتوقع عودة الشارة إليه قريباً جداً خاصة مع دعم اللاعب عماد متعب نفسه لحسام غالى ووقوفه في صفه فى تك النقطة وعن موضوع الشارة تحدث حسام غالي قائلاً أن الشارة فى حد ذاتها لا تعنى له شيئاً ولكنه يفضل البطولات والألقاب لأن الكرة فى الأساس تلعب للجماهير وما يهم الجماهير هو الأهداف والللعب الجيد والبطولات ولا يعنيها من يرتدى شارة قيادة الفريق.
يتمنى حسام غالي أن يضم إلى سجل بطولاته وإنجازاته إنجازاً كبيراً كثيراً ما حلمت به الجماهير المصرية وهو التأهل لكأس العالم والذى أصبح المصريون يرون أنه به لعنة خاصة تمنعهم من دخوله فعلى الرغم من تسيد المنتخب المصرى لأفريقيا على مدة ثلاث بطولات متتالية ولكنه أخفق فى الوصول إلى كأس العالم وهى ليست المرة الأولى ولكن على مر العصور سواء كان مستوى المنتخب ولاعبيه عال جداً أو متواضع جداً فإنهم لا يتمكنون من التأهل إلى تلك البطولة الأصعب والأقوى والأكثر جماهيرية لذلك يسعى حسام غالي ويحلم بأن يكون أحد اللاعبين المصريين المتأهلين لكأس العالم 2018 حتى يسطر اسمه فى تاريخ الكرة المصرية ويبرهن للجماهير على أن حبها له وثقتها به ليست على فراغ بل أنه أهل للمسئولية وأهل للثقة وأضاف حسام غالي فى أحد التصريحات الصحفية أن الجيل الموجود حالياً من اللاعبين لا يمتاز فقط بالمهارة والسرعة بل أنه يتميز أيضاً بما هو أهم من ذلك وهو التجانس وفهم اللاعبين لبعضهم البعض وسهولة التحرك بدون كرة لذلك فهم يستطيعون خلق الفرص والاستفادة من أنصاف الفرص و مباغتة الفرق المنافسة وهو ما يجعله يرى أن فرصة وصول المنتخب المصري للبطولة الأقوى فى العالم كبيرة هذه المرة.