اشتعل الخلاف بين مصر والسعودية، القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط، وظهرت الخلافات على العلن، السعودية تمارس الضغوطات تلو الأخري، هكذا لجأت المملكة إلى طريقة جديدة في التعامل مع مصر، وبدأت في اتخاذ قرارات مفاجأة تجعل التساؤلات المطروحة حول علاقة البلدين تدخل في نفق مظلم.
لعل آخر هذه القرارات موافقة مجلس الشورى السعودي على مقترح فرض رسوم على تحويلات الوافدين، وأوضحت اللجنة المالية في تقرير الموافقة على هذا المشروع والذي يتكون من 12 مادة أساسها فرض الرسوم لأن نسبة الرسوم تصل إلى نحو 20%.
فرض 20% رسوم على المصريين العاملين بالمملكة لم يكن أول ما أظهرته السعودية من العين الحمراء للقاهرة، حيث زار مستشار العاهل السعودي أحمد الخطيب سد النهضة، صباح الخميس الماضي، ليعطي الضوء الأخضر بإستمرار تشيد السد والإنتهاء منه نهائيًا بدعم من أل سعود بحجة بدء التعاون في مجال الطاقة، الغريب في الأمر أن تلك الزيارة لم تكن الأولي لمسئول سعودي إلى أثيوبيا فقد سبق زيارة سد النهضة زيارة أخري قام بها وزير الزراعة عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، دون إظهار أية أسباب حقيقة سوى توطيد العلاقات بين البلدين.
التصالح مع الإخوان
وعقب تكرار الضغوطات المستفزة من قبل السعودية أوضح هشام عبد الفتاح، الباحث بالعلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الخليجي، أن تلك التصرفات تعد بمثابة استمرارًا للسياسة الاستفزازية من قبل المملكه تجاه مصر، ومحاولة جديد الضغط على مصر لتقديم تنازلات دوليه فيما يخص سوريا.
وأضاف "عبد الفتاح،" في تصريح خاص، تمارس السعودية سياسة أخري يمكن أن يطلق عليها سياسة الضغط على مصر لتقديم تنازلات داخليه فيما يخص جماعة الإخوان وقبول المصالحة معهم، وهو أمرليس جديد فمنذ قدوم الملك سلمان الحكم وكان الإخوان أكثر الفرحين به، لعلمهم بمدى التغيرات آلتي ستحدث في العلاقات المصرية السعودية.
القضية السورية
ورأي الدكتور محمد عبد الله، الخبير في الشئون الدولية، أن السعودية تحاول الضغط على مصر بسبب موقف الأخيرة بشأن القضية السورية.
وأضاف "عبد الله": السعودية دولة كبيرة عليها أن تراجع تحركاتها جيدًا فالامريكان تخلوا عنهم وبريطانيا وجه جديد للأمريكان مما سيضر المملكة أكثر من سياسة واشنطن.
وتابع الخبير في الشئون الدولية: زيارة ممثل السعودية لسد النهضة وما تلاها من فرض رسوم تصل إلى 20% على تحويلات المصريين بالخارج، كشف النيه الحقيقية للمملكة في ارباك القاهرة بقرارات متتالية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.
اسقاط نظام الأسد
وفي السياق نفسه أكد الدكتور عبد الرحمن عمران، الخبير في الشئون الدولية، أن ضغوط المملكة على مصر أصبحت واضحة أمام الجميع، خاصة بعد موقف مصر من القضية السورية، الأمر الذي لم ينل إعجاب السعودية التى تسعى بكل قوة لاسقاط نظام بشار الأسد.
وأضاف "عمران": يجب أن تأخد مصر موقفًا قويًا من تلك الضغوط، مشيرًا إلى تجاهل المملكة لكافة العلاقات والقوي التى تربطها بمصر.