ألتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الأوغندي يورى موسيفينى، بحضور الوفد المرافق للرئيس وكبار المسئولين الأوغنديين لإجراء جلسة مباحثات موسعة للارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، وعلى الأصعدة الاقتصادية والتجارية، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عُقد اليوم في عنتيبي مع الرئيس الأوغندي ونصها:
"السيد الرئيس يوري موسيفيني رئيس جمهورية أوغندا
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن سعادتي بالتواجد في أوغندا الشقيقة، وأن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى أخي العزيز الرئيس يوري موسيفيني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو أمر غير مستغرب على الشعب الأوغندي الشقيق الذي تربطه بالشعب المصري علاقات تاريخية وثيقة وممتدة.
وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد عميق تقديرنا لدور الرئيس موسيفيني في تحقيق الاستقرار والتنمية في جمهورية أوغندا، وجهوده الملموسة كأحد القيادات التاريخية البارزة بالقارة الأفريقية في تعزيز السلم والأمن في القارة بشكل عام، لاسيما في منطقتي البحيرات العظمى والقرن الأفريقي.
الأخوة والأخوات،
إنني أشعر بسعادة خاصة لإتمام هذه الزيارة إلى بلدكم الشقيق، وأود أن أشير في هذا السياق إلى عدد من القواسم المشتركة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين... فمصر وأوغندا دولتان ناميتان، لا تتشاركان فحسب في شريان حياة واحد هو نهر النيل، ولكنهما تتشاركان أيضًا في نفس التطلعات التنموية والاقتصادية كما يواجه البلدان في محيطهما الإقليمي مخاطر الإرهاب والتهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المؤيدة له.
من ثم فإني أؤكد على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين مصر وأوغندا، والتي يتعين علينا العمل على تطويرها في كافة المجالات، لاسيما في المجالات التنموية مثل قطاعات الطاقة، وإدارة الموارد المائية وتطبيق سبل الري الحديث، وتطوير قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، وبناء القدرات، ولا تدخر مصر وسعًا في تحقيق ذلك من خلال تقديم دعمها الفني عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل.
كما نولي في هذا السياق أهمية خاصة للتنسيق السياسي والأمني المشترك بين مصر وأوغندا بغرض تعزيز الاستقرار الإقليمي، ونتطلع إلى مساهمة آلية التشاور السياسي بين البلدين، والتي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها اليوم، في تحقيق هذا الهدف.
وفي إطار ما نوليه من اهتمام خاص لتعزيز حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وحرص مصر على زيادة حجم استثماراتها في أوغندا، أود أن أنوه بنشاط القطاع الخاص المصري في أوغندا الذي يشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وأن أدعوه إلى زيادة استثماراته والاستفادة مما توفره أوغندا الشقيقة من فرص واعدة في قطاعات مختلفة.
السيدات والسادة،
أود أن أجدد شكري لأخي الرئيس موسيفيني على حفاوة الاستقبال، وأؤكد سعادتي الكبيرة بلقائه، وتطلعي لمزيد من التواصل الشخصي معه بما يعزز التعاون بين البلدين على كافة المستويات، وكما ذكر الرئيس موسيفيني، فهذه الزيارة هي بالفعل الأولى لرئيس مصري إلى أوغندا، ولكنها بالتأكيد لن تكون الزيارة الأخيرة، وسيليها زيارات أخرى لأوغندا وللدول الأفريقية الشقيقة، وذلك في إطار السياسة التي تتبناها مصر منذ خطاب التنصيب بالانفتاح على القارة الأفريقية وعودتها إلى أشقائها الأفارقة وأدعو في هذه المناسبة الرئيس موسيفيني لزيارة بلده الثاني مصر في القريب لمتابعة مناقشاتنا حول سبل تعزيز العلاقات المهمة بين بلدينا الشقيقين.
وشكرًا."