أظهر مقترح النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بتخصيص حصة لتعليم الأخلاق بين الطلاب المسلمين والمسيحيين، حالة من الدهشة بين النواب، حول تنفيذ هذا المقترح، وتوفير مدرسين أكفاء يستطيعوا توصيل هذه الأخلاقيات للطلاب.
وأوضح النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، على ضرورة وجود حصة للأخلاق تجمع بين الطلاب المسلمين والمسيحين ويقوم بتدريسها مدرس الحصة الدينية المسلم والمسيحي، مؤكدًا أن الشخص الإرهابي الذى فجر الكنيسة وانتحر لا يفهم حقيقة الدين الإسلامي.
مواقع التواصل الاجتماعي تهاجم مناهج التربية والتعليم
وكانت قد ترددت معلومات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تتهم فيها مناهج التربية الدينية بتضمنها عبارات مسيئة للديني المسيحي الأمر الذي أثار موجة عارمة من الغضب.
وفي السياق ذاته ردت وزارة التربية والتعليم بأنه ليس له أصل من الصحة، وأن كتب التربية الدينية خالية تماما من كل ما يثير الفتنة أو التعصب، وأنه قد تمت مراجعة كتب التربية الدينية الإسلامية والمسيحية بلجنة علمية من تربويين، ووزارة الثقافة وعلماء الأزهر، والكنيسة، ورموز من الصحافة؛ تمثيلًا للرأي العام.
بينما الوزارة أشارت إلى أن هذه الادعاءات ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في شهر أكتوبر 2016، خبر تحريف القرآن الكريم في منهج الصف الخامس الابتدائي وبالتحديد في سورة التكوير بالرغم من أن سورة التكوير ليست مقررة بالصف الخامس الابتدائي، وقد ثبت سلامة طباعة كتب الوزارة.
أكدت الوزارة على التزامها بمعايير الدقة، والأمانة العلمية، وحرصها على الثوابت الوطنية، وأن هذه ليست الا محاولات لإثارة الفتن بين المواطنين.
لذا تهيب الوزارة بوسائل الإعلام المختلفة بتحري الدقة، والتواصل مع الجهات المعنية بالوزارة قبل النشر
أزهريون: وضع مادة دراسية واحدة للمسلمين والمسيحين "وجهة نظر"
يرى الدكتور عادل محمود المراغي، أستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، إن مطالبة الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بوضع منهج ديني موحد وجهة نظر ستعمل على القضاء على التطرف.
وأشار "المراغي" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن المقصود من وضع منهج موحد هو توحيد منهج الأخلاق بعيدا عن منهج التربية الدينية، موضحا أن هناك قيم مشتركة بين الأديان من بينها التسامح والتعاون والعدل وحسن المعاملة مع الناس.
من جانبه قال الدكتور أحمد محمد عيد، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن مطالبة الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بوضع منهج موحد في مادة موحدة في مادة التربية الدينية أمر مرفوض تماما.
وأشار "عيد" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إلى أن كل دين له خصائصه وطقوسه وتعاليمه الدينية، فكيف أطالب الطالب أن يتعلم أصول دين آخر من الممكن أن تتنافى مع أصول الدين الذى نشأ عليه.
وأوضح أستاذ الحديث، أن فكرة توحيد منهج الدين الإسلامي والمسيحي في مادة واحدة يصل بنا في نهاية المطاف إلى إلغاء مادة التربية الدينية، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى تعميق مادة التربية الدينية سواء الخاصة بالمسلمين أو المسيحيين.
ويرى الدكتور مختار محمد، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بطنطا، إن مطالبة الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة القاهرة بوضع منهج دينى موحد سيتطلب الكثير من العناء حتى يفهم الطلاب الأمر
وأشار "محمد" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إلى أنه لا يمكن أن ندمج الدين المسيحي والدين الإسلامي في كتاب واحد، ولكننا نستطيع أن نصنع مادة للأخلاق وكيفية تربية الطلاب على إعلاء قيمة الأخلاق والمبادئ التي تحث على التسامح والتعايش مع الآخرين في سلام.
جهود وزارة التربية والتعليم لتوحيد الأديان
تسعي وزارة التربية والتعليم جاهدة لتوحيد الأديان ورفع قيمة الأخلاق، يقوم الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بتدشين برنامج إذاعي لطابور الصباح تحت عنوان: "باسم أديان السماء ـ لا للعنف ـ لا للدماء"، وذلك بحضور الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف غدًا السبت بمدرسة زين العابدين الثانوية المشتركة للتعليم والتدريب المزدوج التابعة لإدارة الخليفة والمقطم.