أزمة في الإعلام بسبب تفسير "الفاتحة".. والأزهر يرد

صورة ارشيفية
كتب :

بدأت خلال الأيام الماضية حملة واسعة للمطالبة بتجديد الخطاب الديني الذي يرى البعض أنه وراء الإرهاب، ووراء الفتنة الطائفية، وكان تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع الاحد الماضي، من بين توابعه.

ولم يقتصر الأمر عند الحديث عن تجديد أساليب الخطاب أو تنقيح كتب التراث، بل وصل إلى حد أن نالت سهام النقد تفسير السورة الأعظم في القرآن الكريم، وهي سورة الفاتحة، وتحديدا، الآية الأخيره منها، وقوله تعالى "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"؛ لأن عددا من التفاسير تقول بأن المقصود بالمغضوب عليهم هم اليهود أما الضالين فهم المسيحيين.

وشن الإعلامي تامر أمين، هجوما على تفسير سورة الفاتحة بكتاب مدرسي، حيث قال أمين: "احنا كده بنربي إرهابي، دي كارثة، مفيش عاقل يسمح بهذا الهذي إنه يدرس للعيال".

وفي حلقته المذاعة على فضائية "الحياة"، يوم الأحد، استضاف "أمين"؛ المحامي القبطي إيهاب رمزي، الذي عرض جزءا من تفسير سورة الفاتحة في كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي لآية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، وأن الضالين هم النصارى والمغضوب عليهم هم اليهود.

وعلّق تامر أمين: " ده كارثة لو مكتوب فعلا في كتاب الدين يبقى كارثة، وولادنا في ساتة ابتدائي بيتعلموه تبقى كارثة ولو وزارة التربية والتعليم عارفة تبقى كارثة، ولو مش عارفة تبقى كارثتين، احنا كده بنربي إرهابي"، بحسب تعبيره.

في حين رد رمزي: "احنا كده بنهيئ ناس في حالة ينجم عنها الخطر، والدولة استيقظت على الخطاب الديني استيقاظ متأخر". وهنا قال أمين: "مفيش عاقل يسمح بهذا الهذي إنه يدرس للعيال".

وهاجم الإعلامي محمد الغيطي، كذلك هذا التفسير، حيث عرض لتفسير سورة الفاتحة، في كتاب بالمرحلة الابتدائية، وصف النصارى بالضالين، مضيفا: "مش عارف من أي تفسير هذا الكلام، وازاي المدرس يسقي النشئ هذا الفكر الإرهابي، ويزرع بذور الفتنة بين الطلاب".

ومن جانبه، يرى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، أن بعض التفاسير تذهب إلى تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى، مشيرا إلى أن هذا التفسير ليس هو الراجح؛ لأن وصف المغضوب عليهم أطلقه القرآن على مسلمين في قوله تعالى "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (93) [النّساء]، فالله تعالى هنا وصف القاتل وإن كان مسلما، بالمغضوب عليه والمطرود من رحمة الله، وكذلك جاءت الضالين لوصف كثير من الأفعال للمسلمين.

وأضاف "الجندي" في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن هذا التفسير، الذي يفسر الضالين بالنصارى، هو تفسير منفرد، لا يتناسب مع جوهر الدين ومقاصد الشرع الحنيف، موضحا أن القرآن يقر أن المسيحيين بينهم الصالح والطالح شأن كل الفئات، وأنهم ليسوا سواء في قوله تعالى " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ( 113 ) يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (114)" (آل عمران).

وأكد أن من ذهب إلى هذا التفسير نظر لواقعة بعض اليهود الذين آذوا الرسول، وبعض المسيحيين الذين نقضوا العهد مع الرسول، موضحا أن هذا تعميم وخلط، ومن يتبعون هذا النمط في التفسير في هذا الموضع وغيره، نظرتهم قاصرة فهم لم يتأملوا حكمة الشرع ومقاصد القرآن الكريم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً